أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فتى القابون... حين عاد شهيداً

لم يكن يعلم أحمد الفتى القابوني أن عاداته اليومية البسيطة ستتوقف برصاصة واحدة من قناص اعتلى سطحاً ليحارب مظاهرة تطالب بالحرية.
أحمد البني، ابن الستة عشر عاماً واحد من آلاف الشبان السوريين الذين فقدوا حياتهم كرمى للحرية، ولثورة الكرامة التي قامت في آذار من عام 2011.
كان أحمد وفياً لصباحاته المعتادة، "أمي إرضي عليّ، بدك مني شي أنا رايح على الجامع وبعدين على المدرسة"، هي تلك الكلمات القليلة التي يقولها ابن القابون يومياً لوالدته التي لا تزيد على اختصاراته إلا بقول "سلامتك يا ماما الله يرضى عليك".
هكذا قضى الشهيد الفتى معظم أيامه، ابتسامة يومية من أم الحناين..تمده بزاد الفرح والسعادة، ليتابع يومه كأي يافع سوري.
عمل، دراسة، وحضن الوالدة، تلك المفردات التي رافقت الشهيد البطل في الأسابيع الأخيرة لحياته.
لكن يوم 8/6/2012 لم يكن يشابه سواه بالنسبة لأحمد، فقد كتب له في السماء موعدٌ مع النور الأبدي، وفي يوم الجمعة ذاك، كان الشهيد قبض راتبه الأسبوعي وبعد تمنّع والدته من أخذه كعادتها، تركه في المنزل، في مكان ما ستعلم به الوالدة بعد ساعات،قبل أن يودعها متجهاً إلى الصلاة، وإلى "مشوار صغير" سيقضيه على عجل ثم يعود.
هذا المشوار الصغير لم يكن إلا مظاهرة عارمة مع شبان الحي المطالبين بالحرية، ولم يتأخر أحمد عن منزله في حي القابون، إلا قليلاً، لكنه هذه المرة عاد بدم خارج العروق، فقد عاد شهيداً.
حين ارتدت الوالدة ثوبها على عجل لتكون في صف المشيعين الأول، وجدت راتب أحمد المقتضب ورسالة غير مرئية مفادها، "إني فقدت روحي يا أمي فداء لحرية شعبي".

زمان الوصل- بالتعاون مع تجمع أحرار القابون
(108)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي