أمضى أيمن كرنيبو أسبوعاً داخل السجن في محافظة إدلب عند بداية امتداد الانتفاضة ضد بشار الأسد في أرجاء الوطن في شهر مايو/ أيار الماضي. وتلقي إفادته المزيد من الضوء على انحطاط نظام السجون، حيث من الممكن أن يتم احتجاز عائلة كاملة وتعرضهم لتعذيب وحشي.
أمضى السيد كرنيبو يوماً في نفس الزنزانة التي يوجد فيها عائلة معتقلة من أصل صومالي. فبعد امتداد الاحتجاجات نُظر إلى كل الأجانب بريبة شديدة مما يفسر الاعتقالات التي طالتهم.
كان أحمد, الأب, والذي يبدو في العشرينات من عمره، معتقلاً في نفس الزنزانة مع زوجته الحامل والتي كانت في نفس عمره تقريباً. الصبيان، البالغة أعمارهما ثلاثة سنوات وخمسة سنوات، كانا معهما في الزنزانة نفسها. وكان معهم والدة أحمد وهي امرأة في الخمسينات من عمرها.
أراد رجال الأمن إرغامهم على الاعتراف بأنهم قاموا بتفجير مبانِ. يقول السيد كرنيبو: أرادوهم أن يعترفوا بأنهم أتوا من خارج البلد كي يُحدثوا اضطرابات في سوريا. ولكنهم كانوا مجرد أشخاص أتوا إلى سوريا بحثاً عن حياة أفضل.
جميع الأفراد البالغين بمن فيهم الجدّة والأم الحامل تعرضوا للتعذيب بالصدمات الكهربائية على مرأى من الأطفال المذعورين. التعذيب بالكهرباء على المناطق الأكثر حساسية من الجسم، كان يُتّبع كسياسة ممنهجة تتركز على المرفقين والأيدي وأصابع الأقدام.
يتذكر السيد كرنيبو: أعرف اسم الرجل الصومالي لأنهم كانوا يصرخون فيه “اعترف يا أحمد, اعترف يا أحمد”.
عندما أرادوا تعذيب زوجته كان الزوج يصرخ فيهم “إنها حامل, في بطنها جنين”، ولكن لم يكن عندهم مشكلة في ذلك فهم لا يعرفون الرحمة.
بعد تعرضهم لذلك التعذيب مدة يوم واحد، قاموا بترحيل العائلة من الزنزانة التي كانت في سجن بجسر الشغور إلى سجن آخر حيث يعتقد السيد كرنيبو أنهم نُقلوا إلى سجن إدلب المركزي، إلا أن مصيرهم مجهول.
يبدو على جسد السيد كرنيبو نفس آثار التعذيب التي تحدث عنها. هناك جروح بالغة في مرفقيه ويديه حيث تم صعقه بالكهرباء. يقول السيد كرنيبو البالغ 37 عاما: “اتهموني بتفجير مقر حزب البعث (حزب السلطة). وجدوا معي شريحة هاتف محمول مصدرها تركي، فاتهموني بالتواصل مع المعارضة التركية. ادعوا بأني كنت أجمع الأموال من الناس لشراء أسلحة للمتمردين”.
وعندما رفض الاعتراف قاموا برميه في نفس الزنزانة التي كانت تضم العائلة الصومالية حيث تم تعذيبه. وأصرّ السيد كرنيبو على رفض الاعتراف بالتهم المنسوبة له مما دفع عنصر أمن يُدعى عبد المجيد بأن يزوّر توقيعه على إفادة مكتوبة.
أحد أقارب السيد كرنيبو مسؤول محلي في حزب البعث. قام الرجل بدفع رشوة ليؤمن إطلاق سراحه. بفضل صلاحيات قريبه يرى السيد كرنيبو أنهم تعاملوا معه بشكل متساهل. “لقد دفع رشوة لضمان عدم تعرضي لتعذيب مفرط”، يقول السيد كرنيبو الذي فرّ إلى تركيا المجاورة حيث يعيش الآن في مخيم للاجئين في بلدة Yayladagi الحدودية.
يقطن العديد من النازحين الذين عانوا على أيدي قوات الأسد الأمنية في خيمٍ زرقاء وبيضاء أُعدت كمستشفيات. ولكن رجلاً يُعرف باسم مختار كان جزءً من الآلة التي كانت تقوم بالتعذيب. كان يعمل كحارس في فرع التحقيق بسجن إدلب المركزي حيث يقوم عناصر الأمن بتعذيب المعتقلين بشكل روتيني. لم يشارك مختار البالغ من العمر 32 عاماً بنفسه بالتعذيب، ولكنه شهد وسائل التعذيب المختلفة التي كانت تُستخدم لانتزاع معلومات واعترافات ما.
بعض السجناء كانوا يُجبرون على الوقوف بوضعية الصلب فاتحين أذرعهم وواقفين على رؤوس أصابعهم، حيث تُقيد معاصمهم وأرجلهم، ويتم أثناءها تعريضهم لصدمات كهربائية، ويكون التركيز بشكل خاص على الأصابع السفلية.
في حين يُقيد آخرون إلى طاولة، حيث يضربوهم على أخمص الأقدام المكشوفة بكابلات كهربائية. ويتعرض بعض المعتقلين الذكور إلى اعتداءات جنسية من قبل ضابط سيء السمعة بشكل خاص في الاعتداء على الموقوفين لديه.
بعد مشاهدته لتلك الممارسات خلال فترة سبعة أشهر، قام مختار بالفرار إلى تركيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال: “بالنسبة لي فإن كل السجناء مثل أهلي، ولم أكن أريد رؤيتهم يتعرضون للأذى”.
إن الاعتداءات التي كان يتعرض لها المعتقلون السياسيون نجحت غالباً في كسر إرادة المقاومة لديهم. يوسف دندش أمضى 23 يوماً في الاعتقال العام الماضي معصوب العينين، مقيد اليدين، وقد تعرض للضرب المستمر. تعرضت أخمص قدماه للضرب بكبل كهربائي قبل تعرّض أصابع رجليه للصعق بالكهرباء. قال: “بعدما فعلوه بي قمت بالاعتراف بكل شي، ورضخت لما يريدون”.
مترجم عن: Syrian security officials ‘tortured pregnant mother with electric shocks in front of infant sons’
المترجمون السوريون الأحرار
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية