سوريا: "حرق أطفال" على قيد الحياة أمام أمهاتهم” نقلاً عن ناشطي حمص
وصف سوريون من مدينة حمص المدمرة اللحظات المروعة التي عاشوها عندما قامت قوات الحكومة باعتقال عائلات بأكملها، وإبعاد الأطفال عن أمهاتهم ومن ثم إحراقهم وهم أحياء، حيث ورد أنه تم توقيف عائلات من حيي كرم الزيتون والعدوية الواقعين في المدينة.
وروى أحد سكان مدينة حمص، والمعروف باسم “يزن” لشبكة آفاز عن الطريقة الوحشية التي تم بها إعدام هذه العائلات:
“لقد قاموا بتسليمهم إلى قوى الأمن وميليشيات “الشبيحة” الذين بدورهم قاموا بفصل الرجال عن النساء والأطفال ثم أطلقوا النار على الرجال، وتم إحراق آخرين وهم على قيد الحياة. لقد ذبحوا الأطفال على مرأى ومسمع أمهاتهم ومن ثم قاموا باغتصاب النساء اللواتي كان بينهن بعض القاصرات”.
وقد تم العثور على جثث ما لا يقل عن 26 طفلاً و21 امرأة بين ركام المدينة، يقال بأنهم ضحايا مجزرة قامت بها قوات الأمن التابعة للحكومة.
من ناحية أخرى، تمكن بعض أعضاء المعارضة من أخذ بقايا جثث لسبع وأربعين ضحية إلى حي باب السباع. وقامت إحدى مجموعات النشطاء الإخبارية بنشر مقاطع فيديو مؤلمة للغاية على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ظهرت فيها جثث في مشفى ميداني.
وصرح ناشط آخر يُدعى أبو ياسر بأن “بعض الذين قُتلوا قد تم تدنيس أجسادهم بعبارات طائفية. إذ يسعى النظام بشكل يائس لإشعال صراع طائفي بين السنة والعلويين في مدينة حمص”.
من جهتها، صرحت منظمة آفاز Avaaz أنه “في غضون ذلك، قام بعض الصحفيين من المواطنين بالإبلاغ عن تواصل قصف الجيش لأحياء حمص القديمة بالهاون وأسلحة الرشاشات الثقيلة. بالإضافة إلى انتشار القناصة في كل مكان والطرقات خالية تماماً”.
وتحدثت قناة الـ(بي بي سي) الإخبارية عن عدد من العائلات الأخرى التي أصبحت بلا مأوى، لتجوب شوارع حمص بعد أن دُمرّت منازلهم نتيجة تعرضهم لقصف مستمر دام لأكثر من 4 أسابيع متتالية.
لقد كانت هذه المدينة عرضة لاعتداءات الجيش السوري لعدة أسابيع، واستمرت الهجمات حتى بعد انسحاب قوات المعارضة التي تعرضت لضغط كبير نتيجة القصف المكثف.
وأضافت آفاز Avazz أن ارتفاع وتيرة الهجمات التي تستخدم فيها قذائف الهاون على مدينة إدلب، تدفع بالمدنيين إلى اللجوء إلى مدينة حماة، المدينة التي شهدت حملة قمع عنيفة شنها النظام ضد معارضيه في العام عام 1982، راح ضحيتها عشرة آلاف شخص على يدي قوات الرئيس الأسد الأب، حافظ الأسد.
من جهة أخرى، حثّ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ William Hague مجلس الأمن الدولي على تبني قرار يدين أعمال العنف، وذلك بعد انقضاء أسبوع من الجهود الدبلوماسية من قبل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي أنان والتي لم تسفر عن النتائج المرجوة.
وأعرب أنان عن ” تفاؤله” عقب تلك المحادثات، حيث أن من شأن تنفيذ “مقترحاته المحددة ” قد يؤدي إلى التوصل لوقف إطلاق النار. وأضاف بأن جميع السوريين يريدون السلام.
وانتقد البعض رفض الرئيس الأسد لفتح قنوات حوار مع من يسميها “الجماعات الإرهابية المسلحة”، مشيراً بذلك إلى حركة المعارضة التي تتجه نحو العسكرة بشكل متزايد، دون إعطاء أي مسوغ لتمسكه الشخصي بالسلطة.
حيث قال الأسد في معرض حديثه “لا يمكن لأي حوار أو نشاط سياسي أن ينجح في الوقت الذي تعمل فيه الجماعات الإرهابية المسلحة على نشر الفوضى وعدم الاستقرار”.
من ناحيتها، صرحت الدكتورة بسمة قضماني، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، لقناة الـ(بي بي سي) بأن على الأسد التنحي. وأضافت بأن تنحي الأسد من منصبه كان “الشرط الأول” لأية مفاوضات.
فيما تحدثت الأنباء عن انطلاق مظاهرات واسعة النطاق مناهضة لحكم الأسد، بما في ذلك خروج عدة مظاهرات في مركز مدينة دمشق مساء يوم الأحد، وذلك بعد عطلة نهاية أسبوع حافلة بأعمال العنف.
وتقول الأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن 7,500 شخص كانوا قد لقوا مصرعهم منذ بداية الانتفاضة قبل اثني عشر شهراً.
المترجمون السوريون الأحرار عن Huffington Post
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية