بيان من "لجان التنسيق" حول "تعليق المراقبين"

ورد لـ"زمان الوصل" البيان التالي من "لجان التنسيق المحلية"، حول تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين:

 إذ يتضمن قرار رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بتعليق مهمة بعثة المراقبين والبقاء في موقعهم حتى إشعار آخر، إقرارا بعجز البعثة ومن ورائها المجتمع الدولي بالتعامل مع الحدث السوري بقدر من الفعالية والمسؤولية، فإنه من غير المفهوم تعليق مهمة المراقبين بمعزل عن اتخاذ أية خطوات أو قرارات من شأنها الحد من عنف النظام وإجرامه بحق السوريين.

تجاهلت مبادرة السيد كوفي عنان كل الثغرات التي أحاطت بمبادرته منذ البداية، ولم تكن هناك أية محاولات لاستدراك ما شابها من ضعف وعدم قابلية للتنفيذ في ضوء استمرار القمع الوحشي من قبل النظام، ثم يأتي هذا القرار المرتجل وفي ظل غياب أي خطط بديلة. هذا مع العلم أن عدم التزام النظام بالمبادرة كان أمرا جليا منذ البداية، والاستمرار في المبادرة لعدة أشهر قبل اتخاذ قرار تعليق مهمة المراقبين التي انحصرت في كونهم شهودا على مجازر النظام وجرائمه، وبمعزل عن أية رؤية لدفع الأمور باتجاه الحسم، ليست إلا هدرا جديدا لدماء السوريين عبر شراء المزيد من الوقت للنظام بغطاء دولي.   

ويأتي قرار تعليق عمل البعثة مع توسع العملية العسكرية للنظام وارتفاع كبير في معدلات الشهداء والجرحى وسط ظروف انسانية سيئة للغاية، وتسريبات عن قرب قيام النظام بعمليات أوسع واشد إجراما خلال الأسابيع القليلة القادمة.

حيث ترى لجان التنسيق المحلية في سوريا بانه من غير المبرر أو المقبول تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه شعب يعاني أفظع أنواع القمع والاجرام، وقرار تعليق مهمة المراقبين يفترض أن يكون مرافقا لقرارات أكثر فعالية وجدية في التعامل مع الحدث السوري وفق ما يقتضيه مبدأ التدخل الانساني