أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة شهيد*: محمد جميل رحمة.. كلمات الحرية الغارقة بالدم

من بخات الشهيد - زمان الوصل

عندما تقرأ تفاصيل حياة واستشهاد فتى كمحمد جميل رحمة فمن الطبيعي ألا تعلم من أين ستبدأ كلماتك، فكلّ فصل قد يظلم الآخر في حال وروده أولاً، فهل تتكلم عن سن صاحب الـ17 ربيعاً المعيل لعائلته، أما عن اعتقاله وتعذيبه، أم عن نشاطاته قبل استشهاده؟

ولِد جميل في العاصمة دمشق بحي القابون عام 1995 وترعرع في أحد البيوت الدمشقية القديمة، فتعبّق برائحة الأصالة منذ نعومة أظفاره، وعندما بلغ الخامسة عشر من العمر وجد نفسه معيلاً وحيداً لعائلة مكونة من أم وثلاثة أخوات هو أكبرهم، وذلك بعد وفاة والده في عام 2010.

وفجأة بعد عامٍ وعدة أشهر وجد الشاب نفسه أمام مسؤوليات جديدة عندما انطلقت الثورة السورية فانتفض مطالباً بالحرية، وشارك في الكثير من المظاهرات التي خرجت في حي القابون الدمشقي الثائر، لكن هذا الفتى الرجل بأفعاله لم يكتفي بالتظاهر فساهم في كتابة اللافتات والعبارات الثورية المنددة بالاستبداد والظلم، هاجراً عمله في سبيل العمل مع الثوار، لينذر نفسه ووقته وجهده في سبيل ثورة بلاده.
 
وحاله كحال العديد من الناشطين المندفعين، لقي جميل نصيبه من التعذيب بعد أن اعتقلته المخابرات الجوية بتاريخ 22-07-2011 بسبب نشاطه الفعال الذي وثّقه سكان الوطن نفسه، فامتد اعتقاله لمده 115 يوماً عُلّم فيها كيفية محبته للوطن والقائد بإذاقته كافة أصناف التعذيب التي تبدع فيها الأفرع الأمنية، سواءً على دولاب عجلة السيارة والصعق بالكهرباء، إضافةً للإهانات والتهديدات بالتصفية ومنع الدواء والغذاء إلى ما سوى ذلك.
 
خرج جميل أكثر ثقةً وقناعة بسمو ما كان قد خرج لأجله، فعاد إلى التظاهر وبدأت مهمته الأكبر والتي كانت سبباً باستهدافه بعد أن تفرّغ لـ (بخ) وكتابة عبارات الحرية والعدالة في كل ليلة، فكان مصدر قلقٍ دائم لمخابرات النظام السوري، لأنه يخطّ على جدران بلاده عبارات الحرية والكرامة، وهي التي اعتادت على تمجيد وشكر القائد والتغني بالحرية التي يمنحها القائد فقط.
 
وفي صبيحة يوم الجمعة بتاريخ 06-07-2012 وعندما كان يمارس مهمته الثورية في صبغ وبخ عبارات الحرية على جداران حي القابون، جاءته رصاصة قاتلة على يد أحد رجال الأمن السوري محاكماً عائلته وأصدقائه وجميل نفسه بإرساله إلى الرب الأعلى بعد أن أصبح الوطن لا يتسع لأيّ مطالبٍ بإنهاء الظلم والقتل، فرحل جميل شهيداً وبيده علبة البخ السلاح الناطق بالعدالة بعد أن أرهبتهم كلماته.

مشاركته في إحدى المظاهرات الليلية حيث يقوم بالتلويح بعلم الثورة:

 في هذه الفيديوهات يظهر الرجل البخاخ جميل وهو يقوم بخط عبارة "حرية للأبد غصب عنك يا أسد"، وعبارة "سورية حرة"، وعبارة "حتسقط يا بشار"، وغيرها على الجدران وعلى أبواب المحلات التجارية:

في هذا الألبوم من الصور يظهر الناشط البخاخ وهو يقوم بالكتابة على الجدران، إضافة إلى صور تظهر فيها نشاطاته:

إحدى مجالس العزاء في حي القابون، حيث يقوم الناشط جميل وهو من يرتدي اللون الأصفر بتصويرها:

 الرجل البخاج جثة هامدة بعد أن نالته رصاصة قوات الأمن التابعة للنظام السوري


*قصص لشهداء تنشرها "زمان الوصل" تباعاً بالتعاون مع "الشبكة السوري لحقوق الإنساتن" ضمن قسم خاص لتؤكد وتذكر أن الشهداء ليسوا أرقاماً.

 

جورج خوري - زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي