حاكمت اليوم الأربعاء قوات النظام السوري الصحفي مصعب محمد سعيد العودة الله الذي كان يعمل صحفياً في القسم الرياضي والثقافي بجريدة تشرين السورية على طريقتها التي باتت معروفة، بعد أن قتلته في منزله بدمشق رشّاً بالرصاص.
واقتحمت مجموعة من عناصر الأمن التابعين للنظام منزل مصعب الكائن في نهر عيشة بالعاصمة السورية وأمطروه بوابلٍ من الرصاص، دون أن يمنحوه أبسط الحقوق بالدفاع عن نفسه أو الكلام أو حتى معرفة سبب قتله.
ولم يشفع لابن نوى الكائنة في ريف درعا عمله ضمن كادر جريدة تشرين الحكومية، فسحب للتحقيق أكثر من مرة وتعرّض للتضييق والرقابة من قبل القوات الحكومية لشكهم بتعاطفه مع الثورة، حتى أنّه مُنِع من مغادرة العاصمة في الفترة الأخيرة بقرارٍ أمني، كما أنّ إحدى رصاصات النظام كانت اخترقت قدمه منذ شهرٍ تقريباً قرب منزله، وعندما اتصل بوزير الصحة وائل الحلقي ليأمر سيارات الإسعافٍ بالتوجه للمكان لإنقاذ الجرحى كان الرد بأنّه لا يملك الصلاحية بإعطاء هذا الأمر.
وساهم أبو سعيد (الاسم الحركي الذي تعامل فيه مصعب مع وسائل الإعلام) بنقل الكثير من الأحداث وتوثيق الجرائم التي كان يرتكبها النظام السوري كلّ يوم، ولعلّ أهم ما يذكره السوريون هو صورة الطفل الذي كُتب على جبهته كلمة (جوعان) في بداية الثورة السورية عندما حاصر النظام محافظة درعا، حيث كان مصعب الشخص الوحيد الذي تمكّن من اختراق جميع الحواجز الأمنية والوصول إلى المنطقة المُحاصرة مشياً على الأقدام وعلى دراجة نارية، قبل التقاط الصورة وإرسالها مرفقةً بمعلومات تشرح وضع مدينته المحاصرة للإعلام العالمي.
ولم تكن والدة مصعب الفاقدة للوعي حالياً والتي أرسلته وأخوته للنزول إلى الشارع في بداية الثورة للمطالبة بالحرية، تعلم بأنّ ابنها الذي لعب دوراً قيادياً وتنظيمياً كأحد أعضاء تنسيقيات حوران وعمل سراً في خدمة الثورة منذ انطلاقها، سيقتل بهذه الطريقة الإجرامية التي باتت سياسةً ممنهجة لدى النظام السوري، في حال اكتشافه لاسم أيّ ناشطٍ إعلامي يقف في وجهه ويحاول نقل الحقيقة.
ومن الجدير بالذكر أنّ مصعب كان عازباً وهو من مواليد 1977 ويحمل شهادة معهد الإعداد الإعلامي لاتحاد الصحفيين وزارة الإعلام السورية، كما أنّه طالب في كلية الإعلام بجامعة دمشق، ويملك عدداً كبيراً من شهادات الخبرة، وقام بتغطية 15 نشاطٍ رياضي على المستوى السوري والعربي وخمسة نشاطات فنية، أما على صعيد الثورة فعمل مراسلاً سريّاً لتلفزيون أورينت ووكالة رويترز، وأصبح ممثلاً لمدينة نوى في اتحاد تنسيقيات حوران (المكتب السياسي) ومن ثمّ ممثلاً لحوران بالهيئة العامة للثورة السورية (المكتب الميداني).
حساب الشهيد على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك
https://www.facebook.com/mosab.audatalla
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية