أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

استيطان ومفاوضات وقسام في 2007 بعيون "الإعلام البريطاني"

لم تكن بداية العام مختلفة كثيرا عن الاعوام السابقة، فالصدام الفلسطيني الاسرائيلي المحتدم منذ العام ألفين تصاعد مرة اخرى عندما بدأت جرافات اسرائيلية بهدم الممر الاثري الواصل إلى باب المغاربة، أحد أبواب المسجد الاقصى.

أدى ذلك لاشتعال غضب فلسطيني. الشرطة الاسرائيلية اقتحمت المسجد الاقصى وفرضت حصارا على الحرم لمن هم دون الاربعين، وقاد الاحتجاجً الشيخ رائد صلاح الذي منع هو الاخر من الاقتراب من الحرم القدسي.


هذه الازمة التي طالت الاماكن المقدسة جاءت بحجة أن اسرائيل تريد بناء جسر لتسهيل دخول السياح اليهود والاجانب ولكن السلطات الاسرائيلية رفضت التنسيق مع الاوقاف الاسلامية وبقيت الازمة دون حل حتى الان.

محاولة احياء عملية السلام
الادارة الامريكية كانت معنية هذا العام بإحياء عملية السلام المتوقفة منذ سبع سنوات، وما توقفت وزيرة الخارجية كونداليزاريس عن زيارة المنطقة حتى أصبح لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اعتياديا، وتوثقت العلاقة حتى أصبح اولمرت يشرح لعباس الطقوس اليهودية بعيد العرش وأصبح لقاءهما شهريا أو نصف شهري.

الفلسطينون من جانبهم لم يتوقفوا عن المطالبة بالدولة الفلسطينية واطلاق سراح الاسرى و ايقاف الاعمال الاستيطانية .

 بداية التفاوض من أنابوليس
عادت حمى المفاوضات إلى المنطقة، فالوفدان الفلسطيني والاسرائيلي أتموا الاستعداد لتلبية مطلب الرئيس الامريكي جورج بوش بعقد مؤتمر أنابوليس للسلام ولكنهما فشلا بإنجاز وثيقة مشتركة بل وحتى تسمية المؤتمر لم يتفق عليها.

عقد المؤتمر بمشاركة عربية واسعة مما اعتبرته اسرائيل انجازا. المؤتمر ركز على شعار جديد وهو دولة فلسطينية مستقلة تحارب الارهاب ودولة اسرائيلية تنعم بالامن. هذا الشعار احتل الشعار السابق وهو الارض مقابل السلام الذي توقف حتى الرئيس الفلسطيني عن ذكره.

رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من جانبه أعلن أكثر من مرة على أن الدولة الفلسطينية التي تحارب الارهاب أصبحت مطلبا اسرائيليا فقال أمام اجتماع لحزبه كاديما " أعتقد أن الاغلبية في اسرائيل تريد الوصول إلى دولتين لشعبين بجانب بعضهما وذلك كما نقول في كاديما "نحن نريد دولة مستقرة، وكذلك مستقلة اقتصاديا، وعليها المحافظة على الامن ومحاربة الارهاب لكي يعم السلام".

الاستيطان لم يتوقف
أشار استطلاع لأراء المستوطنين اليهود أن غالبيتهم لن يغادروا المستوطنات أبداً ولهذا فإن موشيه جولدشتاينز، وهو مستوطن عادي من مستوطنة ايتمار في شمالي الضفة الغربية، حذر من أن انسحاب اسرائيل من الضفة سيرفض بقوة من قبل جمهور المستوطنين.

وقال جولدشتاينز "معركتنا للبقاء هنا تتعلق بعلقتنا و حبنا للارض. وكلما زاد ذلك وأظهرنا ذلك للشعب اليهودي في الخارج والداخل فأظن أننا نستطيع تغير السياسية الحالية للحكومة".

 أما زوجته ليئة فترى في الاستيطانٍ الهدفً للشعب اليهودي "القضية بسيطة جداوتم تعقيدها، وبساطتها هي أن هذه الارض هي للشعب اليهودي الذي يعود إلى وطنه من كل أنحاء العالم".

رافق بداية المفاوضات استمرار اسرائيل بالاستيطان اليهودي بالضفة الغربية فالحكومة الاسرائيلية أعلنت أنها لن تبني مستوطنات جديدة، ولكن الجانب الفلسطيني استشاط غضبا جراء النية بتوسيع مستوطنة بقرب القدس.

نشاط دبلوماسي
سيطرة حماس على قطاع غزة وفرت لاسرائيل حجة جديدة للاستمرار بضرب القطاع و التهديد المستمر لاجتياحه لوقف صواريخ القسام وكذلك العمل على تقليص كل المواد الاولية اللازمة لحياة اهالي غزة من كهرباء وطعام ودواء.

الدبلوماسية الاسرائيلية فهمت أن المجتمع الدولي غير راض عن حماس لأن الرئيس عباس هو الخاسر الاكبر.اسرائيل استمسكت بهذا النشاط الدولي تجاه المنطقة و حاولت استقطاب المجتمع الدولي تحت عنوان أن حماس ارهابية.

الوفود الدبلوماسية لم تتوقف عن القدوم إلى المنطقة وعُين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مبعوثا للجنة الرباعية، وأعد برامج لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسبي لفني استخدمت الوعود طريقة لفتح آفاق الدعم لاسرائيل من قبل المجتمع الدولي فكانت تقول في معظم مؤتمراتها الصحافية مع نظرائها الغربين نفس المضمون فهذا ما قالته خلال لقائه مع وزير خارجية فرنسا " نحن مستعدون لتغيير الحقائق على الارض لتسهيل حياة الفلسطينين قبل المفاوضات وخلال المفاوضات لنخلق أجواء من السلام، اذا صح التعبير، وذلك على الارض كما نتوقع تغيرات من قبل الفلسطينين بما يخص أمن اسرائيل".

خلاصة العام على الارض
لم يتغير شيء.. ثلاثمة فلسطيني أو ما يزيد قتلوا جراء الاحتلال الاسرائيلي وحوالي ألفي صاروخ قسام محلي الصنع سقطوا على جنوبي اسرائيل والحواجز العسكرية كما هي تقطع اوصال القرى والمدن بالضفة الغربية.

اما بضعة مئات من الاسرى الفلسطينين الذين اطلقتهم اسرائيل دعما لرئيس عباس لم يلب ذلك طموح المجتمع الفلسطيني . ثلاثة جنود اسرى عند حزب الله وحماس لم تطلق سراحهم ومستقبل اولمرت بدأ يشوش بسبب اعلانه عن الرغبة بانجاز اتفاق مع الفلسطينين قد يؤدي إلى انسحاب من الاراضي المحتلة مما قوبل برفض أحزاب اليمين المشاركة في حكومته.

نهاية العام كانت تحمل انذارا من وزير الدفاع ايهود باراك بعملية عسكرية واسعة وقاسية في قطاع غزة واستعدادا اسرائيلي وفلسطيني لاستقبال رئيس الولايات المتحدة جورج بوش.

B B C
(129)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي