الأسد يتعهد بالإفراج عن معارضين ويرفض ديمقراطية الغرب

أعلن مشرعان أمريكيان أن الرئيس السوري بشار الأسد وعد بالإفراج عن سبعة معارضين سجنوا بعد محاولة إحياء حركة ديمقراطية سحقتها السلطات. وقال النائب باتريك كنيدي والسناتور أرلين سبكتر إنهما حصلا علي تعهد بالإفراج عن المعارضين خلال اجتماع في العاصمة السورية نوقشت فيه قضايا حقوق الإنسان ومساعي إحياء محادثات السلام مع إسرائيل.

من جهته أبلغ الأسد كنيدي وسبكتر انه لا يؤيد النمط الغربي للديمقراطية كبديل عن احتكار حزب البعث الحاكم للسلطة.

وأحكم الأسد (42 عاما) قبضته علي النظام السياسي منذ خلف والده حافظ الأسد في عام 2000. واعتقل المعارضون السبعة هذه الشهر بعد أن حضروا اجتماعا يهدف إلي إعادة تفعيل إعلان دمشق.
وطالب الإعلان الذي وقعته أحزاب ليبرالية في 2005 بدستور ديمقراطي ورفع حالة الطوارئ والقيود علي الحريات العامة. وقال كنيدي خلال مؤتمر صحافي الرئيس قال انه سيفرج عنهم إذا لم يكن ذلك قد حدث بالفعل .
ورفض كنيدي موقف سورية الذي يعتبر الانتقاد لسجلها في مجال حقوق الإنسان تدخلا في شؤونها الخاصة. وقال أكثر الناس تمتعا بحقوق الإنسان لهم أصوات لأنهم تخطوا الحواجز السياسية لأي دولة.
وذكر أن الأسد عبر عن اعتقاده بأن الديمقراطية فشلت في لبنان والعراق ولمح إلي أن حكومات الوحدة وليس النظم الديمقراطية الشعبية هي السبيل للمضي قدما في الشرق الأوسط. وأضاف فقلت إلي أي مدي إذن تتحرك سورية في هذا الصدد. فقال (الأسد) حسنا هذا سيستغرق بعض الوقت.
يشار أن الحديث علنا عن حقوق الإنسان أمر لم يحدث من قبل في سورية التي يحكمها حزب البعث منذ توليه السلطة في انقلاب عام 1963 وإعلانه حالة الطوارئ.
وأبلغ سبكتر وهو سياسي مخضرم زار سورية أكثر من عشر مرات الصحافيين أن المناقشة العامة ستضع ضغوطا علي سورية لمعاملة المعارضين السياسيين بشكل عادل.
من جانبه توقع مهند الحسني وهو محام معني بحقوق الإنسان الإفراج عن السبعة عما قريب ولكنه قال إن سورية لديها المئات الآخرين من السجناء السياسيين وأن عددا منهم اعتقل في سلسلة من الحملات الأمنية التي جرت خلال العامين الماضيين.
وأضاف أنه لا شك في أن تعهد الرئيس له مصداقيته. وأعرب عن أمله في أن يكون هذا التعهد خطوة باتجاه الإفراج عن الآخرين الذين يقضي كثير منهم عقوبات سجن مطولة.
وكان من بين المعتقلين السبعة الطبيب وليد البني وهو زعيم حركة ربيع دمشق التي تضم مفكرين من السجناء السياسيين السابقين وشخصيات من المجتمع المدني دعت الأسد للتخلي عن القبضة الحديدية التي كان يحكم بها والده. ويقبع البني وآخرون في السجن وكانوا قد اعتقلوا وأمضوا سنوات في السجن بعد أن سحقت السلطات حركة ربيع دمشق في 2001 .
على صعيد آخر قال وزير الإعلام السوري محسن بلال لـ الشرق الأوسط ردا على دعوة مصر وفرنسا لدمشق أمس كي تحل أزمة الرئاسة اللبنانية: إن دمشق لم تفهم هذه الدعوات على أنها اتهام مبطن لها بعرقلة الانتخابات، مشددا على أن العلاقة مع فرنسا لا تزال مستمرة حتى اللحظة، وتشمل العمل على تطبيق سلة متكاملة للحل الشامل، إلا انه قال إن الاتفاق مع الفرنسيين لا يشمل الضغط على أصدقائنا في لبنان .
وكان قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري حسني مبارك انه طلب من حكومته تعليق الاتصالات الدبلوماسية مع سورية إلي أن تري باريس دليلا علي أن دمشق تعمل من أجل التوصل الى رئيس توافقي في لبنان. وأضاف انه غير نادم علي اتصالاته السابقة مع الرئيس السوري بشار الأسد لكن الوقت حان للأفعال أكثر من الأقوال من جانب سورية. وتابع ساركوزي لا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك. يتعين علي سورية أن تكف عن الكلام. لا بد أن تبين أن هناك أفعالا .
وأضاف لن أجري أي اتصالات جديدة مع سورية... (و) كل زملائي... ما دام لا يوجد دليل علي رغبة سورية في ترك لبنان يختار رئيسا توافقيا .

يذكر أن فرنسا قامت بدور رائد في الوساطة التي انتهت بالاتفاق مع سليمان لكنها شعرت بخيبة الأمل لان الصفقة لم تنفذ الى الآن.
وقال مبارك في المؤتمر الصحافي مع ساركوزي انه من غير المقبول أن يبقي لبنان لشهور بدون رئيس وان هذا يمكن أن يؤدي إلى تعقيدات غير معروفة.
وناشد الرئيس المصري سورية أن تعمل علي انعقاد مجلس النواب اللبناني وان ينتخب رئيسا جديدا. مضيفا أطلب من سورية أن تتدخل بما لها من نفوذ أساسا في لبنان وأن تعمل لإيجاد الوفاق حتى يمكن للبرلمان أن ينتخب رئيسا.
ودافع ساركوزي عن سياسته في الشرق الأوسط التي ينظر إليها في العالم العربي علي أنها تميل لإسرائيل أكثر من سياسات الرؤساء الفرنسيين السابقين.
وقال إن إسرائيل يجب أن تقدم بعض البادرات إلى الفلسطينيين بتعليق العمل في المستوطنات.