عبر ناشطون سوريون عن استيائهم من إعلام الثورة السورية عموماً و قناتي الجزيرة و العربية خصوصاً جراء الإهمال الذي تعانيه العديد من المدن السورية في التغطية الإخبارية وتركزها على مدن بعينها و قال بعضهم بأن وسائل الإعلام تولي الأهمية السياسية للأحداث اليومية بعيدا عن القيمة الإنسانية و المحتوى الإنساني مطالبين إنصافهم في صلب تغطيتهم الإخبارية خاصة ما تشهده مدينة دير الزور من مجازر وحشية غير مسبوقة يروح ضحيتها عشرات الأبرياء يومياً.
وبينما تسائل البعض عن سبب هذا الإهمال قال بعضهم بأن مدينة مثل دير الزور لايوجد فيها احتكاكات طائفية والشبيحة هم من نفس سكان المدينة لا يعطي زخما إعلاميا فيما يبدو, حيث أن وسائل الإعلام تتغذى على الأحداث الطائفية بينما قال آخرون بأن ما تشهده بعض المناطق المركزية مثل حلب و دمشق له كبير الأثر على مسار الثورة و مصيرها و بالتالي لابد من إيلاء تلك المناطق أولوية و لكن هذا لا يعني تهميش المناطق الأخرى.
و يقول مختص إعلامي لـ"زمان الوصل" يتحفظ على ذكر اسمه بأنه يتوجب على وسائل الإعلام خاصة قناتي الجزيرة و العربية إيلاء المضمون الإنساني حيزاً مناسباً بحيث لا يتم تهميش أي منطقة خاصة و أن النظام يتفرد بكل منطقة و يرتكب فيها أبشع المجازر و الشعب السوري يعاني من وطأة آلة القتل الهمجية و الصماء و التي لا ترحم و يتعمد النظام اتباع أسلوب البطش من أجل ترويع المدنيين و الكسان و الحاضنة الاجتماعية للثوار لثنيهم عن الاستمرار في المطالبة بإسقاط النظام.
و إذا يتفهم المختص الإعلامي ظروف كل محطة و رغبتها بعدم خسارة مشاهدين على امتداد مساحة الدول العربية من خلال التفرغ للخبر السوري إلا أن هذا لا يعني إهمال الحالة الإنسانية خاصة و أن كل قناة منهما توجد لديها قناة موازية تعتمد البث المباشر لمتابعة الأوضاع الميدانية و هذا ما يتوجب المزيد من التوازن و الموضوعية في أداء القناتين بالنسبة لتلك المناطق المهمشة و يضيف: منذ بداية الثورة السورية كان هناك إهمالاً واضحاً لبعض المناطق مثل السلمية و مصياف و حلب و كان هناك تجاهلاً لضخامة الحراك السلمي في بعض المناطق و كان هناك تركيزاً على تصريحات المعارضة السياسية اليت تقضي وقتها في توجيه الشتائم للنظام و تفتقد لاي جملة سياسية معبرة و هذا ما وضعه البعض في سياق دور تلك القنوات في تقديم هؤلاء المعارضين للجمهور و تلميعهم لأسباب سياسية بينما لا يمتلك هؤلاء جملة سياسية بإمكانهم تقديمها لسبر طرق الحل و مآلات الثورة السورية عموماً.
و هذا ما ترك الفراغ مفتوحاً لتسرب الكثيرين لمتابعة بعض القنوات التحريضية و التي لا تمتلك اي صيغة خبرية غير الخطاب الديني المتطرف و الذي يخدم بعض الأجندات افقليمية في وضع الثورة السورية كراس حربة في صراع إيدولوجي ديني لا علاقة للثورة و مطالبها به.
وهذا الوضع جعل حالة الاستياء الجماعية من طريقة تغطية إعلام الثورة للحدث السوري خاصة قناتي الجزيرة و العربية التي يأمل بها السوريون خيراً و يعتقدون أنه بإمكانها تقديم الكثير ضمن دورها و واجبها المهني و الإعلامي.
و إن المتصفح للفيسبوك و تويتر سوف يلمس حالة الإحباط التي أصابت الكثير من السوريين و هذا ما يتطلب تحركا حقيقيا من قبل قناتي الجزيرة و العربية بشكل خاص و بقية وسائل الإعلام بشكل عام.
مؤيد اسكيف – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية