تقنية الاتصالات الخلوية يلفها الكثير من الغموض والخوف، فخلال العقدين الماضيين وبعد انتشار استخدام الأجهزة الخلوية على نطاق واسع بدأت مشاكله وأضراره على الصحة تظهر ابتداءً بالصداع ورفع حرارة الدماغ وصولاً إلى بعض أنواع السرطانات، واليوم تظهر دراسة جديدة تتحدث عن الأجهزة الخلوية وتأثيرها على مرضى التصلب اللويحي.
التصلب اللويحي مرضى عصبي سببه مهاجمة مناعة الجسم لخلايا الدماغ والنخاع الشوكي، ورغم أن سببه مجهول إلا أن النظريات تقول بأنه يحدث نتيجة إصابة فيروسية أو مشكلة وراثية بالإضافة إلى العوامل البيئية المحيطة.
ما يميز الإصابة بالتصلب اللويحي أنها تؤدي إلى مشاكل حركية وحسية وصعوبة في المشي والتوازن وضعف في الأطراف ولكنها تختلف بالشدة من شخص لآخر كما أنها يمكن أن تختفي لفترة وتظهر من جديد.
وفي هذه الدراسة التي أجراها فريق من باحثي معهد أبحاث السرطان في الدنمارك برئاسة الدكتور آسلك هاربو بولسين تم تقييم تأثير استعمال الأجهزة الخلوية على خطر الإصابة بالتصلب اللويحي وإنذار المرض وشدة الأعراض وذلك لدى جميع مستخدمي الموبايل قبل عام 1996.
تضمنت الدراسة عينة مكونة من حوالي 400 ألف شخص تمت متابعتهم لفترة طويلة لحساب معدلات الإصابة بالتصلب اللويحي ومعدلات الوفيات الناجمة عنه وكذلك مقارنة شدة الأعراض بين مشتركي الخطوط الخلوية وغير المشتركين.
وقد أظهرت النتائج كما نشرتها اليوم مجلة "بلوس وان" أن معدلات الإصابة لدى الرجال الذين يستخدمون أجهزة الموبايل كانت مساوية لأولئك الذين لا يستخدمونها بشكل عام، مع وجود ارتفاع ضئيل في النسبة خلال الفترة الواقعة بين العام الأول والتاسع من بدء استخدام الأجهزة الخلوية.
كما تبين أن هنالك ارتفاعاً في خطر ظهور حالة ازدواج الرؤية لدى الرجال والنساء على حد سواء وزيادة ظهور أعراض التعب لدى النساء فقط والتهاب العصب البصري لدى الرجال، أما معدلات الوفيات نتيجة الإصابة بالتصلب اللويحي فلم تتأثر باستخدام أو عدم استخدام تقنية الاتصالات الخلوية.
ويلخص رئيس البحث هذه النتائج بالقول "هنالك دليل ضعيف على الارتباط بين استخدام أجهزة الخلوي وخطر الإصابة والوفاة بالتصلب اللويحي، إلا أننا لاحظنا زيادة في معدلات ظهور بعض الأعراض لدى المصابين وجميعها قد تكون مرتبطة مباشرة بأجهزة الموبايل بما في ذلك مشاكل الرؤية والتعب".
ويضيف "هذه النتائج تتطلب اهتماماً أكبر لإجراء المزيد من الدراسات المفصلة التي ستسمح بمزيد من المعلومات لتقييم خطر التعرض للأجهزة الخلوية".
وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الأسبوع العالمي للتصلب اللويحي انطلقت الاثنين وستستمر حتى السادس من شهر أيار حيث سيلقي الضوء على أهم الجوانب الغامضة لهذا المرض الذي يصيب واحداً من كل 100 ألف إنسان في العالم، وسيتشارك فيه المرضى تجاربهم الشخصية وخبراتهم في التعايش معه بحيث يستطيعون ممارسة أنشطة تجعل من حياتهم أكثر سعادة وبعيداً عن الاستسلام للعجز.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية