خرجت على أن تعود يوماً .. لم يخطر في بالها الحزين على ذلك الوطن أن بانتظارها نخاسون مقنعون و بئس المصير ..
أيها السوريون الشرفاء .. يا طائر الفينيق المنتفض من قلب الرماد .. يا أحفاد آرام و آشور .. يا أحفاد زنوبيا و خالد بن الوليد يا أحفاد الأمويين و يا روثة هذه الأرض .. نحن اليوم أمام أزمة تتفاقم يومياً و بعدد الدقائق ..
إنه واقع المرأة السورية .. جدتي و أختك و أمه و ابنتنا .. نساؤنا السوريات في مخيمات اللجوء ..تُستغل دموعهنّ ..على وطن ضاع ممثله الأول .. منازلهنّ الصغيرة .. و على وضع معيشي و مادي و اجتماعي بات من السوء ..لدرجة أن تجّار النفس البشرية ..باتوا يعبثون بمستقبلهن ..مستغلين حاجتهن المؤقتة..إلى سند و كتف و رجل طالما حلموا أن يكون شاباً من ذلك الوطن ..سوريا.
فتياتنا اليوم في المخيمات .. توضع أمامهنّ المبالغ المادية البخسة ..و مغريات الانتقال للعيش في مكان أكثر رقياً من مخيمات باتت مرتعاً لغبار الذل و العوز و الحاجة ..
رجال من عرب الشهوة ..عرب الضمير المتوفي سريرياً ..الذي شيعناه ألف مرة عند أول مجزرة .. بل عند أول طفل مدمى .. منذ انطلاقة ثورتنا المباركة .. شيعناه في الحولة ..شيعه حمزة .. و بكته لين الفالوجي .. وا معتصماه ..وا عرباه ..لا حياة لمن لا حياء فيهم ..
استيقظت ضمائرهم هذه المرة ..و لكنها صحوة الغريزة ..المغلفة بالعطف والشفقة .. و المتضمنة استغلال الحاجة .. و المصلحة ..
صرختنا اليوم .. صرخة الشباب السوري ..المدفوع بحب الوطن ..و أبنائه ..
نحن شباب سوريا و فتياتها الأحرار ..نعلن أن صرخات نسائنا في المخيمات .. وصلت مسامعنا ..و قلوبنا ..و نحن نعلنها شرارة النهوض ..من أجل تحمل مسؤولياتنا تجاه نصف مجتمعنا ..و مدرسة أجيالنا ..و نصف أدياننا ..و أمهات أطفالنا و أخواتنا ..
و سنتخذ كافة الإجراءات الممكنة ..ضمن منظومة العمل الدولي و المنظمات الدولية المعنية بالأمر .
و هممنا جاهزة ..عقولنا فدى المرأة السورية ..من كانت ..و أين كانت ..داخل الوطن و خارجه ..أياً كانت قوميتها ..و طائفتها ..فهي إنسانة كاملة الحقوق ..و مواطنة سورية مساوية للرجل في كل حقوقه .. و هي قطرتنا الأولى ..لغيث من العمل الدؤوب ..لحماية المجتمع السوري بكافة أطيافه ..المرأة و الطفل و المواطن من كان ..
منطلقنا تاريخ سوريا مهد حضارات العالم ..و مصدر إلهامنا إيماننا بقضيتنا السورية ..قضية الحرية و الكرامة و الحق والعدالة ..للجميع ..سوريين مهما كانت الصفة التالية لتلك الكلمة المقدسة ..
المرأة السورية هي الكنز الذي يجب ألا نفرط به في أسواق النخاسة المقنعة .. هي الجرة التي ستنقل إرث السوريين إلى الأجيال القادمة.
نحن سوريون ..و السوريات ..للسوريين .
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية