أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير "ماقبل الموت" لميكا: "يفجرون الناس الهاربة ذعراً"

لن تنسى سوريا دم الصحفية اليابانية

إنّهم يطلقون النار عشوائياً و يلقون القنابل على المدينة عبر الطائرات.
يفجرون الناس الهاربة ذعراً على الأرض دون تحديد.
نحن متجهين الآن نحو الخطوط الأمامية، حيث يقصفون المدينة عبر ثلاث مدافع.
نحن متيقنين من فظاعة الأضرار، لكننا متجهين إلى هناك للتحقق منها.
الناس على قيد الحياة هنا بالرغم من القصف !! فعلاً هم مازالوا أحياء.
كم أنت ظريف، إلى ماذا تنظر؟

بهذه الكلمات اختتمت الصحفية اليابانية ميكا ياما موتو أخر تقاريرها قبل ساعات من وفاتها، والذي نشرته وكالة الأنباء اليابانية وترجمته صحيفة التلغراف البريطانية قبل أن تترجمه جريدة زمان الوصل، حيث كانت صاحبة الـ45 عاماً تصوّر المقاتلين إلى جانب شريكها (كازوتاكا ساتو) قبل أن تصاب بطلقٍ ناري لاقت حتفها على إثره.

ويظهر من خلال قراءة السيرة الذاتية لميكا على موقع وكالة الأنباء (الصحافة اليابانية)أنّها كانت مراسلة حرب ذات خبرة، فأصدرت تقرير عن ظلم و اضطهاد المرأة في أفغانستان خلال حكم القاعدة و بعدها نقلت الحرب الأميركية على أفغانستان والعراق، حتى زملائها قالوا لصحيفة التايمز اليابانية إنّها صحفية حذرة و حريصة، وليست من هؤلاء الغير مكترثين.

وقال الصحفي المتقاعد (هيروشي) والد ميكا للصحيفة ذاتها: "هي ليست صحفية حرب بل هي صحفية إنسانية، كانت تصرّ أن تعود لوطنها حية لتنقل قصص الأطفال و النساء من ساحات الحرب ".

وأضاف: "لطالما تحدثت عن معاناة الناس المقحمين بالنزاعات وعن حياة الناس وعن السلام العالمي، أبنتي كانت أفضل مني بمراحل في الصحافة".

وفي تقرير مصوّر آخر نشر يوم أمس الأربعاء, يذكر السيد (ساتو) حول موت شريكته ميكا أنّه تمّ قنصها على بعد مسافة قريبة بيد مسلح من الجيش السوري.

ويقول ساتو في الفيديو: "حسناً، إنّها امرأة، ربما ميّزوا ذلك ولكنهم أطلقوا النار عليها، قتلوها، أنا حزين ليس لدي ما أقوله للحكومة السورية أو للجيش السوري، لم أستطع حمايتها لم أستطع، كانت على يميني بمسافة مترين أو ثلاثة، لم أستطع أن أرى بدأوا إطلاق النار بسرعه على بعد 20 أو 30 متر، ميّزت وجوههم و بسرعة أطلقوا النيران علينا".

ويضيف ساتو: "ليس لدي أي رأي أو فكرة عن الجيش السوري، لأننا صحفيين أردنا الذهاب ليس للخطوط الأولى( أرض المعركة) لكننا حاولنا أن نكون الأوليين (لنقل ما يجري)، إنّها مسؤوليتنا لأننا أردنا أن نري كل العالم ما يحدث في سوريا". 

وكان قد نشر فيديو موت الصحفية اليابانية منذ أيام في سوريا، كما ظهر ساتو وهو يبكي جثة شريكته الغارقة بالدماء في أرض المشفى، ويظهر به واضعاً خده على خدها قائلاً: "لماذا ترتدين سترةً ضد الرصاص؟؟" متأملاً جروح و ندوب الجثمان إلى رأسها و ذراعيها، ثم يضيف باكياً: "بالتأكيد كان ذلك مؤلماً، هل تعانين؟؟"


ترجمة زمان الوصل عن نيويورك تايمز
(110)    هل أعجبتك المقالة (111)

وسيم الزعبي

2012-08-23

بالفعل لا تحتاج إلى سترة ضد الرصاص فهنا في سوريا أصبح المواطن العادي يحتاج ليس إلى سترة أو مدرعة بل إلى عناية إلهية لينتقل مسافة 10 أمتار في أغلب المناطق آلا لعنة الله على إيران.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي