أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سوري نازح في سوريا".. الحماصنة يفرون إلى دمشق والمخابرات تطاردهم


هنا دمشق... حتى في أقدم عاصمة مأهولة هناك ما يحدث للمرة الأولى. سوري ينزح في سورية، إنها لعبة وجدت قبل أن يولد عامر الذي خرج من أحد أحياء حمص القديمة، باحثا عن ملاذ آمن، عن طابق لا يضطر فيه للكذب على أطفاله الثلاثة وأمهم أن الأمور ستسير بشكل أفضل غداً.
عامر لا يقيم في العراء، بل عند بيت لأقربائه بالكاد كان يتسع لأصحابه، لذا فهو يعمل يوميا كباحث عن سقف يأوي تحته، لكن غول الأسعار يبتلع قدماه يومياً "العاصمة تكتظ بالناس، لكن لا أحد يسمع أحد."
سوريون غرباء
منذ مطلع شباط الماضي وبسبب الحملة الأمنية التي طالت معظم أنحاء مدينة حمص، قصد العاصمة مئات العائلات لاعتقادهم أنهم سيجدوا مساعدة من جهة حكومية أو مدنية. " لا أعرف إلى أين أذهب، أقيم حاليا في بيت قريبي لكن الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا، المبلغ الشهري المطلوب لاستئجار أي بيت لا يقل عن 20 الف ليرة، صاحب البيت يتعامل معنا كأننا زبائن نزحنا من بلد غريب...أرى في عينيه شيئاً من الشفقة لكن ضميره يستتر حكماً أمام الطمع". يقول أبو سامر رب أسرة
 
عائلة أبو سامر ليست الوحيدة الهاربة من بطش النظام، أو من "العصابات المسلحة" التي تروّع المواطنين الآمنين على حد تعبير وسائل الإعلام الرسمية والشبيهة بها، غير أن الدولة التي ترفع شعارات الإصلاح لم تحرك ساكناً تجاه هذا الموضوع.
يقدر عدد العائلات الحمصية النازحة إلى دمشق وريفها بحوالي عشرة آلاف، حوالي نصفها قصدت منطقة السيدة زينب والنصف الآخر في بلدات قارة والنبك وغيرهما.
مؤيدة بلا عمل
تقول ريم الموظفة الحمصية التي أمت دمشق بحثا عن عمل: "لم اسمع عن هيئة رسمية أو وزارية تُعنى بتقديم العون للنازحين، لنقل أني مؤيدة وأصدق رواية النظام فيما يتعلق بترويع المواطنين، أليس حق لي على الدولة أن تؤمن عملاً لنا، وبيتا".
ريم تقيم في إحدى القرى الساحلية بعد مساعدة من جهة دينية قدّمت الكثير من البيوت للناس الذين قصدوا المكان.
تقول أنها لم تحاول الذهاب بشكل مباشر إلى هيئة حكومية لأنها سمعت قصصاً كثيرة عن اضطهاد الناس الآتين من محافظات متوترة.
شبهة المساعدة
موقع زمان الوصل التقى إحدى الناشطات التي تعمل مع مجموعة غير معلنة من الشباب والشابات الذين يتابعون أوضاع النازحين وإغاثتهم في العاصمة، والتي أشارت أن النظام يريد أن يعاقب أهل حمص والمدن الثائرة بعدم الالتفات لهم وحتى منع الناس من مساعدتهم : "إحدى العائلات الحمصية قصدت معضمية دمشق بعد يومين اعتقلت العائلة وكل من ساعدها ولا ندري السبب".
وتضيف الناشطة التي رفضت ذكرى اسمها حفاظا على استمرارية عملها: " كلٌ منا يساعد بطريقته، أحدنا يؤمن البيت بالمجان، والآخر ينقل العائلة والثالث يجمع مساعدات غذائية شهرية أو نصف شهرية".
وتشير أنه "حتى المساعدات الطبية تصل بشكل سري لأن النظام يعتبرها مساعدات للمسلحين، كيف يقولون أن العصابات تضرب المدنيين ولا يريدوننا أن نعالجهم".
أما المتبرعين فتؤكد الناشطة أنهم أناس عاديون لا صفة رسمية لهم.
حمص في قلوبنا بقيت في دمشق
منتصف شهر آذار الماضي قامت مجموعة من الشباب غير المنتمين لأي تيار أو حزب، بجمع عدد من المعونات والمساعدات ضمن حملة سُميت بـ"حمص في قلوبنا"، وقرروا السفر ضمن موعد تأجل في أكثر من مناسبة، وفي المرة الأخيرة قامت إحدى الجهات الأمنية بإيقاف الحملة وتقديم النصح للمجموعة بعدم السفر إلى بموافقة من الجهات المعنية، ووصفوا القائمين بالحملة بأنهم أولاد ولا يعلمون ماذا يفعلون".

وبعد أخذ ورد تم إرسال المعونات إلى المدينة المنكوبة، يقول المسؤول الإعلامي للحملة "تم استلام جميع المعونات المرسلة من قبل جمعية شباب الخير في حمص التي كنا قد نسقنا معها قبل الحملة من أجل التعاون على توزيع المعونات إلى مراكز اللاجئين في حمص, ونظراً لعدم تمكننا من الذهاب إلى حمص قامت الجمعية بالتوزيع لهذه التجمعات، وبالتالي نستطيع القول ان اهم أهداف الحملة قد تحققت وغاب عنها فقط امكانية تواصلنا المباشر مع أهلنا في حمص , نتمنى تحقيق جميع اهدافنا في المرات القادمة مؤكدين على ان اهم انجاز في هذه الحملة كان التأكيد على حقنا في القيام بالعمل المدني بشكل علني وسلمي".

وفي قلب مدينة حمص أعلنت عديد من الجمعيات الخيرية الإسلامية والمسيحية تقديمها للمسكن والمأكل وفتحت أبوابها للناس المحتاجة. دون أن يحرك ذلك أي جهة رسمية للتشبه بها.

أيا كان انتماء النازح للمعارضة أو للمولاة، فهو يبقى ضمن حسابات الإرهاب في ملفات الدولة التي تسعى جاهدة لوقف الحركة الاحتجاجية، إذا لم تنبر أي وزارة لتقدم أي أساس لحياة مادية أو اجتماعية باتجاه استعادة السوريين النازحين لحياتهم في مكان آخر، عبر توفير الغذاء والماء والدواء واللباس والسكن وأُسندت هذه المهمة بشكل تلقائي إلى الحملات الشبابية والجهات اللاحكومية، غير أن الدولة لا تكف عن تعطيل عمل هؤلاء بشكل أو بآخر بخلاف ما تعلنه في وسائل الإعلام  حول حرصها على آمن الناس.


عواد الثورة - زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (105)

محمد جبر

2012-04-12

عصابة تحكم البلد بإسم دولة ... ومدنيون وما يسمى عصابات مسلحة تساعد المواطنين عوضاً عن الدولة يا ترى من الدولة ومن العصابة ؟ !!ّ!.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي