أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لجان أمنية لمراقبة الموظفين.. اضراب غير معلن في مؤسسات دمشق الحكومية

كل الطرق تؤدي إلى روما، لكنها ليست كذلك بالنسبة لدمشق، فالحواجز الأمنية والعتاد، والدشم على مداخلها تعيق ذلك، أمرٌ جعل من المقرات الحكومية، من وزارات وهيئات ومؤسسات شبه خاوية، في حالة إضراب قسري للبعض وطوعي للكثير من العاملين في الدولة يقول موظفون حكوميون "لزمان الوصل".
ويصف احمد حسن /48 سنة - مقيم في الكسوة، ريف دمشق/ رحلة القدوم إلى العمل في ساحة المحافظة بالماراتون، فهي تستغرق ساعتين، بالرغم من سلوكه طرقاً فرعية. "اليوم مررنا من تسعة حواجز أمنية، أغلبها على مدخل مدينة داريا." يقول حسن.
انعكست الحالة الأمنية المتردية في دمشق على كل شيء بما فيها العمل الحكومي، فليست الشوارع شبه فارغة فقط وإنما مؤسسات الدولة على مدى الأيام الماضية. ويبدو أن الحكومة تنبَّهت لذلك ما دفعها لإصدار تعليمات بضرورة فرض عقوبات بحق المتغيبين تصل حد الفصل أو المسائلة الأمنية. ويبلغ عدد العاملين في القطاع العام الحكومي في سوريا نحو مليون ومائة ألف عامل  وفقاً أرقام المكتب المركزي للإحصاء لعام 2011  ، والجزء الكبير منهم متواجد في العاصمة كونها تحوي أهم المقار الحكومية، لذا غياب العاملين أو إضرابهم يشل الحركة الإدارية للدولة. 
وبناء على ذلك، تم تهديد الموظفين من قبل مدرائهم ورؤسائهم بالفصل، كما تم التشديد على مسالة التأخر، على الرغم من إلغاء خدمة "المبيت" أو النقل الحكومي بذريعة الخوف على الآليات من الخطف أو الحرق وذلك بقرار من رئاسة الحكومة.

الحكومة تعي تعاطف عامليها مع  الثورة

ويقول محلل سياسي،مقيم في دمشق،تحدث بشرط السرية، بأن الحكومة السورية تعي تماما تعاطف كبير جزء كبير من عامليها مع الثورة وان الكثير منهم انصاعوا لدعوات الإضراب المتكررة، حتى أن البعض منهم خرج في المظاهرات ومنهم من اعتقل وسرح من عمله؛ لذا لن تتهاون الحكومة أبدا مع أي موظف أو عامل  ينخرط في الثورة، ومن أجل ذلك شكّلت لجان أمنية في كل مؤسسة تراقب كل شيء. 
  ورغم ذلك يجاهر الكثير من الموظفين بولائهم للثورة ما دفعهم لصدامات داخل مكاتبهم وصلت أحياناً لحد الاشتباك بالأيدي، ومنهم إحدى الناشطات في الثورة /28سنة من محافظة درعا/ والتي قسَّمت المتغيبين عن العمل إلى ثلاث فئات، الأولى هم المُضربون والذي رأوا في الحوادث الأمنية والحواجز ذريعة للغياب بعد استنفاذهم للإجازات والأعذار المرضية، والثانية هم أبناء المحافظات لاسيما الساحلية الذين عادوا إلى ضِيعهم ومدنهم بعد الاشتباكات الأخيرة في حي التضامن ودف الشوك ومخيم اليرموك؛ حيث أن جزء منهم من سكان تلك الأحياء، والفئة الثالثة تتكون من الموظف الخائف على روحه والمختبئ في بيته.
 ولكن حسن، يعتبر نفسه من الفئة الرابعة التي لا تقتنع بالتهديد أو وعيد، هو يصر على الخروج من العمل قبل ساعتين ليصل الكسوة قبل الإفطار وقبل أي اشتباك محتمل.
يقول مازحا:"اليوم آخر الشهر فهو ليس إضراباً كاملاً، كلنا أتينا لنقبض الراتب على الرغم من الموت الموجود على الطرقات." 

دمشق - زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي