عزمي بشارة يتساءل.. و"زمان الوصل" يجيب.. الجيش الحر.. و"الحاضنة الشعبية"
زمان الوصل: طرح الدكتور عزمي بشارة تساؤلاً في صفحته الرسمية على "فيس بوك" حول النظام السوري والجيش الحر والحاضنة الشعبية، "زمان الوصل" تجيب على تساؤل الدكتور بمقال كتب على صوت القذائف والقصف، كتب من عمق الداخل السوري.
ما كتبه الدكتور، الأحد 26/8/2012:
نتساءل هنا حول صحة الفعل التالي سواء أكانت وراءه إستراتيجية أم لا: يدخل مسلحون إلى حي في مدينة مأهولة فتقصفه طائرات النظام، فيخليه السكان بعد ثمن باهظ في الأرواح والممتلكات. ولاحقاً يخلي السكان أي حي يدخله مسلحون، لأنهم يعرفون ردة فعل النظام، ويحصل توتر بينهم وبين السكان، لا سيما إذا جاؤوا من خارج الحي، ليس لأن السكان ضد الثورة، بل لأنهم يعلمون أن النظام سوف يقصف الحي بما في ذلك العمارة التي يسكن فيها المواطن المتذمر. ثم تبدأ جولات كر وفكر أو قصف منهجي من قبل الجيش النظامي يتهدم خلالها الحي عملياً. ما الإستراتيجي في هذا؟ ولماذا قرر أحدهم كان من يكون أن هذه معركة حاسمة؟ طبيعة الكفاح المسلح ضد نظام هو الاستنزاف والتآكل والتقدم التدريجي وليس الإعلان عن معارك حاسمة تؤدي إلى مواجهات يهدم خلالها النظام المدن. طبيعة الكفاح المسلح ضد نظام هو البحث عن المجتمعات الحاضنة أو خلق مثلها لا أن ينفر المجتمعات، ويخلق توترات جديدة مع أحياء لم تشارك في الثورة ولا في القمع مثل قسم كبير من الشعب، فليس كل الناس فدائيين، ولا ينبغي أن يفرض عليهم ذلك في أي مجتمع. تساؤل فقط.
الإجابة كتبها مراسل "زمان الوصل" في اللاذقية رعد اللاذقاني بالتشاور مع رئاسة التحرير:
إن كلمة الإستراتيجية يجب أن تعزى إلى النظام عند الحديث عن القصف والتدمير للأحياء وليس إلى الجيش الحر، فإستراتيجية النظام المتبعة هي في إخلال العلاقة بين الجيش الحر والحاضنة الشعبية التي تحتضنه وتؤويه، عن طريق القصف العشوائي والقتل والذبح والاختطاف والإعدام الميداني.. إلخ.
الإستراتيجية تتطلب تحقيق الأهداف بالوسائل المتاحة بأقل التكاليف وبأعظم الفوائد، والجيش الحر له عيوب تمنعه من وضع إستراتيجية ناجحة:
1- ضعف القيادة وعدم التنسيق بين الوحدات المقاتلة على الأرض السورية.
2- عدم وجود التنظيم الشامل والواسع الذي يضم كافة الأفراد المقاتلة.
3- الحماسة الحمقاء القاتلة التي تدفع بتورط المقاتلين والمدنيين في حرب لم يحسب لها حساب.
...... إلخ
يقوم الجيش الحر بعمليات تكتيكية ولا تتضح أهدافها الإستراتيجية الحقيقية –إلا ما ندر- في حربه ضد النظام، إن ما يتحدث عنه الدكتور عزمي بشارة هو فعلاً ما يدور على الأرض "تنفر المجتمعات الحاضنة ويخلق توترات جديدة مع أحياء لم تشارك في الثورة.........."، فالجيش الحر بقيادته العسكرية أو بتراتبية مناصبه وسلطاته لا يتمتع بالسلطة الكافية والملزمة على المقاتلين في صفوفه، مما يؤدي في بعض الحالات إلى تورط الجيش الحر كتنظيم مسلح والمدنيين كحاضنة شعبية في صراع مع الآلة العسكرية الهوجاء بسبب قرار فردي أحمق من أحد قادة المجموعات، مما يؤدي بالنتيجة النهائية إلى خرق للعلاقة بين الجيش الحر وحاضنته الشعبية.
كل هذه الأسباب تصب في صالح النظام السوري، الذي يسعى ومنذ مدة إلى جعل هذه العلاقة علاقة خوف مرتبطة بالقصف والذبح والمجازر تقوم على إلقاء اللوم على الجيش الحر.
صحيح أن دخول الجيش الحر بقوة للمدن والأحياء -خصوصاً في دمشق- كان عبارة عن تهور فردي أو جماعي، ولكنه كان في حلب مخطط له مسبقاً، ويختلف عن الوضع القائم في المحافظات الأخرى (القيادة الموحدة والتنسيق الكبير والقدرة على المواجهة ووضع الخطط البديلة والفعالة، إضافة إلى الإلمام بسبل حماية المدنيين وتنظيم أمور حياتهم وتأمين أرواحهم)، يبدو أن الدكتور عزمي يشير ضمنياً إلى حلب بوصفه "المعركة الحاسمة"، إني أضع بين يدي المتسائل جواباً بسيطاً:
إن ما فعله المقاتلون في حلب هو إستراتيجية تهدف ليس إلى تحرير حلب، وإنما يهدف إلى فك الحصار المطبق على حمص القديمة وضواحي دمشق وجبل الأكراد والتركمان في اللاذقية، ويهدف إلى إعطاء فسحة من الحرية للتحرك لثوار دير الزور وإدلب وحماة ودرعا... وإشغال قوات النظام في كل أرجاء سوريا.
إن ما يفعله "الجيش الحر" في حلب هو إستراتيجية تهدف إلى توجيه أنظار المجتمع الدولي نحو المنطقة العازلة، وإثبات قدرة الجيش الحر في أية لحظة على الولوج إلى أية منطقة وتحرير التراب السوري، وما على المجتمع الدولي إلا عزل سلاح الجو، خصوصاً وأن حلب هي الخيار الأفضل بسبب موقعها الإستراتيجي وتركيبة سكانها "لون واحد" وكونها تشكل الخط الأخير في معادلة "العزل الآمن للشمال الغربي السوري".
وسواء أكانت ناجحة أم فاشلة ولكنها في النهاية "إستراتيجية".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية