أطلق ناشطون سوريون نداءات و مبادرات عديدة تهدف إلى حماية الثورة و الحفاظ على أخلاقها بعد انتشار العديد من "الفيديوهات " التي يعتقد أن النظام قام ببث بعضها فيما تأكد صحة البعض الآخر، فضلا عن عمليات لرمي الجثث في مدينة الباب شرقي حلب و التي ادعى من قام بها أنه ينتمي للثورة و انتقد ناشطون تلك الممارسات اللاأخلاقية ببيانات إستنكار على شبكة الانترنت و وسائل الإعلام و بعقد ندوات كتلك التي حدثت من بعض الشباب المثقف في مدينة الباب فضلا عن إنشاء صفحات في مواقع التواصل الإجتماعي تنادي بالحفاظ على أخلاق الثورة و بإطلاق اسم جمعة من أجل تدعيم نقاء الثورة.
كما تداول الناشطون بيانا وقع عليه العديد من المواطنين السوريين من مثقفين و شعراء و كتاب و إعلاميين و غيرهم من الشباب بما فيهم أولئك المنظمين في صفوف الجيش الحر و أبرز الموقعين الشاعر و الكاتب فرج بيرقدار و الإعلامي بسام بلان و الصحفي صخر إدريس و الروائي عبد الله مكسور و الحقوقي رديف مصطفى و الحقوقي اللبناني وسام طريف و الصحفي السوري مؤيد اسكيف يدعو لوقف مثل هذه الأعمال ومحاسبة مرتكبيها.
من جهة أخرى و فور انتشار تلك الفيديوهات - بينها مقطع لذبح ما قيل عنه شبيح في حلب مؤلم جداً - التي وصفها ناشطون بالمشينة تم تداول ذلك البيان الاستنكاري فضلاً عن بيانا استنكارياً أطلقته صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد و مقولات ضد العنف و تؤيد مواجهة الأخطاء كما تداول الناشطون مقتطفات مما كتبه المفكر عزمي بشارة على صفحته الشخصية و منها
1 - لا بد من توجيه نقد صريح وواضح وقاطع لبعض ممارسات الجماعات المسلحة التي تقاتل في حلب وفي غيرها، سواء على مستوى خرق حقوق الإنسان وقتل الأسرى، أو محاكمتهم صوريا من دون سلطة قضائية، أو فرض التعليم العقائدي عليهم كما في الانظمة الشمولية، واستخدام اسلوب الشبيحة في التعامل مع الشبيحة. كما لا بد من نقد الخطاب السياسي الذي يستخدمونه وكأـنهم يريدون إقامة دولة شمولية بدل أخرى.
2 - يرفض رفضا باتا وقاطعا اي تشكيك بمن ينتقد هؤلاء، فالتشكيك بدوافع النقد والناقد مهما كان نقده صحيحا هو نفس نهج انظمة الاستبداد في تضييع الموضوع بالهجوم والتحريض على من يطرحه، أو بادعاءات المؤامرة.
3 - لقد ذاق الناس الأمرين وهم يتظاهرون من اجل الديمقراطية والعدالة، ومن يريد أن يفرض عليهم ثورة إسلامية بحجة انه يحمل السلاح، سوف يجد نفسه مضطرا الى القمع والقتل، وسوف يستبدل استبدادا بآخر.
4 - هذا كلام ثوار يناضلون ويعانون على الارض، وهو كلام ذوي شهداء وآخرين أمضوا حياتهم في السجون، هذ حديث من أطلقوا هذه الثورة وما زالوا يناضلون في كل مكان في سوريا، وهو بالتأكيد ليس حديث تنظير ممن لم يقاتل على الارض. نقول ذلك لأنه غالبا ما ينظر شخص على الفيسبوك أو غيره ويدين من ينتقد ممارسات بعض الثوار بأنه ينظر ولا يفهم الناس على الارض، في حين أن المزاود نفسه الذي يتهم الناس بالتنظير لا يفعل شيئا آخر سوى الكتابة على الفيسبوك!! فلا يزاودن أحد على أحد، ويكفي الشعب السوري ما هو فيه، ولا يريد قمعا ولا كما للأفواه باسم شعارات أخرى، تتسربل بالإسلام هذه المرة. لن يقبل أبناء الشعب السوري من الثوار وغيرهم ان تكم أفواههم لا باسم المقاومة ولا باسم الثورة ولا باسم اي كتائب مهما كانت.
ولا يقولنّ قائل: إن المجرمين الذين نستهدفهم لم يرعوا فينا على مدار عقوداً إلاّ ولا ثمّة، واستباحوا كل الأعراف، ولم يراعوا شريعة سماوية ولا قانون دولي. فنقولها له وبوضوح: هل نصبح مجرمين أمام المجرم، ونلقي بكل المبادئ خلف ظهورنا لأنه كان يفعل كذلك؟ وهل تعرف جرائم النظام وعصابته أكثر من الجيش الحر وقيادته؟!
إن موقف الجيش الحر واضح تماماً، ونصّت مبادئ وثوابت الجيش الحر على أخلاق سلوكيات المقاتلين، وجرّمت أي مخالفة لها، وجاء في المادة الثالثة من إعلان المبادئ والثوابت: "أتعهد أمام شعبي وثورتي بأن أربأ بنفسي عن أية سلوكات أو ممارسات تسيء إلى مبادئ ثورتنا التي قامت عليها، مبادئ الحرية والمواطنة والكرامة. وعليه فإنني أحترم حقوق الإنسان وفق ما تمليه مبادئ شرائعنا الدينية السمحاء وقواعد القانون الدولي لحقوق الانسان التي نناضل اليوم كي نراها مطبقة على جميع السوريين في سوريا المستقبل".
إن هذه الأفعال الفردية التي يمكن أن تكون قد صدرت من بعض الأفراد هنا أو هناك، وبدون علم قيادة الجيش الحر، هي أفعال مرفوضة، وستخضع للحساب من طرف الجيش الحر أولاً، ومن طرف المؤسسات القانونية لاحقاً، وهي تشكل محاولة بائسة لتشويه صورة ثورة عظيمة، حفرت أحرفها من نور في سجل الأخلاق والقيم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية