أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل تسقط "الأزمة الإقتصادية" النظام فجأة..؟

تؤكّد أوساط سورية مطلعة أن الاقتصاد السوري يواجه "أزمة حادة" طالت معظم الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والخدمية نتيجة العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة عليه، وتشير هذه الأوساط إلى أن هذه الأزمة "يمكن أن تقوّض أسس النظام والسلطة" في سورية 

رئيس مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية ناصر الغزالي، قال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لم يكتف النظام بالممارسات المتراكمة عبر فترات طويلة في عمليات الفساد والاستحواذ والطريقة غير العادلة في توزيع الثورة، بل أوغل في تدمير الاقتصاد الوطني ليزيد معاناة المواطنين بممارساته الوحشية خلال فترة الثورة السورية"، على حد قوله

تؤكد تقارير غير رسمية لخبراء أن الناتج المحلي الإجمالي في سورية تراجع خلال السنة الأخيرة من 3.2% إيجاباً إلى 3.4% سلباً، وارتفعت نسبة التضخم من 4.4% إلى 6.6%، كما تراجعت الصادرات السورية للخارج من 14 مليار دولار قبل عام إلى أقل من 6 مليار وما زال التراجع مستمراً، ولسورية احتياطي نقد أجنبي يقدّر بنحو 17 مليار دولار، تقول المعارضة السورية وبعض المصادر الأوروبية أنه تراجع إلى النصف تقريباً

وانخفضت قيمة العملة السورية بمعدل 50% خلال عام، كما ارتفعت الأسعار بمعدل 50% كحد أدنى، وتراجعت الودائع في البنوك السورية بنسبة 30%، وفقد مؤشر البورصة في دمشق نحو 75% من قيمته وتداولاته، وتوقفت خدمة بطاقات الائتمان والدفع الدولية، وأغلقت بنوك أوربية حسابات السوريين لديها، كما توقفت خدمة الحوالات المصرفية عبر البنوك من وإلى سورية، وأوقفت البنوك تمويل عمليات الاستيراد، وأنفقت الحكومة مئات الملايين من رصيدها بالعملات الصعبة لدعم عملتها.

تراجعت السياحة في سورية بأكثر من 95%، وأثر تراجع هذه القطاع الذي يشكّّل نحو 12% من حجم الدخل القومي على نحو مليوني سوري يعملون فيه بشكل مباشر وغير مباشر، وتوقفت الاستثمارات الأجنبية والعربية في سورية في هذا القطاع خصوصاً الخليجية منها

وأوضح الغزالي "يعاني الاقتصاد السوري أزمة خانقة تجاوزت مؤشراتها كافة مقاييس الأمان في جميع القطاعات الاقتصادية، ووصلت إلى الخطوط الحمر في أكثر من قطاع اقتصادي"، وأوضح أن الأزمة "نتجت عن الحل الأمني العسكري وممارسات النظام الوحشية بحق الدولة السورية، على مستوى الوطن والمواطن، إضافة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها كثير من الدول العربية والأوربية، يضاف إلى ذلك ضرر فعلي تجلى بضعف قدرة المواطن على مواجهه هكذا أزمة خلقها النظام بعنجهيته ورده الأمني على مواطنيه لمطالبتهم بالحرية والكرامة" وفق قوله

نهاية العام الماضي أعلنت الحكومة السورية عن إيقاف كافة مشاريعها الاستثمارية، ومنذ منتصف العام الماضي بدأت مئات الورشات بإغلاق أبوابها بسبب الكساد وصعوبات التصدير وصعوبة استيراد المواد الأولية، كما أغلقت عشرات المصانع والشركات الخاصة

وفق مصادر اقتصادية، جرى خلال السنة الأخيرة تسريح الألاف من العمال والموظفين، وارتفعت البطالة إلى 25 أو 30% من قوة العمل، كما نقل عدد غير قليل من رجال الأعمال إقاماتهم وأعمالهم إلى خارج سورية، وتعاني سورية من نقص في توفر بعض المواد الأساسية، كالمحروقات والدقيق وقطع التبديل، حتى الشبكة الكهربائية السورية لم تنج من التدهور، حيث يستمر قطع الكهرباء عن دمشق بمعدل 2 إلى 4 ساعات وفي بعض المناطق المتوترة قد يصل انقطاع الكهرباء إلى 6 ساعات

لم يكن القطاع الزراعي بمنأى عن الأزمة، ويقول اقتصاديون إنه تراجع بنسبة 5%، ويعاني الفلاحون من عدم توافر الأسمدة وارتفاع أسعارها بسبب العقوبات وتقييد السلطات الأمنية عملية بيعها خوفاً من استخدامها كمواد متفجرة، كما تراجع قطاع تربية الداوجن والحيوانات بسبب ارتفاع أسعار العلف، وتوقفت تقريباً تجارة الترانزيت من دول الجوار

توقفت شركات النفط العالمية عن العمل في سورية كـ (توتال) و(شل) وغيرهما، واعترف وزير النفط السوري مؤخراً أن سورية خسرت نتيجة العقوبات المفروضة عليها أكثر من ثلاثة مليارات دولار، وأشار إلى تراجع تصدير النفط إلى النصف تقريباً، وأن سورية أغلقت بعض الآبار المنتجة.

وكان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما قد فرضت عقوبات على النظام السوري ورجالاته بهدف إضعافه وقطع موارد تمويل حملته العسكرية التي يشنها على معارضيه المطالبين بإسقاطه، وشملت أكثر من 150 مسؤولاً و30 هيئة ومؤسسة يُفترض أن لها علاقة بالنظام

آكي
(105)    هل أعجبتك المقالة (106)

المهندس سعد الله جبري

2012-05-20

جميع ما ورد في المقال حقائق كاملة عن وضع الإقتصاد السوري الذي ينعكس سلبيا على معيشة أكثرية ‏الشعب، والحقيقة أن عدد المصانع الموقفة عن العملفي عهد بشار الأسد ليست مجرد عشرات بل هي ‏تجاوزت الألفين وخمسائة مصنع وفقا لتقرير إحدى هيئات الأمم المتحدة المختصة!‏ وإذا أُضيف للعوامل الإقتصادية والمعيشية الناجمة عنها، حالات الإجرام والتقتيل والتدمير الجنوني بالدبابات ‏والصواريخ ضد كثير من المدن والأحياء السورية، نعلم أن الأمر وصل فعلا لنهايته، وأن المسألة أصبحت ‏مسألة وقت لا أكثر!‏ تتجسد المأساة في غباء بشار الأسد ومواليه، وعمى بصيرتهم، وظنهم المُغرق في الغباء، أنهم لربما ‏يحققون النصر على الشعب – وهو كأمل إبليس في الجنة – وهو أمرٌ ترفضه جميع التحليلات العلمية، التي ‏تؤكد على سقوط النظام خلال بضعة الأشهر القادمة كحدٍّ أقصى!‏ ولو عقل بشار السد – ولو قليلا، ولو بنسبة 5% من الذكاء الطبيعي لبني الإنسان – لقدم استقالته بأسرع ‏ما يُمكن وغادر البلاد، عسى أن ينحو وعائلته من الإعدام المؤكد هو ومُعظم مواليه!‏ ولا يظنن هؤلاء أنهم سيستفيدون من الثروات التي نهبوها وأودعوها بنوكا في الخارج، فهي إما ستسترد ‏إلى خزينة الدولة بإحكام قضائية، أو بردّها تحت حبل المشنقة مع وعد بتخفيف الأحكام إلى السجن المؤبد ‏بدل الإعدام!‏ يا لغباءك يا بشار الأسد، كم جنيت على وطنك ومواطنيك، وعلى أقربائك ومواليك! وستدفع الثمن، وأقسم ‏على ذلك!‏.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي