أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عشرات العراقيين يزورون قبر صدام في الذكرى الأولى لإعدامه

إجراءات أمنية مشددة في تكريت.. وسكان بغداد غير مكترثين

ظهرت رسومات جدارية باللون الاسود تشيد بالرئيس العراقي السابق صدام حسين بين عشية وضحاها في مسقط رأسه تكريت، وتوجهت مجموعة صغيرة من أنصاره الى قبره أمس، في الذكرى الاولى لاعدامه، فيما لم يهتم العراقيون ببغداد ومدن اخرى بالذكرى واستأنفوا أعمالهم بشكل طبيعي، فيما تجاهلتها الصحف العراقية، وبدت الحياة طبيعية في بغداد من دون انتشار غير طبيعي لقوات الجيش والشرطة العراقيين والقوات الاميركية.
وأعدم صدام لارتكابه جرائم ضد الانسانية، بعد حكم صدر على عجل بشكل انتقده المجتمع الدولي. واثار الاعدام غضب انصاره من العرب السنة، عندما ظهرت لقطات على شبكة الانترنت لمسؤولين شيعة يوبخونه أثناء الاعدام.
وفي مسقط رأسه تكريت، كتب في أحد الشعارات على الجدران عبارة لا حياة بلا شمس ولا كرامة بلا صدام، وقالت عبارة أخرى الجنة لصدام البطل. وظهرت الرسومات على مبان، بما في ذلك مركز الشرطة بالبلدة ومديريتا الزراعة والكهرباء، حسبما اوردته وكالة رويترز.
وفي العوجة القرية الواقعة قرب تكريت، وهي المكان الذي ولد فيه صدام وأيضا المكان الذي دفن به، تجمع رجال ونساء وأطفال حول قبره الذي غطته الزهور داخل قاعة ملحقة بمسجد.
وجلست مجموعة من نحو 25 شخصا يتحدثون عن الحياة خلال حكم صدام، وكيف تغير العراق منذ اعدامه. وقال عدنان جاسم (38 عاما) من تكريت، مر عام منذ مقتل الزعيم، ولكن لم تحدث أي تغييرات ايجابية. تدهورت الاوضاع.. تحكمنا ايران وأميركا. قتل الزعيم لإرضاء ايران. وقال شهود عيان ومسؤولو أمن انه تم تعزيز الأمن في المحافظات التي تقطنها اغلبية من العرب السنة، تحسبا لهجمات محتملة يشنها انصار الرئيس العراقي السابق.
وقال أحمد صالح الجبوري مسؤول اللجنة الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين، التي تقع بها تكريت ان قوات الامن العراقية في حالة استنفار.
وفرض حظر للتجول في تكريت ومدينة بيجي، التي توجد بها مصفاة للنفط الواقعة الى الشمال من تكريت، لكن حظر التجول في تكريت رفع في ما بعد. كما تحدث السكان عن إقامة المزيد من نقاط التفتيش في البلدة وانتشار قوات الأمن العراقية لحماية المباني الحكومية. وقال مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة صلاح الدين، ان تدابير أمنية مشددة اتخذت في هذه الذكرى للوقوف بوجه أي حالة طارئة، من خلال انتشار قوات الأمن العراقية في جميع ارجاء المدينة. وأكد المصدر نفسه استعداد الجهات الامنية لتوفير الحماية للمتظاهرين في حال تنظيم مظاهرة سلمية في هذه الذكرى، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وزار عشرات من اهالي تكريت، بينهم شيوخ عشائر ورجال دين وطلاب مدارس قبر صدام حسين. وعلق عدد كبير من صور صدام بملابس مدنية في القاعة التي بنيت في عهده وتقام فيها مراسم العزاء لافراد عشيرته، بينما انتشر رجال الشرطة وعدد من الحراس المدنيين حول المكان الذي ثبتت حوله مكبرات صوت لبث تلاوات من القرآن الكريم. وقال علي الندا زعيم عشيرة البيجات، التي كان ينتمي اليها صدام حسين، نحاول تقديم استذكار بسيط للرئيس. واضاف الندا الذي ارتدى الزي العربي، ان صدام خدم العراق وقدم له انجازات كبيرة وعمل على حماية العراق وشعبه وكرامته من الاحتلال. وكان مصدر مقرب من عائلة الرئيس العراقي الراحل، ان عشيرة البيجات قامت بكل الاستعدادات لاقامة حفل تأبيني أمس في العوجة في الذكرى السنوية الاولى لرحيله.
وقال مناف علي الندا نجل شيخ البيجات، ان الحفل الذي سيتضمن منقبة نبوية سيقام الاحد (أمس) في القاعة التي دفن فيها صدام وتقع في بلدة العوجة شمال مدينة تكريت. وفي مدن اخرى، لم يعد صدام حسين يشكل أي شي للعراقيين سوى أنه كان رئيسا حكم البلاد بقبضة فولاذية لثلاثة عقود، وأدخل العراق في متاهات كثيرة جعلت منه الان بلدا ضعيفا منهكا وصيدا سهلا تتلاعب بمصيره دول الجوار. وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت أنها ستتخذ تدابير أمنية مشددة بمناسبة مرور عام على إعدام صدام حسين، لكن انتشار القوات العراقية بدا طبيعيا أمس.
وقال فؤاد خالد (42 عاما) وهو صاحب مكتب لتصفح الانترنت: صدام أصبح جزءا من الماضي مثله مثل زعماء العراق الاخرين، الذين حكموا البلاد منذ عشرينات القرن الماضي. وأضاف كانت له حسنات كثيرة فقد حكم البلاد بقوة ووفر لنا الأمن وجعل منا بلدا قويا، لكن كثرة مغامراته اوصلتنا الى ما نحن عليه الان من ضعف وهوان وعدم استقرار وصيد سهل لدول الجوار، رغم أننا تحت الاحتلال الاميركي، حسب وكالة الانباء الالمانية.
وقال وائل عبد الاحد (64 عاما) لقد افقد صدام هيبة العراق عندما جعله لقمة سائغة ولعبة بيد قوات الاحتلال ودول الجوار.
فيما رأى دلشاد محمد امين (40 عاما) وهو مهندس كردي أن الديكتاتور صدام كان يجب أن يعدم ألف مرة عن جرائمه ضد الاكراد وجميع العراقيين، لكنني في نفس الوقت لست من مؤيدي اعدامه صبيحة أول ايام العيد، لان ذلك مخالف للشريعة الاسلامية.
ويرى النائب عباس البياتي ان اعدام صدام فتح الباب واسعا لاجراء تغييرات في البلاد، كان أبرزها حدوث انشقاق في حزب البعث بين جناحي عزة الدوري ومحمد يونس الاحمد، فضلا عن دخول عدد كبير من البعثيين في مفاوضات مع الحكومة، في اطار المصالحة الوطنية وتحسن الوضع الامني وانضمام فصائل مسلحة الى جانب القوات الحكومية لمقاتلة القاعدة. وأدين صدام، الذي أطيح به في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، بقتل عشرات الرجال الشيعة في بلدة الدجيل بعد محاولة لاغتياله هناك عام 1982. وانتقدت حكومات دول عربية توقيت الاعدام الذي وقع في مستهل العيد الاضحى.



الشرق الأوسط - زمان الوصل
(116)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي