أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القابون في قلب الثورة وينبض بها.. حكايته الكاملة

لعب حي القانون ولا يزال دوراً بارزاً في ثورة الحرية والكرامة التي صنعها الشعب السوري ضد النظام الاستبدادي في سوريا، وقد نال هذا الحي نصيبه من القتل والدمار، غير أن هذه الدماء التي زهقت وكما في أغلب المناطق السورية هي التي ستعيد الحرية للوطن الكبير.

لمحة تاريخية عن حي القابون الدمشقي
يقع حي القابون على بعد ٣ كم من ساحة المرجة، مركز مدينة دمشق. يحد الحي من الشمال برزة ومن الشرق حرستا وعربين ومن الجنوب جوبر. 
يعود تاريخ القابون إلى العهد الآرامي حيث أن كانت تعرف المنطقة باسم "آبونا" ومعناها مكان تجمع المياه ثم حُرفت الكلمة إلى القابون، وهي كلمة سيريانية تحمل المعنى ذاته. 
يمر في حي القابون نهرا "يزيد"و"تورا"، وهما فرعان من نهر بردى. وتتميز القابون كونها مدخل دمشق الشمالي أنها واحدة من أهم عقد المواصلات، غكثرت بها الشوارع والجسور عبر الأزمنة. 
ويبلغ عدد سكان القابون حالياً قرابة 50000 نسمة يعمل أغلبهم بالمهن الحرة واليدوية والتجارة والزراعة، وأشهر المساجد الموجودة فيها، الجامع الكبير (أبو بكر الصديق)، جامع العمري، جامع الغفران، جامع الشيخ جابر الأنصاري، جامع الحسن. 

القابون الحي المظلوم
على الرغم من أهميته التاريخية إلاّ أن حي القابون الدمشقي ظلم كثيراً، فبُعثر تاريخه كغيره من الأحياء والقرى والبلدان بين الدروب والأزقة المعتمة.
وتزايد ظلم الحي تحت حكم الأسد حيث عمد إلى مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتقليص المساحة السكنية والزراعية وذلك بسبب حقده وخوفه من تكافل السكان الذين ثاروا في وجه قواته وسياساته قبل انطلاق ثورة الكرامة، ونذكر من هذه الثورات ما عرف بانتفاضة التربة والتي خرج فيها أهالي القابون نساءً ورجالاً وأطفالاً في عهد الأسد الأب، فما كان منه إلا أن لبى مطالبهم وألغى المشروع المزمع إقامته مكان المقبرة. 
وهناك أيضا حادثة الأوتوستراد الدولي والذي انتفض على إثره أهالي القابون مطالبين بإقامة الأنفاق على الأوتوستراد الذي يمر بالبلدة ويقسمها إلى قسمين ولم تنتهي التظاهرة حتى لبيت مطالبهم. 
وأطلق على القابون "البلدة المظلومة") لكثرة ما وقع عليها من مظالم عبر الأزمنة. ويشعر أهلها دائماً عبر الحكومات أنهم مظلومون ومهملون فرغم كثافة السكان، إلا أنك لا تجد فيها مشفاً واحداً عدا عن استملاك معظم أرضيها ولا تجد فيها ملعباً أو نادياً رياضياً. 
وقامت حكومة الأسد باستملاك ما يقارب من 50 % من مساحة الحي وبنوا الثكنات العسكرية للقوات الخاصة والحرس الجمهوري والشرطة العسكرية وكلية الشرطة المدنية وعدد كبير من الرحبات إضافة إلى فرع المخابرات العسكرية وفتح الطرقات السريعة في أراضي تعود لسكان هذا الحي دون أي تعويض يذكر وخيروا الأهالي بين إخلاء البيوت أو هدمها على رؤوسهم. وعلى الرغم من أن امتداد هذا الحي على رقعة جغرافية صغيرة فقد تمت إحاطته من مختلف نواحيه بأجهزة الأمن والمخابرات.
فشمالاً القوات الخاصة الشرطة لعسكرية فرع المعلومات، ومن الغرب كلية الشرطة، ومن الشرق محطات الوقود العسكرية، وفي الجنوب رحبات المخابرات الثلاث ولواء المدرعات وفرع المخابرات الجوية. 
وما زالت حتى الآن مساحات شاسعة من الأراضي تحت مشاريع الاستملاك للدولة ويمنع أصحاب هذه البيوت من تعميرها أو توسيعها أو حتى ترميمها أو زيادة مساحتها الأمر الذي زاد من فقر سكان الحي. ونزيدكم علما أن الدولة تمنعت عن بناء المدارس بالحي بحجة عدم وجود ميزانية لبنائها وطلبت من الأهالي تأجيرها مساكن ضخمة لجعلها مدارس لأبناء الحي فبادر الأهالي بذلك بتأجير الدولة عدد من المباني فما كان من الدولة إلا استملاك هذه المباني وأعضاء أصحابها مبالغة تافهة كإيجار سنوي لا يزيد عن خمسين ألف ليرة سورية في أفضل الحالات ونذكر منها مدرسة ميسون لصاحبها محمد سعيد الحموي ومدرسة أحمد المدني لآل الخطيب.. 

القابون في قلب الثورة
بدأ مبكراً حي القابون وبكل شبابه بالانضمام لثورة الكرامة، فقد انتفضوا مرحبين بالحرية ومتحدين للاستبداد والعبودية، فقالوا كلمتهم وحاربوا الرصاص بالحجارة ولم يتوقفوا عن التظاهر السلمي اليومي أبداً.. فخرجوا بعشرات الآلاف وكان لهم الحشد الأكبر على مستوى العاصمة دمشق حيث تجمع ما يقدر بخمسين ألف متظاهر في زفاف شهداء مجزرة جمعة (أسرى الحرية) الذين كما غيرهم من الشهداء دفعوا ثمناً غاليا علينا ولكنه رخيص فداء لسوريا الكرامة. 
وعلى الرغم من احتلال القابون من قبل قوات الأمن والشبيحة، إلا أن شبابها لم يستسلموا فأبدعوا في المظاهرات المميزة والأفكار الجديدة فحملوا مظلات الحرية، واحتفلوا بالأعياد على طريقة الثورة.. 
وأبدعوا بالبث المباشر فظهر أبناء حي القابون على شاشات العالم متظاهرين وناطقين وناشطين. ومع استمرار القوات النظامية بالقتل الممنهج واستمرار الإهانات وقطع أرزاق العباد وتوسع حملات الاعتقالات والتعذيب المذل بالسجون لم يستسلموا مرة ولم يكونوا إلا شعلة منيرة في الثورة السورية ضد النظام فما كان من قوات النظام إلا أن زادت على الحي جروحا جديدة من خلال دعمهم لشبيحة النظام بالسلاح والتغطية على أفعالهم ليقوموا بارتكاب المجازر وخطف الأبرياء من الحي والتي كان آخرها مجزرة ذهب ضحيتها 41 شهيداً بيد شبيحة النظام.

أول مظاهرات الحي
بتاريخ 25 3 2011 خرجت أولى مظاهرات الحي، حيث انتفض الحي بأعداد كبيرة فاجأت النظام، وخرج الأهالي ضد حكم الأمن والمخابرات، ضد العبودية والاستغلال، ضد حكم العائلة وضد الحكم الطائفي. 
كان الرد العسكري والحل الأمني أولى الإصلاحات التي قدمها النظام لأهالي حي القابون كما فعل مع كافة الأحياء والمدن المطالبة بالحرية حيث انتشرت عناصر المخابرات للمرة الأولى مع خروج هذه المظاهرة وكانت حملة الاعتقالات الأولى في الحي بتاريخ 27 / 3 / 2011، وقاموا بالاعتداء على المارة بالضرب المبرح وتكسير المحلات واعتقال العشرات. 

المجزرة الأولى
رغم حملات الاعتقالات والتعذيب الوحشي استمر أهالي الحي بالتظاهر السلمي وبشكل يومي نصرة لكرامتنا المسلوبة ونصرة لمدينة درعا وحمص ودوما، الأمر الذي استفز النظام ومخابراته الذين أطلقوا الرصاص على آلاف المتظاهرين في الحي عندما كانوا يحاولون الوصول لساحة العباسيين الشهيرة فقتلوا على الفور 7 أشخاص 5 منهم من أهالي الحي و2 من أهالي بلدة حفير، هنا سقط أول شهداء العاصمة دمشق كان ذلك بتاريخ 22 / 4 / 2011 في الجمعة العظيمة. 

البعد الديني في الحي
أهالي القابون من المسلمين السنة، لكنهم لم يكونوا يوماً طائفيين بل كانت طائفتهم، كما كل السوريين الأحرار، هي سوريا، سوريا الحرة والكريمة لكل شعبها، والتي لا تميز بين سوري وآخر على أساس طائفته أو مذهبه، واحتضنت القابون العديد من الأحرار السوريين الجرحى أو الجنود المنشقين من الطوائف الأخرى، ولم يكونوا إلا بين أهلهم وأخوتهم، ولكن نظام الأسد، الذي عمد طوال أربعين عاماً على زرع الفتنة الطائفية بين أطياف الشعب السوري، حرص على زرع بعض التكتلات السكنية للموالين له من أهالي الضباط والعناصر والموظفين العاملين في الثكنات العسكرية والمخابرات والأمن العسكري الواقعة في القابون وما حولها. 
وتعد المساجد والساحات العامة في الحي مراكز التجمع الأهم قبل الانطلاق في أي مظاهرة وهتاف "الله أكبر" العبارة التي تنشر القوة والثقة بالنفس بين أهالي الحي، ولما لها من تأثير وتخويف لعناصر النظام رغم ما يملكون من أسلحة ومعدات حربية. 

المجزرة الثانية
انكسر حاجز الخوف للأبد لدى كافة سكان حي القابون، وخرج الألوف في المظاهرات السلمية أيام الجمعة حيث بلغ عدد المتظاهرين ما يقدر بأربعين ألف متظاهر، الأمر الذي لم يكن ليقبله النظام أن تخرج مثل هذه الأعداد بأحد أحياء دمشق وهو الذي طالما حاول إبعاد العاصمة عن أجواء الثورة والحرية.. 
فبادر بقتل أربعة عشر شاباً خلال هجومه على مظاهرة أسرى الحرية وأصاب العشرات بجروح خطيرة. تلاه يوم السبت الذي شهد اكبر تشييع في العاصمة دمشق ليتجاوز عدد المشيعين أربعين ألف من الأهالي وسكان دمشق الأحرار، من مختلف مناطقها وطوائفها، الذين شاركونا هذا العرس وهتفوا بصوت واحد (بالروح بالدم نفديك يا شهيد).. 

الاعتقالات والمداهمات
شهد الحي العديد من الحملات الأمنية المكثفة لإخماد جذوة الثورة السلمية فيه، كان أعنفها الحملة العنيفة لعناصره، بتاريخ 22 / 7 / 2011، حيث تم تطويق الحي بشكل كامل بأكثر من ثلاثة آلاف عنصر من الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، وتم إدخال الأسلحة الثقيلة إلى الحي من قاذفات آر بي جي ورشاشات ثقيلة، وتم نشر القناصة على أسطح المباني، وقاموا باعتقال ما يزيد عن 1500 شاب من أهالي الحي، ظناً منهم أن ذلك قد يثني الشباب عن مواصلة المسير على طريق الثورة. لكنهم لا يعلمون أن من ذاق حلاوة الحرية مرة لن يعيده شيء إلى مرارة العبودية حتى لو كلفه ذلك حياته.. وتبقى هذه الحملات مستمرة بشكل يومي حتى الآن. 

أضخم العمليات العسكرية ضد الحي
في ليلة لم ولن ينساها أهالي دمشق عموماً وأهالي حي القابون خصوصاً وهي ليلة الاثنين 16 / 7 / 2012، شهد حي القابون في هذه الليلة قصفاً بالدبابات ومدافع الهاون والطائرات الحربية بشكل مباشر على السكان العزّل. استمرت هذه الحرب المرعبة خمسة أيام ليتضخم الأمر وتصبح حملة تهجير لأهالي دمشق من حي القابون، بجرف منازلهم ومحالهم التجارية وفي أثناء هذه الحملة سقطت الأحجار التي حملت خلفها آلاف القصص والحكايات لتاريخ حي حمل في أزقته ياسمين الحرية وذهب من الشهداء لجنان الخلد الكثير من أبناء الحي، ومعهم أحلام كانوا يتمنون تحقيقها من أجل وطن يتسع للجميع، ومستقبل ينمو فيه أبنائهم أحراراً، حتّى أصبح الحي خاوياً على عروشه، ورائحة الموت تملأ سماؤه، والدمار في كل أنحائه. 
هذه هي ليلة الحرب الظالمة التي طالت أقدم وأعرق أحياء مدينة الياسمين. في مساء هذا الاثنين، شهدت المناطق على أطراف الحي إطلاق نار كثيف واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، وامتدّت هذه الاشتباكات حتى امتدت إلى داخل الحي.. 
و بعدها فوراً قامت القوات النظامية بقصف حي القابون بقذائف الهاون من جميع المحاور، حيث سقط في تلك الساعة على الحي أكثر من 15 قذيفة، وكان أزيز الرصاص لا يهدأ من جميع أنواع الأسلحة وبشكل مخيف حتى ساعات الفجر. 
شهد الحي وشهدت دمشق لأول مرة إطلاق نار من رشاشات الطيران المروحي الذي حلّق في سماء الحي لساعات طويلة وهي تطلق النار بشكل عشوائي وتستهدف المنازل في ظل هذا القذائف تنهمر على الحي من جميع الاتجاهات، وفي صباح اليوم التالي بدأت التعزيزات العسكرية تتمركز على مداخل الحي حيث تمركز عدد من الدبابات وبدؤوا القصف على الحي بشكل عشوائي وعنيف حتى بدأ يطول المنازل، رافق ذلك انتشار القناصة على أسطح المنازل الذين كانوا يستهدفون أي شيء يتحرك.. 
استمرت هذه الحملة الهمجية لمدّة 5 أيام بشكل متواصل قصف مروحي حتّى قصفوا الحي بالصواريخ ومدافع الهاون والدبابات، حتى قامت القوات النظامية باقتحام الحي في 20 / 7 / 2012 بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر وبعد تهجير الأهالي تحت وطأة القصف، ولم يبقى في الحي سوى حوالي 75 عائلة محاصرة داخل الحي بعد نزوح تجاوزت نسبته90 % من السكان.. 
وبعدها بدأت قوات النظام بالتوغل داخل الحي ومناطق كحي تشرين - سوق التهريب، حيث دخلوا جميع منازل الحي دون استثناء يقومون بسرقة محتوياته وتخريب أثاثه. وبعض المنازل تم إحراقها كما حدث في منطقة البعلة وسوق التهريب حيث أحرقوا عدداً كبيراًً من المنازل والمحال التجارية والسيارات. 
استمروا على هذا الحال ليومين وأي شخص يقع تحت يدهم يقومون بالتنكيل به وذبحه. ما تم توثيقه من أسماء الشهداء في ذالك اليوم فقط بالاسم بلغ عددهم 99 شهيداً، بينما هنالك أكثر من 40 شهيداً لم يتم التعرف عليهم بسبب التنكيل وتشويه جثامينهم، كما أن هناك عشرات المفقودين لا نعلم مصيرهم حتى لحظة إعداد هذا التقرير. 

تدمير المنازل والمحلات التجارية والصناعية في الحي
عقب معركة دمشق الأولى واجتياح جيوش النظام لحي القابون عمد النظام الحاكم للانتقام من أهالي الحي، وحاربهم في رزقهم وسكنهم، واستخدم آلياته المجنزرة وهدم ما يزيد عن مئتين وحدة صناعية في المنطقة الصناعية إضافة إلى نهب وسرقة وٕاحراق عدد كبير من المنازل خلال 3 أيام فقط وقبل عودة الأهالي النازحين والهاربين من القصف الجوي والمدفعي ولم يسمح لأصحاب هذه المحلات بإفراغ محلاتهم قبل الهدم لا بل قام بقتل كل شخص كان يحاول تفريغ محله قبل هدمه. وقد قاموا بتخريب المساجد وقصفها ونهبها وحرقها، واستهدافها بالرصاص والقذائف. 
وكما ذكرنا فإن غالبية شباب الحي يعملون بالمهن الحرة وتشكل المنطقة الصناعية في الحي مصدر الرزق الأهم للعائلات ولكن بعد هدمها فقدت مئات العائلات مصدر رزقها الرئيسي، إن لم يكن الوحيد.. مما زاد من حجم المعاناة الإنسانية في هذا الحي المنكوب

حرائر حي القابون في ظل الثورة السورية
كان لحرائر الحي دوراً بارزاً في ثورة الحرية والكرامة فهي الثائرة أم الشهيد وزوجته وابنته التي فقدت حنانه والتي تحملت فراقه أوقات اعتقاله في سجون الأسد وأعوانه، شاركت بالمظاهرات ورفعت أعلام الثورة ولافتات الحرية والكرامة، شاركت بالنضال السلمي فحاكت بأيديها الأعلام وصنعت طعام النازحين من المحافظات السورية الثائرة، واحتفلت بالذكرى الأولى للثورة السورية وذكرى أول مظاهرة في الحي وذكرى أول مجزرة ارتكبتها القوات النظامية في الحي حيث قامت بالعديد من الأعمال السلمية ومنها غرافيتي الحرية وتوزيع المنشورات وهدايا رمزية لشباب الحي تعبيرا عن وقوفها إلى جانبهم في ثورة الحرية والكرامة. 
كما كان لها نصيبها من بطش قوات الجيش النظامي من اعتقال وقتل وتشريد كسائر حرائر سوريا اللواتي لم يقفن صامتين بوجه الظلم والاستبداد. 

الحالة الإنسانية في الحي
من المعروف أن غالبية أهالي حي القابون من الفقراء، وكرس فقرهم تجاهل الدولة لهم على مر العقود واستملاك أراضيهم دون أي تعويض.. وفي ثورة الكرامة تدهورت الأوضاع الإنسانية بصورة متزايدة مع تزايد عمليات الاعتقال والقتل وارتفاع أعداد المصابين. 
بالإضافة إلى ما ذكر فإن عدداً كبيراً من الشباب العاملين والمعيلين لأسرهم اضطروا لترك أعمالهم بسبب مداهمة الجيش لمقار عملهم، الأمر الذي انعكس على حالة عائلاتهم المعيشية، وشهدت هذه الفترة تكافلا اجتماعياً مدهشاً، حيث دأب الناشطون على جمع التبرعات وتوزيعها على عشرات الأسر المحتاجة من أهالي الشهداء والجرحى والمعتقلين ومن هم متوارين عن الأنظار. 
واستقبل الحي عدداً كبيرً من العائلات الحمصية التي نزحت عن مدينة حمص، التي كانت أولى المدن التي تعرضت للقصف وتكفل أبناء الحي بجمع التبرعات لتأمين المبالغ اللازمة لتغطية مصاريف إيجارات المنازل والفرش وتكلفة الطعام.. 
وتسارعت هنا وتيرة المعارك والقصف على الحي ومحاصرته بشكل شبه يومي وتدهورت الحالة الإنسانية بصورة أكبر حيث ترافقت الحملات على الحي بانقطاع التيار الكهربائي لأيام بل لأسابيع عن أجزاء الحي في اشد فصول السنة حرً على الإطلاق.. حيث أصبح الحي بحاجة لكافة أنواع المساعدات الطبية والغذائية بشكل أساسي وتدهور الوضع الطبي والإنساني بعد قصف مركز الهلال الأحمر، ولا يوجد في الحي مركز آخر لاستقبال الجرحى والمصابين، وزاد المصيبة تدمير المنطقة الصناعية في القابون حيث قطعت أرزاق الآلاف من سكان الحي.. وأصبح جزء كبير منهم يعتمدون على المساعدات الخارجية التي لم تكفِ إلا لتغطية اليسير اليسير.. ونسبة الأضرار التي زادت عن خمسمائة مليون ليرة سورية، ناهيك عن تدمير كل البنى التحتية في الحي.. 
هذا التاريخ سطرته دماء الشهداء والعذاب الذي عاشه شباب الحي وأهله وحالة التشرد والنزوح التي حصلت نتيجة أفعال جيش النظام سوف يبقى في أعيننا كما سيكون بحاجة إلى التوثيق والعمل الدؤوب لتعبر عن حجم الثورة داخل الحي ولن تكفي هذه العجالة إعطاء حي القابون الدمشقي الثائر حقه، نظراً لما قدمه ويقدمه يومياً في سبيل سوريا حرة ديمقراطية لكل السوريين..

تجمع أحرار القابون - زمان الوصل
(191)    هل أعجبتك المقالة (184)

2012-08-26

القابون باباعمرو دمشق.


المهندس سعد الله جبري

2012-08-26

فالقتل بالقتل، والنهب بالتدمير قبل النصر، وبالمصادرة الشاملة بعد انتصار ثورة الشعب السوري! إنها ‏مبادئ العدالة الإنسانية في جميع العالم وعبر التاريخ جميعا، ولكن النظام الغبي لا يُدرك حتى أولوياتها! ‏وسيدفع النظام الأسدي الثمن أكيدا، فهي الحتمية الإلهية، والتاريخية في البشرية جميعا!‏ أرجو من إدارة "زمان الوصل" وجميع المواقع الوطنية الشريفة المعارضة، عدم استعمال تعبير "القوات ‏النظامية" لقوات النظام الخائن، وإنما هي "القوات الأسدية" فهذه صفتها الدنيئة، أما تعبير "النظامي" ‏فيشمل جميع الشعب السوري وقواته، وهو ما لا تُمثله القوات الخائنة الموالية للمجرم الخائن بشار الأسد!‏.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي