الأخوان ملص لـ"زمان الوصل": بدأنا نتلون يا إخوتي

فقط في سوريا يعتقل الفنان ويضرب ويهان، فقط في سوريا لاحرمة للفن والفنانين، يهجرون من بلادهم بلا عودة ويرتبط مصيرهم بسقوط نظام سياسي إذ لا حل إلا بالسقوط والتغيير بحسب كثيرين منهم، ايقونتان من ايقونات الثورة السورية (محمد وأحمد ملص) اعتقلا وضربا اثر مظاهرة للمثقفين مناهضة لأعمال النظام السوري في حمص ودرعا، غادرا إلى بيروت و منها إلى القاهرة في رحلة لبدء نقل واقع الثورة السورية للخارج و للتعريف بالحراك الشعبي السوري، عن طريق حواراتهم المسرحية التي اشتهرا بها.. قصدا معا  بيروت، القاهرة، باريس، موسكو، اسطنبول...، وفي الانتظار العودة إلى دمشق.

"زمان الوصل" التقت بمحمد ملص، وكان بيننا الحوار التالي:

 

بدأنا على الفيس بوك منذ سقوط أول شهيد في درعا وكان أول عرض مسرحي في مسرح الغرفة بـ25 نيسان 2011، بعد مشاهدة لقطات أحمد البياسي .. و اتهمنا بالخيانة لأن العرض يبدأ بكلمة ثورة، و ما يحدث بحسب النظام هو مؤامرة كونية و بدأت الشتائم و التهديدات، بقينا 7 شهور في دمشق بعد بداية الثورة، وخرجنا منها مرغمين بتاريخ 12 - 10 إلى بيروت.

 

اعتقل 3 من اصدقائنا من منطقة ساروجة في دمشق في 5 - 10 و كان واحد منهم يحمل في فلاشته الخاصة مسرحية "الثورة غداً تؤجل للبارحة" بالإضافة إلى جريدة معارضة، وتحت التعذيب اعترف انه حصل على تسجيل المسرحية، والجريدة من أحمد ملص، بعد 7 ايام طلبوا احمد للتحقيق في الأمن العسكري، أحد أصدقائنا مازال منذ 6 أشهر في السجن.

 

في بيروت الوضع يشبه سورية .. اختبأنا عند صديقة صحفية من الطائفة المسيحية و هي اروع من صادقنا .. استقبلتنا مع شابين سوريين .. كانت تعتني بنا و كأننا اولادها رغم ان عمرها 24 سنة .. و بقينا مختبئين نظرا لخطورة خطفنا وتسليمنا للنظام السوري، وحتى بعد وصولنا إلى مصر وصلتنا تهديدات من بلطجية النظام، لكنهم نسوا أن السوري لا يخاف، قالو لنا على الهاتف سوف نقتلكم ..

 

تعرض ابي و امي للمضايقات و التهديد و خرجوا بعد خروجنا بشهرين..، واذكرك تماما ما أقسمنا عليه انا وأحمد عندما التقينا بعد خروجنا من سوريا "والله سنعمل كل ليلة و سنجعل النظام يكره اليوم الذي خرجنا فيه"، و هذا ما حصل، إذ وصلني خبر من أحد الاصدقاء في سوريا أن ضابط مخابرات قال له .. التوأم ملص رفقاتك مسلحين .. قال له صديقي هم يعملون بالفن ..فأجابة الضابط "لديهما لسان مثل الرصاص و عقل مثل الدبابة".

 

الصامتين لا الومهم كثيرا .. فانا أعرف شاب ممثل سوري يعمل في الثورة عن 10 أشخاص و لكنه لم يظهر على الإعلام ..، وطبعاً أحترم مي سكاف و آل رشي و جلال الطويل و فارس الحلو محمد اوسو و نوار بلبل لانهم رجال و جدعان عرضوا حياتهم للخطر .. هؤلاء رجال سوريين حقيقين ..

اما من وقف مع النظام فهو قد رقص على دماء الشهداء ..

هذا كان يبكي على دمعة طفل فلسطيني، و اليوم يرقص على دماء أهل بابا عمرو، معادلة غبية ..

 

وجودنا في أي مكان ترانزيت، الحرية اقتربت قاب قوسين او ادنى ..، مفاتيح منزلنا في سوريا نحملها حتى الساعة، واحمل ورقة كتب عليها يسقط بشار الأسد و اضعها على الطاولة في كل مكان نجلس فيه... واود أرسالة رسالة للشبيحة: "نحن هنا لا نخاف".

 

أما عن الجديد الجديد .. فيلم قصير مصور بكاميرا الموبايل اسمه مغترب سوري، و مشاهد لليوتيوب "جدو الشامي" و"صديق بشار"...، بالاضافة للعمل الميداني الذي لا يذكر ..

كلمة حق عند سلطان جائر ..

 

كل ما فعلناه لا يساوي شيء أمام ما قدمه ويقدمه المتظاهرون، املنا بالله و ثوار الداخل فقط ..، وكما قال الشاعر الفرنسي بريتون "الحرية لون الانسان"، و نحن بدأنا نتلون يا اخوتي ..