أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بوش يرفض إلقاء خطاب في الكنيست واسرائيل تنزعج

بدأت العلاقات الإمريكية الإسرائيلية تتخذ منحنى تصاعديا، بعد الانتقاد النادر الذي وجهته واشنطن لإسرائيل بسبب استمرارها في سياسية توسيع المستوطنات، ورفض الرئيس الأمريكي جورج بوش إلقاء خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، خلال زيارته الأولى التي من المقرر أن يقوم بها للدولة العبرية، ضمن جولة له بعدد من دول المنطقة بهدف دفع عملية السلام، مما أصاب الإسرائيليين بصدمة، وكانت رئيسة الكنيست داليا إتسيك قد وجهت دعوة بداية الشهر الجاري إلى الرئيس الأمريكي عبر مساعديه، لإلقاء خطاب أمام أعضاء الكنيست، أثناء زيارته الشهر المقبل لإسرائيل.


وأرجعت مصادر في البيت الأبيض السبب إلى أن الرئيس بوش يريد أن تكون زيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية متوازنة، فإذا ألقى خطاباً في الكنيست فيتوجب عليه أن يلقي خطاباً مماثلاً أمام المجلس الوطني الفلسطيني، وفقاً لما ذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي.

وأشارت مصادر سياسية أمريكية إلى أن الرئيس بوش لا يمكنه إلقاء خطاب أمام البرلمان الفلسطيني، حيث أن ذلك قد يشكل حرجاً بالغاً له، نظراً لأن غالبية أعضاؤه من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كما أن السلطات الإسرائيلية تعتقل معظم النواب الفلسطينيين.

كما ذكرت مصادر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي رفض أيضاً قبول دعوة رسمية لحضور حفل عشاء، وجهها له رئيس الحكومة الإسرائيلية، قائلاً إن ذلك يفرض عليه قبول دعوة مماثلة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد أوردت مؤخراً أن الرئيس الأمريكي ربما سيقوم بزيارة ثانية إلى الدولة العبرية في مايو/ أيار المقبل، للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ60 لقيام الدولة العبرية، بدعوة من رئيسة الكنيست، إلا أنه لم يصدر تأكيد أو نفي رسمي من البيت الأبيض بشأن هذه الزيارة.


وفي سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية اليوم الأحد عن نيتها بناء 500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جبل أبو غنيم" بالقدس الشرقية، إضافة إلى 240 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة "معاليه أدوميم"، مشيرة إلى أنه سيتم تخصيص ميزانية لهذا الغرض بموازنة العام 2008.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر مقربة من أولمرت إعرابها عن خشيتها من إمكانية حدوث أزمة سياسية مع الولايات المتحدة، في أعقاب مطالبة واشنطن لكلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بتطبيق خارطة الطريق، بعد تجدد المفاوضات في مؤتمر "أنابوليس" للسلام، الذي عُقد الشهر الماضي برعاية الرئيس الأمريكي.

وقالت الصحيفة، إنه على خلفية رغبة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، تحقيق تقدم في المفاوضات بين
الفلسطينيين وإسرائيل، وعلى ضوء عدم قدرة إسرائيل تطبيق المرحلة الأولى من خطة "خارطة الطريق"، أعربت مصادر بارزة في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن خشيتها من حدوث أزمة حقيقية مع الإدارة الأمريكية.

ومن المقرر أن يتم الاثنين استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني، برئاسة أحمد قريع، والإسرائيلي برئاسة وزيرة الخارجة تسيبي ليفني، فيما يتردد أن لقاءً جديداً قد يجمع بين أولمرت وعباس في وقت لاحق الثلاثاء، لأول مرة بعد مؤتمر أنابوليس.

وفي وقت سابق وجهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة وعبرت عن قلقها من خطط إسرائيل لبناء أكثر من 300 وحدة سكنية في القدس الشرقية طالبة من إسرائيل إيضاحات بشأن هذه الخطوة، حسب مسؤول أميركي.
وقالت رايس على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسل "لقد قلتها بوضوح إن المرحلة هي لبناء الثقة، وهذا لن يسهم في هذه الثقة"، وأثارت هذه الخطط غضب الفلسطينيين بعد أسبوع واحد من موافقة الجانبين على استئناف محادثات السلام الرسمية التي رعتها واشنطن في أنابوليس.

وقال المسؤول "بسبب حساسية الموضوع" قوله إن واشنطن لا تريد أن تتخذ أي خطوات من شأنها أن تقوض ثقة الأطراف، "نحن قلقون بشأن هذه المسألة وطلبنا إيضاحات من الإسرائيليين"، واتهم الفلسطينيون إسرائيل بالعمل على تقويض مسار السلام الذي أعيد إحياؤه في أنابوليس بعد أن طرحت إسرائيل الثلاثاء مناقصة لبناء الوحدات السكنية في مستوطنة جبل أبو غنيم.

وانتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات القرار وقال إنه محاولة لنسف مفاوضات السلام التي اتفق الطرفان على مواصلتها ابتداء من 12 ديسمبر/كانون الأول الحالي داعيا الرئيس الأميركي إلى التدخل الفوري لوقف الاستيطان.

من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الخطوة الإسرائيلية "لا تساعد" جهود السلام مضيفا "أعتقد أن هذه المناقصة الجديدة بعد وقت قصير جدا من مؤتمر أنابوليس لا تساعد جهود السلام"، ولم تدل أميركا بأي تعليقات موضوعية بشأن هذا الأمر الذي يعتبر أول خلاف علني مهم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أعلن جورج بوش في مؤتمر أنابوليس أنهما سيستأنفان محادثات السلام الرسمية.

زمان الوصل - وكالات
(115)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي