أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مغالطات فرقة ناجي عطالله والفهلوة المصطنعة

عَلَمَ حزب الكتائب اللبناني في غزة الفلسطينية، وسيارة الصليب الأحمر اللبناني في قلب العاصمة السورية دمشق، تلك بعض من مغالطات فرقة ناجي عطالله، العمل الدرامي الذي عاد فيه النجم عادل إمام إلى التلفزيون بعد غياب دام ثلاثين عاماً.
 
سلسلة طويلة من الإعلانات والترويج، لم تحم المسلسل التائه بين الكوميدي والبوليسي، من الانتقادات ليس من المختصين فحسب بل من المشاهد العادي، لعل أول هذه الملاحظات ما تعلق بالمغالطات الواضحة وبهامش كوميدي مقحم في مشاهده.
 
وتدور أحداث الحلقات حول الملحق الإداري لسفارة مصر في تل أبيب ناجي عطا الله، الذي تجمعه صداقات متينة بالإسرائيليين لكنه شخصيته تظهر  بشكل صناعي  لا يليق بالأعمال التلفزيونية المبينة على مقاربات واقعية إلى حد بعيد.
 
 فهو (أي ناجي) يسخر من مواطني الدولة العبرية ويستغلهم بشكل فاضح، وهم في أشد حالاتهم فرحاً!!، قبل أن ينقلب عليهم بسبب تجميد حساباته المالية، الأمر الذي دفعه إلى التخطيط لسرقة أحد مصارف الدولة العبريّة.
 
يخوض إمام غمار العمل بروحه السينمائية المعروفة ( كان العمل مقرراً كفيلم لكنه لم يجد جهة انتاجية) وبقصة تشبه إلى حد ما فيلم Armageddon حين يجمع هاري (بروس ويليس) فريقاً لإنقاذ الكوكب، في حين جمع ناجي رجالاً من تلامذته ومعارفه السابقين لسرقة بنك في إسرائيل.
 
وفي لبنان تبدأ المشاهد الدخيلة والأحداث المصطنعة منها حين يقوم «حزب الله» باعتقاله مع فرقته ويطالب بمبادلته بأسرى لبنانيين وفلسطينيين في السجون الإسرائيليّة.
 
وتبدو مشاهد التعامل مع حزب الله مركبة جداً إن كان في الحوار أو بالانسيابية غير المعتادة بين المصريين والحزب، عدا عن البناء الذي يجتمع فيه عطالله معهم الذي لا يشبه بشيء أبنية الحزب اللبناني. إضافة للمكياج الضعيف لشيوخ الحزب.
 
إلى حين ذلك يبدو الأمر مفهوماً، حتى يأتي التكليف اللامنطقي لناجي عطالله بعمليّة داخل الأراضي المحتلة، تتمثل في خطف ثمانية إسرائيليين، لتتم مبادلتهم بلبنانيين وفلسطينيين. وكأن الأمر يتم بين ليلة وضحاها بمجرد التعارف مع فرقة ناجي وقدرتها على العبور إلى الداخل الفلسطيني كارتداء قبعة.  
يعود ناجي وبصحبته الغنية الكبيرة طبعا يقوم بعمليته بمنتهى السهولة، لكن الحزب يطلب منه الذهاب إلى سورية للمبيت فيها ليلة واحدة. وفي الطريق إلى الشام يركب ناجي مع مهربي حشيش يدعون أنهم يذهبون لدفن ميت لكن بدلاً من الجثة وضعوا الكوكايين في النعش بغياب تام لأي حبكة درامية.
 
ومع تعذر التصوير في سورية بسبب أحداث الثورة فيها، ارتأى كادر العمل أن تؤخذتم لقطات سورية في جبيل اللبنانية فَرُكّبت بشكل نافر صورة الرئيس السوري بشار الأسد مع اللهجة السورية على العاملين في الفندق الذي نزل أعضاء الفرقة، وكان من الأجدى أن يتم التصوير في منطقة تشبه دمشق لا منطقة جبلية يعرف القاصي والداني أنها في لبنان.
 
ويُظهر العمل، الفندق السوري على أنه بيت للدعارة ومرتع للسكارى والباحثين عن المتاع الجنسية والسهر ولا يقابل ناجي وأفراد فرقته إلا المهتمين بهذه الأمور.
 
وعدا عن الأخطاء التاريخية كذكر دورة الألعاب الأولمبية عام 1974 مع العلم أنه في هذا العام لم تقم أي ألعاب أولمبية، برز الخيال المصطنع والفهلوة المكشوفة، بشكل كبير في الأحداث وهي تناسب الأفلام أكثر منها المسلسلات.
 
رواية ناجي عطالله
تزامناً مع إنتاجها تلفزيونياً، صدر حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية رواية فرقة ناجي عطالله ليوسف معاطي.

عواد حمدان - زمان الوصل
(2136)    هل أعجبتك المقالة (266)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي