أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رصاصات "أبوزهير" تطارد شخصيات النظام في مخادعهم

 قلما نجد أحد المؤيدين للثورة السورية ضد النظام السوري والمنطلقة منذ أكثر من عام وشهرين لا يعرف الشخصية الغامضة المتقلبة حسين جبري (أبو زهير).

فالرجل الذي اعتمد على إجراء المكالمات الهاتفية بالكثير والكثير جداً مع رموز النظام ومؤيديه والمتعاونين معه لعب دور المحقّق والمواطن المحتقن من جرائم النظام والإنسان البريء في مكالماته، ليرسم البهجة على وجوه متتبعيه في الكثير من الأوقات، ويكشف بمكالماته البعض من أساليب النظام و(شبيحته) بالتعامل مع الشعب الثائر، إضافةً لطريقة تخطيطهم لخروج المسيرات المؤيدة لبشار الأسد، دون أن ننسى تعمقه في شخصياتٍ بارزة لمعرفة موقفها الحقيقي مما يجري على الأرض.

البداية

ففي البداية تركزت رصاصات أبو زهير الهاتفية على شخصيات اعتبارية وفاعلة لدى قوات النظام من أفرع أمنية ومكاتب قيادات حكومية عالية المستوى إضافةً للعديد من الضباط الفاعلين في النظام السوري، وكانت الحالة الأكثر شيوعاً بمجرد الرد على الهاتف هي التعرّف على الاسم وتسجيله ومراقبة الخط وتتبع مصدره في محاولة معتادة أمام أبناء الشعب السوري وبائسة مع حسين جبري الذي يحاولون معرفة مكانه حتى قبل أن يطرح تساؤلاته.

لتتم الإجابة على استفساراته بعد التفاؤل ببصيص الأمل في إمكانية تحديد مكانه، وكانت الإجابات مختلفة من فرع لآخر فبعضهم يغلق الخط مباشرةً والبعض يحاول مناقشة جبري وإقناعه بطريقة توحي عن معارضة المجيب على الهاتف لأفعال النظام ولكنه لا يستطيع قول ذلك علانيةً، فيستمع ويناقش ويضحك بعد أن حُرم من التحدث بهذه القضايا أمام زملائه لأنّ الأمر قد يكلّفه حياته، أما الشريحة الأكبر فكانت تردّ بطريقة الشتم والوعيد والتأليه للقائد بمجرّد ابتداء جبري بالتخوين للأسد.

درويش

أمّا شخصية (المواطن الدرويش)كانت غالباً تظهر عند الاتصالات بالممثلين والإعلاميين والسفارات الموجودة في سوريا، فمع الممثلين يركّز حديثه على الاستفسار عما يجري في البلد وعن سرّ الموقف المؤيّد لبشار الأسد من قبل بعض الوجوه الفنية، فمنهم من يقدّم مبرراته كحالة مصطفى الخاني الذي كلّمه جبري بكل احترام بعد أن علم بأنّ موقفه المؤيّد مبنيٌ على قناعة وليس جراء تهديده من قبل النظام، فلم يسترسل في مناقشته ليضع المكالمة بيد الشعب الذي سيكون الحكم على موقفه الإنساني في القادمات من الأيام، وذلك بخلاف مكالماته مع بعض زملاء الخاني عندما كان يشتمهم بسبب استبسالهم في الدفاع عن الأسد وظهورهم بمواقف مخزية دون احترامهم لدماء الشهداء.

ويأتي القسم الرمادي والمعتدل الذي يؤكّد وقوفه مع الشعب واعترافه بفساد الدولة في إشارة واضحة لتأييده للثورة بمعنى (الخط مراقب والرسالة يجب أن تكون وصلت)، وهنا لا يحاول جبري الإطالة مع الفنان خشية تضرره من المكالمة، أما اتصاله بالسفارات كان ملخصه نريد فيزا مستعجلة للأسد، والمضحك المبكي بأنّ بعض الموظفين يرتجفون وقد يغلقون الهاتف بمجرّد سماعهم لهذا الطلب المفاجئ.

تشبيح

وحول من هو مجنّد لقمع التظاهرات (الشبيح) وبعض منظمي المسيرات المؤيّدة فتصبغ اتصالات أبو زهير نبرة التهديد مع الأول ليشعره بأنّ عمليات القتل والقمع التي يقوم بها هي تحت المراقبة لربما يتراجع عما يقوم به، ويكون مواطناً مؤيداً يريد معرفة مكان التمركز ومخططات المشرفين على المسيرات العفوية مع الثاني والتي يتمّ تجيشها لصالح الأسد، وبعد أن يعلم مناطق خروجها ينهي المكالمة بسينفونيّته المعهودة من الشتائم والألفاظ التي لا يكون المنظّم متوقعاً لها.

شخصية أبو زهير الذي يتصل من خارج سوريا بحسب تأكيداته عبر برامج لا يمكن تحديد مصدرها والذي يلقب نفسه بصاحب شركة (أبولو) العالمية تشهد تأييداً متزايداً من المواطنين السوريين على الرغم من تفننه بالشتائم النابية التي يُلحِقها بغالبية من يتصل بهم، والسبب في تأييدهم أجابت عليه عينة عشوائية من المتابعين له فكان الاتفاق على أنّ جبري يخفّف الضغط والاحتقان الذي يعيشه المواطن السوري بسبب سياسة الإذلال التي يتبعها رجال النظام فينتصر عليهم عبر المكالمة الهاتفية التي لا يمكن لقوات الأمن أن تطلق الرصاص من خلالها.

 ولكن هذه العينة نفسها تؤكّد رغبتها بأن يحاول جبري أن يستخلص ما يستطيع من اعترافات بعض (الشبيحة) ورجال الأمن عن طريقة تعاملهم في مواجهة الاحتجاجات الشعبية قبل أن يعزف سيمفونية شتائمه التي لا تصلح للاستماع في أيّ من القنوات التلفزيونية أو المحطات الإذاعية، وحتى إذا اكتفى بالمكالمة دون الشتائم فذلك سيكون مميّزاً بحسب الناشطين.

وذلك لتتمكن العائلة كاملةً من متابعة كل جديد لأبو زهير دون قصٍّ ولصق ومنتجة من قبل رب العائلة الذي لا يتجرأ على سماع مكالماته إلا بمفرده في حال تمّ عرضها بالطريقة نفسها.

أبو زهير شخصية لم تنل حقّها من الإعلام بسبب الكلمات المختارة من قبله ولكنه تستحق الإشادة والتشجيع وتصحيح المسار، بسبب إمكانيته الكبيرة على جلب الأرقام وطريقته المميّزة بتغير اللهجة من الحمصية للشامية وغيرها دون أن ننسى أسلوبه النادر في الحوار قبل أنّ يقذف كلماته أمام الفئة الأكبر من ضحاياه والغير صالحة للذكر في هذا المقال.


جورج خوري - زمان الوصل
(156)    هل أعجبتك المقالة (135)

عابر

2019-06-11

هل هناك أي أخبار عن حسين جبري؟.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي