أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بلدة صغيرة ومجزرة كبيرة.. المعركة في "جديدة عرطوز" لم تنتهي

أحد البيوت المحروقة في "جديدة عرطوز" - زمان الوصل

"الأسد أو نحرق البلد"، شعار قوات الجيش النظامي الذي مافتئ يحاول تطبيقه، على الرغم من أن نتائجه أثبتت أنها معاكسة للمأمول منها، ولذلك لم تعد الاعدامات والعقوبات الفردية تشفي غليل البعض، بل أن دخولهم إلى البلدة ما صار يعني أنهم سيرتكبون فيها مجزرة لا تستثني أو ترحم أحد، بحسب وصف أحد النشطاء، والذي تابع في شرح لحال بلدة "جديدة عرطوز": إن ظن أهالي "جديدة" في ريف دمشق عند بداية الثورة، أن قرب بلدتهم من العاصمة وشهرتها بتعدد طوائف المقيمين فيها، قد يعفيهم من جرم النظام، فإن المجزرة التي ارتكبها الجيش الأسدي في الأول من الشهر الجاري اثبتت أنهم تحولوا إلى آلات تقتل المدنيين لمجرد نطقهم بكلمة "حرية"، فعلى الرغم من أن النظام غض بصره عن "جديدة" لفترة طويلة حرصاً على مصالح الضباط الذين نقلوا سكنهم ومدارس أبنائهم إلى "جديدة" في بداية الثورة بعد اشتعال الريف الدمشقي، لأنهم ظنوا أن التنوع الطائفي فيها سيمنع قافلة الحرية من الوصول إليها، إلا أن أهالي جديدة عرطوز فتحوا منازلهم للنازحين من حمص الجريحة، وشاركوا بتنظيم الكثير من المظاهرات على مدار الأسبوع.

طائفية النظام تنتقم من ثلاث عوائل في جديدة

وتابع الناشط: حاول النظام في مجزرته الأخيرة في جديدة ألا يثير نقمة الأقليات عليه، ولذلك انتقم بشكل مكثف من ثلاث عوائل اشتهرت بمعارضتها له دون أن يقترب من الأقليات، وهي عائلة : "البقاعي، وبلال، ومربية"، وهم من سكان جديدة عرطوز الأصليين الذين كانوا من أوائل من انضم للثورة وشارك في حراكها السلمي، ولم يكتفي جنود الأسد بقتل العديد من شبان البلدة بل قاموا بحرق بعض الجثث والبيوت، وذلك بعد أن كان الجيش الحر قد انسحب من المنطقة تكتيكياً، فاستخدم الأسديون الشبان السلميين ككبش فداء، دون أن يخشوا لعنة أمهات الشهداء أو حرقة قلوب أبناؤهم فعماهم جبروتهم عن رحمة أبناء وطنهم..

كذلك لم تسلم البيوت من عمليات السرقة والنهب، وكعادة جنود الأسد حطموا واتلفوا الأثاث الذي لم يستطيعوا سرقته، ومن الحوادث المضحكة المبكية التي رواها لنا أحد سكان جديدة (رفض التصريح عن اسمه) أن الشبيح الذي اقتحم منزله سرق كل شيء بما في ذلك حذائه الجديد الذي استبدله الشبيح بحذائه القديم وتركه في المنزل  كذكرى!!

وعن تفاصيل المجزرة أخبرنا الشاب، أن العديد من شبان جديدة هربوا عندما عرفوا بمداهمة قوات الأسد إلى البساتين الموجودة بين جديدة والمعضمية إلا أن الأسديين كانوا محاصرين منطقة البساتين وقاموا بإعدامهم ميدانياً، كما "شبحوا"  بعض الجثث على الأشجار لإرهاب الأهالي..

وكما جرت العادة كانت شاشة القناة الفضائية السورية  حاضرة في موقع الحدث، حيث تم تصوير بعض الشباب المعتقلين على أنهم إرهابيين، وبعد التصوير قاموا بتصفيتهم بالرصاص وعلى مرئ الأهالي، وذكر شهود عيان أن أحد الجنود رفض إطلاق النار على المعتقلين فتم إعدامه فوراً.

ومن بين الضحايا كان شيخ المسجد العمري (رجب عبد الحق) الذي اعتقله الجنود عند الإفطار في نفس يوم المجزرة وعند الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي القوا جثته في بلدة "داريا"، ومن الواضح أنه قُتل تحت التعذيب.

وتابع الناشط: ببرود مجرم وبعد أن عاث جنود الأسد الفساد، وسفكوا الدماء، خرجوا من جديدة وهم يهتفون "شبيحة للأبد لجل عيونك يا أسد"، وكأنهم يستفزون صرخات الثكالى،ويسخرون من دموع الأطفال..

ولكن بعد أن أعلنت قنوات النظام "تطهير جديدة من الإرهابيين" واحتفلت قواته بالنصر اخرقت في صباح يوم الثلاثاء 7/8  أعمدة الدخان سماء جديدة إثر تفجير المعارضة المسلحة لمستودعات الأسلحة الموجودة في الفوج 100ـ الموجود في جديدة الفضل، لتؤكد بأن المعارك في جديدة لم تنتهي بعد، وأن أهالي المنطقة لن يهدؤوا قبل أن تفرح أرواح شهداءهم بسقوط النظام.

صور خاصة بـ،"زمان الوصل" لمكان المجزرة



لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(219)    هل أعجبتك المقالة (257)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي