يرفرف علم الاستقلال الذي يرفعه المعارضون المسلحون في سوريا فوق الشوارع المدمرة والسيارات المحطمة التي تنتشر في ساحات المعارك في حلب لتدل على صراع في ثاني أكبر مدن سوريا يعتقد المعارضون أنهم سيحسمونه في غضون اسابيع.
وعلى متن دراجات نارية وشاحنات مكشوفة يتنقل الشبان وهم يرتدون سراويل مموهة ويحملون بنادق كلاشنيكوف في الشوارع المثخنة بآثار القصف من دبابات الجيش ليحرسوا الأرض الجديدة التي سيطروا عليها والتي تمتد من ضواحي حلب في الشمال الشرقي وتمر حول المدينة وصولا إلى الركن الجنوبي الغربي.
وقال مقاتل شاب يدعى محمد وهو يداعب باصابعه الرصاص في سترة واقية رثة "كنا نعلم دائما ان حلب ستكون مقبرة النظام. دمشق هي العاصمة لكن لدينا هنا ربع سكان البلاد وكل قوتها الاقتصادية. قوات بشار ستدفن هنا."
وتتوقع الحكومة أيضا الانتصار في معركة السيطرة على المدينة التجارية الرئيسية في سوريا. وعلى مدى ايام حشدت الحكومة قواتها من أجل هجوم كبير لم يبدأ بعد. ويقول المعارضون إن هذا يثبت ان الحكومة لا تملك القدرة على اقتحام أراضيهم.
وقد تكون الحقيقة في مكان ما في المنتصف واقرب ما تكون الى حالة غموض في المركز الاقتصادي للبلاد الذي تصيبه بالشلل نيران المدفعية وعمليات المعارضة المسلحة التي رسخت وجودها في الأزقة الضيقة والمتداعية على المشارف الفقيرة للبلدة القديمة.
واحتمى محمد ومجموعة من المقاتلين من الحر القائظ بملاذ آمن مظلم يتوارى في عمق زقاق متداع في حلب. واستغرقوا في تأمل خارطة للمدينة بسطت على الأرض حيث تتبعوا مواقع الضواحي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وقال مقاتل يدعى براء "رسمنا نصف دائرة حول المدينة ويمكننا التقدم إلى الوسط. وفي الشمال تدير الجماعات الكردية ضاحيتين في شمال وسط المدينة. لا نعمل معا لكننا لا نتقاتل."
واضاف "أعتقد في الحقيقة أن لدينا فرصة للسيطرة على المدينة في غضون عشرة ايام او أكثر."
لكن على الجانب الآخر من البلدة يشير الحطام الذي يتصاعد منه الدخان في حي صلاح الدين في الجنوب إلى حقيقة مختلفة. وكانت الجثث ملقاة بالشوارع أمس الأحد بعدما قصف الجيش المقاتلين بالمدفعية وقذائف المورتر وطائرات الهليكوبتر الحربية.
وقال أحمد بينما كان يدخن سيجارة ويتناقش مع المقاتلين المصرين على أن النصر قريب "لا نعلم ما إذا كانوا سيحاولون الاجهاز على المنطقة أم أنهم يحاولون صرف انتباهنا ثم يأتون ويقصفوننا مرة اخرى هنا في شرق البلدة."
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية