أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أنقذوا دمشق !!!




إن من لم يحضر مؤتمر التخطيط اللإقليمي في إسبوع العلم 47 من الصعب عليه أن يشاركني بحزني و ألمي على حبيبتي دمشق .ليس لأنه لا يعرف كم تعاني بل الجميع يعرف ما تعانيه دمشق من تدهور بيئي ..لكن بالتأكيد لا أحد يعرف حجم هذا التدهور و لا ما ستصل إليه بعد سنوات قليلة فقط!
خلال المؤتمر تم عرض لمحة سريعة عن الرؤية الاستشرافية لمدينة دمشق و الذي هو ضمن تقرير اسمه سوريا 2025 و الذي وضعه 264 باحث و عالم و معظم النقاط الواردة هنا هي من محاضرة د.مأمون الفحام الذي تحدث عن وضع دمشق و مستقبلها..
دمشق تدق ناقوس الخطر ..بل ناقوس الموت ..دمشق العظيمة مبنية على ثلاث مقومات و هي بردى و الغوطة و الإرث المعماري الذي تحويه..
و لنبدأ ببردى و الذي هو المصدر المائي الوحيد في دمشق " قدمنا لبردى الإعدام التدريجي و حولنا دوره الطبيعي كشريان للحياة إلى أنبوب by pass حولت إليه أنابيب الصرف الصحي و صار بردى يتفادى العبور فيما تبقى من الأراضي إذ أصبح مجرى للسموم ..
المياه الآسنة و السامة تسقي أراضي الغوطة.
و الغوطة قصتها معقدة و لا تنتهي مع أن الغوطة انتهت أصلاً!! فقد أكلها السرطان ..النمو العشوائي الحاصل حول مدينة دمشق سرطاني و قاتل ..
و بالعودة لبردى ،تم تحديد خط الفقر المائي حسب تقرير الأمم المتحدة بـ 1000م2 للشخص بالعام ثم حدد خط الفقر المدقع بـ 500 م2 و حسب تقرير سوريا 2025وجد أن حصة الفرد في دمشق حددت بـ 100 م2 في عام 2025 أي أنه يتعدى خط الفقر المدقع بكثير ..
الغوطة غوطة دمشق ..جنة الله على الأرض و بغض النظر عن المقاصف التي تراها و الأشجار الوارفة في طريق الغوطة لنرى صورة جوية لدمشق ..تبدو الغوطة بين فكي كماشة و موضوعة ربما على قنبلة موقوتة .
و بالحديث عن المشروع الذي قدمته جايكا منذ سنتين بالربط بين الغوطتين بشريط أخضر لإعادة السيران الدمشقي التقليدي نجد أن السيران صار بالسيارة فقط!
إذ لا أخضر إلا على الخرائط و الورق، التدهور البيئي و استنزاف أراضي الغوطة يستمر رغم كل المحاولات بإنقاذها. طابور من الأبراج السكنية يناطح الصبار و مازال بالانتظار..

يقول د. فحام سوريا مليون سنة من الوجود و عشر آلاف سنة تاريخ و نحن ب30 سنة قادرين على تدميرها..
المفارقة الكبرى التي ظهرت في تقرير سوريا 2025 أن 3/4أي ثلاثة أرباع سكان سوريا يعيشون على 1/4 ربع أرضها و و ذلك كله بسبب الهجرة إلى مناطق الجذب دمشق و حلب حيث تركز فرص العمل و الخدمات بينما ثلاثة أرباع مساحة سوريا يعيش عليها ربع السكان و هذه المناطق تشمل بمعظمها المحافظات الشرقية.
و هكذا ندرك سوء التوزع السكاني إن الكثافة الحسابية تعطى في السجلات بـ93 فرد/كم2و هي المساحة على عدد السكان.
و لكن الحقيقة في مكان آخر إذ علينا حساب الكثافة الفعلية أي المجال المأهول على عدد السكان و التي هي الكثافة المأهولة و قد وجد أنه في عام 2005 كانت 273/كم2 و هي كثافة أعلى من كثافة دلهي الفعلية في الهند .
و بالرغم من أنهم يقولون أنه لدينا تراجع بالنمو السكاني بمعدل 2.45 % لكن يبقى هذا المعدل الذي ينخفض ليصل إلى 1.94% في عام 2025 في المكان الذي وصلت إليه مصر عام 2002. و من البديهي أن النمو السكاني يؤدي لنقص الموارد و سوء إدارتها .

هناك حل لجأت إليه الدول التي تعاني من شح الموارد و هو التعويض برأس المال المعرفي المؤسسي و رأس المال المجتمعي أي بناء قدرات الأفراد و هذا كله يحتاج إلى جهود متضافرة و تعاون على عدة مستويات .

علينا كلنا العمل على إنقاذ دمشق و التفكير منذ الآن ليس بـ " أنا الآن أين أسكن و كيف أعيش " بل و بالأجيال التي ستأتي بعدنا كيف ستعيش و بالطبع فبوجود التخطيط الإقليمي و توفر الإرادة السياسية العليا يصبح من الممكن و قف كل أنواع التدهورهذا هو التفاؤل الوحيد الذي نستطيع اللجوء إليه.
و استشهد د. فحام بما قيل في الإنجيل "الحجر الذي أهمله البناءون صار حجر الزاوية"
و بما ذكر في القرآن "و ما ظلمناهم و لكن أنفسهم كانوا يظلمون "
" و كم من قرية أهلكناها
و هي ظالمة فهي خاوية
على عروشها
و بئر معطلة
وقصر مشيد"

م.منتهى المصيص - نساء سوريا
(136)    هل أعجبتك المقالة (133)

نور

2008-03-07

في الواقع انا من طلاب الدكتور مامون ولي الشرف بذلك واحببت ان اشارك لاني اتالم على دمشق وما حل بها مثله تماما ورغم عدم خبرتي الكبيرة فاني طالبة سنة اولى عمارة لكن ما تعلمته هو الحفاظ على البيئة واهمية ذلك .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي