أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دراسة: الإخوان ليسوا جوهر معارضة ولاخوف على المسيحيين

كشفت الدراسة بعد اتصال مع نشطاء المعارضة الذين يعيشون في سوريا "أنّ الإسلاميّين ليسوا سوى قلّة بينهم. أمّا المعارضون المحلّيون لنظام الرئيس بشّار الأسد فيتطلّعون إلى تركيا باعتبارها نموذجاً يستحقّ أن يحتذى به في الحكم". كما أظهرت الدراسة "الاحترام الكبير الذي تكنّه المعارضة المحلية للولايات المتحدة الأميركية".

ونظراً إلى التعقيدات اللوجستية والسياسية للاستطلاع، فقد استغرق تحضيره أشهراً عدة، وذلك بغية تجنيد نشطاء في المعارضة يتمتّعون بالمقدرة ليساعدوا في تطبيق المنهجية الاستقصائية الحِرَفية المعتمدة.

وقد تمّ الاتصال بالمشاركين من خلال خطّ آمن على برنامج الدردشة "سكايب" من طريق أشخاص موثوق بهم - جميعهم مواطنون سوريّون - طُلب منهم استكمال استبيان قصير باللغة العربية من دون الإفصاح عن هويتهم. وتمّ اختيار الأشخاص الذين أجروا المقابلات من بين مجموعات سياسية واجتماعية متباينة من أجل التأكّد من أنّ المشاركين يعكسون طيفاً عريضاً من اتّجاهات المعارضة الشاملة. ومن أجل ضمان السرّية، لم يكن في الإمكان الوصول إلى الاستطلاع إلّا من خلال سلسلة من الخوادم الوكيلة لتحاشي الإنترنت الخاضع لسيطرة النظام.

ما الذي يؤمن به مؤيّدو المعارضة، "الداخليّون"؟

أبدى الثلث فقط تفضيلاً "للأخوان المسلمين"، بينما أعربَ ما يقارب النصف عن آراء سلبية تجاه "الأخوان"، أمّا البقية فكانوا محايدين، ولم تظهر فروق جليّة عبر المناطق بالنسبة إلى هذا السؤال.

73% لحماية المسيحيّين في الحكومات المقبلة

وفي حين قدّر كثير من المشاركين القيَم الدينية في الحياة العامّة، إلّا أنّ جزءاً صغيراً جدّاً فقط أبدى تفضيله للحكم وفقاً لأحكام الشريعة، أمّا الغالبية العظمى (73%) فقالت "إنّ من المهمّ للحكومة السورية الجديدة أن تحمي حقوق المسيحيّين".

وقد انعكس هذا الرفض الواسع لصوَر الأصولية الإسلامية أيضاً على آراء المشاركين تجاه الحكومة. ففي استطلاع الرأي سئل كلّ مشارك عن الدولة التي يرغب أن يرى سوريا تحاكيها سياسياً، وعن البلاد التي يرغب أن تحاكيها سوريا اقتصاديّاً. وأدرج الاستطلاع الآتي:

إيران تحصد أدنى نسبة فضّل 82 % تركيا كنموذج سياسي واقتصادي (من بينهم 40 % أعربوا عن تفضيلهم الشديد لذلك النموذج)، أمّا الولايات المتحدة فقد حظيت بمعدّلات تفضيل بنسبة 69 % كنموذج سياسي، تونس 37 %، مصر 22 %. أمّا إيران فقد جاءت في أدنى المعدّلات للدول التي شملتها الدراسة بما في ذلك روسيا والصين. فلم يكن حتى لـ 2 % من المستطلعين آراء إيجابية بشأن إيران كنظام سياسي.

وقد أعرب 90 % عن عدم تفضيلهم لـ"حزب الله".

ولكن من بين مفاجآت النتائج، حجم شبكة المعارضة داخل دمشق، على رغم الصعوبات التي تواجه أعضاءها في التظاهر العلني. فقد ذكر ثلث المشاركين - سواء أكانوا نشطاء أم متعاطفين - أنّهم يعيشون في العاصمة السورية. (من أجل حماية خصوصيتهم). والمعارضة "الداخلية" هي على قدر جيّد من التعليم، حيث يُصنّف ما يزيد على النصف بقليل على أنّهم خرّيجو جامعات. وبلغت نسبة الرجال إلى النساء ما يقرب من 3 إلى 1 وكان 86 % منهم من العرب السنّة.

وتوضح الدراسة أنّ جوهر المعارضة السورية داخل البلاد لا يتكوّن من جماعة "الإخوان المسلمين" أو غيرها من القوى الأصولية، وبالتأكيد ليس من تنظيم "القاعدة" أو غيره من المنظمات الجهادية.

ومن المحتمَل أنّ الثورة التي بدأت على يد العلمانيين يمكن أن تمهّد الطريق لفوز الإسلاميّين في الانتخابات، مثلما حدث في مصر. ويبقى أن نذكر أنّ تفضيل المعارضة السورية للولايات المتحدة بدا واضحاً بقوّة، مثلما اتّضحت الآراء السلبية للغاية تجاه "حزب الله" وإيران.

وكالات - زمان الوصل
(82)    هل أعجبتك المقالة (86)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي