أعلن حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، اليوم الأربعاء، انسحابه من الائتلاف الإسرائيلي الحاكم.
وسيضعف انسحاب الحزب اليميني حكومة أولمرت وإن بقيت محتفظة بأغلبية 67 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي.
وكان ليبرمان أعلن عن هذه الخطوة في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع أولمرت أمس الثلاثاء لبحث مخاوفه المتعلقة بتوجهات رئيس الحكومة الإسرائيلية بشأن مباحثات السلام مع الفلسطينيين.
من جهته أصدر مكتب أولمرت أصدر بيانا يؤكد فيه "التصميم" على مواصلة المباحثات.
وأضاف البيان إن المباحثات تشكل الفرصة الوحيدة لضمان "سلام وأمن المواطنين الإسرائيليين."
يُذكر أن ليبرمان يتبوأ وزارة الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، ومن أحد الدعاة بعزل عرب 48 ونقلهم إلى الأراضي الفلسطينية، وذلك من منطلقات ديموغرافية وانتخابية.
ويأتي إعلان ليبرمان فيما أطلق ناشطون فلسطينيون 20 صاروخا من صواريخ القسام باتجاه شمال إسرائيل تساقطت حول وداخل بلدة "سديروت"، وفق ما قاله متحدث عسكري إسرائيلي.
وكان وفدان إسرائيلي وفلسطيني بحثا الاثنين الماضي قضايا إجرائية بشأن المفاوضات، وليس القضايا المحورية الشائكة.
وتضم القضايا الرئيسية والخلافية بين الجانبين: حدود الدولة، ومصير القدس، واللاجئين الفلسطينيين، والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والأمن ومصادر المياه.
وجاء الاتفاق على بدء المفاوضات بين الجانبين بعد ثلاثة أيام من زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية التي تعهد خلالها بالتوصل إلى اتفاق للتسوية النهائية بين الجانبين خلال العام الحالي، وقبل نهاية ولايته الرئاسية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الدولة الفلسطينية "أصبحت على الطريق."
يُذكر أن حزب "شاس" اليميني المتطرف والذي لديه 12 مقعدا في الكنيست كان قد هدد بدوره بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في حال تطرقت المفاوضات إلى القدس، التي يطالب الفلسطينيون أن يكون القسم الشرقي منها عاصمة لدولتهم المقبلة.
على صعيد آخر استشهد وليد عبيدي قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية باشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة قباطية قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية .
واقتحمت في جنين نحو ستين آلية عسكرية للاحتلال قباطية من كافة المحاور، وشنت عمليات دهم وتفتيش واسعة حاصرت أثناءها لمدة ثلاث ساعات منزلا تحصن فيه عبيدي (40 عاما) الذي رفض تسليم نفسه.وأن اثنين من عناصر سرايا القدس اعتقلا في العملية، وقد تضاربت الأنباء بشأن إصابتهما في الاشتباكات. وأشار إلى أن قوات الاحتلال تطارد عبيدي منذ سبع سنوات، حيث يعد أبرز المطلوبين لديها، ونجا على مدى السنوات الماضية من عدة محاولات اغتيال واعتقال.
و توعدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها عقب استشهاد قائد السرايا في الضفة برد قوي على هذه "الجريمة" واعتبرتها امتدادا للجرائم من غزة وحتى جنين.
من جانب آخر شهد قطاع غزةإضرابا شاملا دعت إليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنديدا بالمجزرة التي خلفت أيضا عشرات الجرحى بعضهم إصابته خطيرة.
وأفادت مصادر في غزة إن أجواء الترقب والقلق تسود القطاع مع تكثيف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من تحليقها المنخفض في غزة وباقي محافظات القطاع، وتحركات برية لقوات الاحتلال وسط توغلات محدودة شمالا.
وكانت حركة حماس توعدت على لسان قياديها محمود الزهار -الذي فقد نجله- بالرد على اعتداءات الاحتلال الذي صعد أمس هجماته عبر توغل في حي الزيتون شرق مدينة غزة، شاركت فيه عشرات الآليات العسكرية مصحوبة بغطاء من المروحيات، وأطلقت النار والقذائف عشوائيا.
وفي رد آخر على التصعيد الإسرائيلي قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إنه أعطى أوامر حاسمة لأجهزة الأمن المعنية بملاحقة "العملاء والجواسيس" في قطاع غزة، واعتقل ما يزيد على ثلاثين مشتبها به.
و أعلنت الحكومة المقالة في غزة الحداد العام لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في المؤسسات الرسمية، داعية الوفد الفلسطيني المفاوض لوقف محادثاته مع الإسرائيليين.
من جهتها طالبت حكومة تسيير الأعمال التي يترأسها سلام فياض في الضفة الغربية المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, ودعت في بيان تلاه وزير الإعلام رياض المالكي إلى إرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية