اعتاد السوريون طوال 40 عاماً على وجود صورتي الأسد (الابن والابن) في كل الأماكن العامة من شوارع ومقاهي ومطاعم والمنشآت الحكومية.
ولكن تم كسر القاعدة منذ ما يقارب العام مع بداية الثورة السورية، إذ تعمد شباب الثورة إلى إحراق الصور وكسر التماثيل التي انتشرت بطريقة تذكر بأصنام الجاهلية.
وأما جديد عبقرية النظام الأسدي فتتلخص بابتكار جمل لا معنى لها لوضعها على صور الرئيس الأسد، ويبدو الهدف من تلك الجمل تقوية عزم المؤيدين في الشارع، إلا أن ما يحدث هو العكس تماماً، فكثرة تلك العبارات وخلوها من المعاني الحقيقية جعلت من مؤيدي النظام يستهترون حتى بالنظر إليها.
وخوفاً من ردود الثوار على انتشار الصور، ولحماية تلك الصور والتماثيل فقد تم نشر رجال النظام من شبيحة وأمن في الحدائق العامة وفي الشوارع، حتى ليكاد يشعر المار من ساحة عرنوس أنها ثكنة عسكرية وليست حديقة صغيرة يرتاح بها رواد سوق الحمراء.
وجاء الرد سريعاً على أيدي الثوار بنشر لوحات تؤيد الثورة السورية وتسخر من بشار الأسد في معظم مناطق دمشق، ووصلت إلى مشروع دمر المعروف ببعده النسبي عن حركة الشارع بسبب إحكام القبضة الأمنية عليه.
(الحكمة في الحرب والسلم)
على جدار وكالة سانا علقت صورة للرئيس بشار الأسد كتب عليها (الحكمة في الحرب والسلم)، وإن كان معنى لتلك الجملة فإن ذلك المعنى بقي في قلب الشاعر إذ أن السؤال عن معناها لن يوصل السائل إلى أي جواب شافي، ويبدو أن ثمة من اكتشف ذلك فتغيرت الصورة والجملة لتصبح (الشعوب تحرق نفسها لتعزل رؤساءها ونحن نحرق أنفسنا ليبقى رئيسنا)، وهي عبارة لطالما تداولها مؤيدو النظام كتعبير عن استعدادهم للتضحية بأنفسهم مقابل بقاء رئيسهم وسيدهم على سدة الحكم.
نظرياً يبدو ولاء أولئك للأسد عالي المستوى، ويحمل من التضحيات ما يحمل، وعملياً على أرض الواقع فالكل يعرف أن شبثيحة النظام لا يخرجون بمسيرة مؤيدة أو بمهمة تشبيحية إلا بعد أن يقبضوا ثمن خروجهم، والوثائق التي نشرتها قناة العربية مؤخراً عن خلية إدارة الأزمة تثبت ذلك، إذ أن تلك الوثائق أشارت إلى أن إطلاق يد الشبيحة من حيث السلب والنهب ما هو إلا الأجر الذي باتت خزينة النظام عاجزة عن دفعه.
برامج انتخابية
بدأت أحزاب الجبهة (الشكلية) بطرح برامجها الانتخابية من خلال لوحات موجود في معظم الشوارع في العاصمة، ويبدو الشعور بالأزمة واضحاً جلياً لدى تلك الأحزاب، فبدأت شعارتهم بـ» المشاركة في الانتخابات واجب وطني»، ولا تنتهي بـ»انتخابات مجلس الشعب معركة حاسمة»، وتم التركيز على شعارات تنبذ الطائفية والفساد.
وكأن بهم مصدقين أن ثمة انتخابات ستجري، وثمة ناخبين سيدلون بأصواتهم، وثمة ناجحين سيتربعون على كراسي مجلس اتخذ اسم الشعب ظلماً وعدواناً.
شوارع دمشق لاتزال تئن تحت أقدام رجال الأسد، وشوارعها تبتسم خفية لثوار سوريا.
جفراء بهاء - سوريا بدا حرية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية