
محسن غازي و"سارح... سارح مع مين كنت امبارح"

كتب الزميل محمد منصور على صفحته "الفيس بوك":
عندما رأيت محسن غازي وهو يقسم يمينه فيما يسمى مجلس الشعب اليوم تذكرت حديثاً دار بيني وبين الصديق تيسير خلف منذ فترة، عن ذكرياتنا نحن السوريين، مع نماذج مغني الثماينينات والذي كان محسن غازي واحداً منهم، والذين تكفلوا بأغانيهم الهزيلة والتافهة بالقضاء على الأغنية السورية في تلك الفترة بالتوازي مع قضاء النظام على (الرجعية والإمبريالية وأدواتها).
تذكرت النكتة التي أطلقها الشارع السوري على محسن غازي الذي كانت قمة مجده أغنية متواضعة اسمها: (شو محملة يا جعبة الأيام) تقول النكتة:
سألت المذيعة محسن غازي: ماهي أولى أغنياتك. فأجاب: (شو محملة يا جعبة الأيام) وماهي الأغنية التي اشتهرت بها، فأجاب: (شو محملة يا جعبة الأيام)، وما هي أحب الأغنيات إلى قلبك: فأجاب: (شو محملة يا جعبة الأيام)، وما هي آخر أغنياتك؟!
فأجاب: (شو محملة يا جعبة الأيام)!!

تذكرت أغنيات الثمانينات حين رأيت صاحب هذه الأغنية اليتيمة وهو يدخل مجلس الشعب... تذكرت كيف غابت الوجوه والأصوات الجميلة عن مسامعنا، ليظهر مغنون طبعوا تلك الفترة برداءة فنهم، الذي كان يعجب رواد النوادي الليلية الجدد من طبقة العسكرتاريا المحدثة التي لا تنتمي حتى لتقاليد العسكر الحقيقية التي كانت في سورية، والتي راح تفرض ذوقها بالقوة... تذكرت كلمات أغنيات: (سارح... سارح مع مين كنت امبارح... وكم مرة تلفنتلك وردت عليي أمك يابو اللحظ الجارح..) وتذكرت: (طعميتك بإيدي عسل ولوز وقلتلك وحياة ولادي الجوز)... وتذكرت: (مافي مافي... مثلك مافي قبلك وبعدك مافي... أنا عشقان وبدي حنان... ومثلك مافي ومااااافي) وتذكرت (ناطرة عند البوابة ناطرة ليطلوا حبابي... من أول ما شافوني وصحوا ع الحب عيوني... ودغري سلمتهن قلبي وللهوى فتحت بوابي)... وتذكرت مطربين آخرين لا يختلفون بشيء عن الغربان في أصواتهم سوى أن لهم خصوراً يحملون مسدسات عليها.... ولم أستغرب حين راحت أصوات علي الديك وحسين الديك وسارية السواس تلعلع في التلفزيون والإذاعات ومراكز الكراجات والبولمانات منذ سنوات، فكل ذلك كان مؤسساً على كوارث الثمانينات وإفرازاً طبيعياً لها، لكنني عجبت اليوم كيف يمكن لتلك المستحاثات أن تحيا من حطام إلى آخر... من حطام الأغنية التي داسوهات بأقدامهم إلى حطام مجلس الشعب الذي صار - أكثر من أي وقت مضى- ديكوراً هزيلاً بائساً لا يملأ عين أحد... لأن الثورة التي دفع السوريين ثمنها آلاف الشهداء ستكنس كل هذا الحطام!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية