أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شجرة الآس .. وأضحية العيد



  


وفي الصحيحين عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ـ وفي رواية لمسلم لا يستنزه من البول ـ وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم غرز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا.

فمن تقاليد العيد عند المسلمين زيارة القبور بعد صلاة العيد ووضع شجرة الآس عليها ،
ويعنى بشجرة الآس نبات الريحان العطر. وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب هدس.


لكن بعض العلماء ومنهم الدكتور وهبة الزحيلي رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بكلية الشريعة بجامعة دمشق يعتبرون أن زيارة القبور يوم العيد خلاف السنة‏،‏ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحاشى زيارة القبور يوم العيد‏،‏ فهو يوم فرح‏،‏ لا يوم حزن وترح.
ويقول الزحيلي : الاتجار بالآس وكل الأغصان والزهور مباح شرعاً ويسن وضع الأغصان الشجرية على القبور‏،‏ عملاً بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حيث شق غصن نخل ووضعه على قبرين‏،‏ وقال‏:‏ لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا .

لكن علماء آخرون اعتبروا أن وضع الجريد على القبر من خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالنبي لم يكن يضع الجريد على كل قبر، وإنما وضع الجريدة على هذين القبرين حيث علم أنهما يعذبان، فمن وضع الجريد على قبر أخيه المسلم الميت فقد أساء الظن فيه، وجنى عليه حيث افترض عذابه. ولا يشرع وضع الآس ونحوها من الرياحين والورود على القبور ، لأنه لم يكن من فعل السلف ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما : ( كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة ) رواه ابن بطة في الإبانة عن أصول الديانة ( 2/112 ) واللاكائي في السنة ( 1/21 ) موقوفاً بإسناد صحيح .


و شجرة الأس Ass نبات شجري دائم الخضرة يتكاثر بالعقل والبذور يعرف بأسماء أخرى مثل حمبلاس ومرسين وريحان ولكن ليس بالريحان المعروف لدينا، ويعرف علميا باسم Myrtus Communis ،الجزء المستخدم منه الأوراق والبذور والأزهار والجذور أي كامل النبات .
ويعرف أيضا بأنه شجيرات صغيرة دائمة الخضرة تنمو غالباً في الأماكن الرطبة والظليلة. وللنبات أفرع كثيرة تحمل أوراقاً متقاربة جلدية القوام ذات رائحة عطرية فواحة. تحمل الأغصان أزهارا بألوان بيضاء إلى زهرية وله ثمار لبية سوداء اللون تؤكل عند النضج وتجفف فتكون من التوابل.

أسماء الآس :
للآس عدة أسماء شعبية فيعرف بالفرعونية باسم خت آس وهذه تعني "ريحان القبور" ويعرف باليونانية باسم "أموسير" واللاتينية "مؤنس" والفارسية "مرزباج" والسريانية"هوسن"، والعبرية "اخمام" والعربية "ريحان" وفي مصر "مرسين" وفي الشام "البستاني" ،وكذلك "قف وانظر" ، والنوع البري باليونانية "مرسي أغربا" وفي اليمن "هدس" وحلموش ومرد واحمام.


الآس عند القدماء :

لقد عرف الفراعنة الآس حيث يعتبر من النباتات المصرية القديمة التي رسمت فروعه على جدران المقابر الفرعونية في أيدي الراقصات، كما عثر العلماء على فروع النبات في بعض المقابر الفرعونية بالفيوم وهواره ، وقد عرف الرومان والإغريق الآس وكان الإغريق يرمزون به إلى الأمجاد والانتصارات. وحظي بالتعظيم. وكان يستعمل في الحفلات والمجامع الدينية ولا زال المسلمون يستعملون أغصان الآس في بعض البلدان لتزيين قبور الموتى وبالأخص في الأعياد والمواسم ويضعون أوراقه اليابسة مع الكافور في القبر.

وقد جاء نبات الآس ضمن العديد من الوصفات العلاجية في البرديات الفرعونية لعلاج الصرع والتهاب المثانة وتنظيم البول وإزالة آلام أسفل البطن على شكل جرعات عن طريق الفم.

وكذلك كدهان لعلاج آلام أسفل الظهر وضد حمرة البطن والصداع والسعال ولزيادة نمو الشعر والتهابات الرحم ، واستخدام الزيت المستخرج من النبات في عمليات التدليك لحالات الشلل.

وقال أبو بكر الرازي عن الآس لإزالة الأورام الحارة كدهن الأماكن المصابة بالاحمرار بزيت الآس ثم يوضع فوقها قطعة من الصوف وتربط.


وقال ابن سينا :اس‏:‏ الماهية‏:‏ الاس معروف وفيه مرارة مع عفوصة وحلاوة وبرودة لعفوصته وبنكه اقوي ويفرض بنكه بشراب عفص وفيه جوهر ارضيّ وجوهر لطيف يسير وبنكه هو شيء على ساقه في الاختيار‏:‏ أفواه الذي يضرب الى السواد لا سيما الخسرواني المستدير الورق لا سيما الجبلي من جميعه‏.‏

أما ابن البيطار فقال: "حب الآس حار مجفف تجفيفاً قوياً ولحاء أصوله أقل حده وحرافه وأشد مرارة وفيه قبض وهو يفتت الحصى وينفع من أمراض الكبد ويسكن المغص وإذا طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان.


وقال داود الأنطاكي "الآس ينفع من الصداع والنزلات مطلقاً.. ويحبس الإسهال والدم كيفما استعمل ويحلل الأورام والعرق ويفتت الحصى شراباً ويضعف البواسير ويزيل الهواء بخوراً".


أضحية العيد


ومن شعائر يوم العيد ذبح الأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل لقوله سبحانه: فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ [الكوثر:2]،. ويقول سبحانه: وَٱلْبُدْنَ جَعَلْنَـٰهَا لَكُمْ مّن شَعَـٰئِرِ ٱللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذٰلِكَ سَخَّرْنَـٰهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الحج:36] وجعلها من شعائره.

ثم بين سبحانه الحكمة من ذبح الأضاحي والهدايا بقوله لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ [الحج:37: " فإن الخالق الله تعالى الرازق لا يناله شيء من لحومها ولا دمائها، لأنه تعالى هو الغني عما سواه،

ولذا كان على المسلم أن يستشعر في ذبح الأضاحي التقرب والإخلاص لله تعالى بعيداً عن الرياء والسمعة والمباهاة، وامتثالاً لقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ [الأنعام:163

وروى أبو داود والترمذي رحمهما الله وغيرهما مرفوعاً: "خير الأضحية الكبش". زاد ابن ماجة رحمه الله: "الأقرن". والله تعالى أعلم.

وقد أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضحي عن أنفسنا وعيالنا وأولادنا كل سنة، ولا نترك التضحية إلا لعذر شرعي. والحكمة في ذلك إماطة الأذى عمن ذبحت على اسمه ومغفرة ذنوبه، فعُلِم أن من شرط دفع الأضحيةِ البلاءَ عن أهل المنزل أن تكون من وجه حلال. فليحذر الشيخ أو العالم من التضحية بما يرسله مشايخ العرب أو الكشاف من نهب غنم البلاد وبقرها، فإن ذلك يزيد في البلاء على أهل المنزل.

الأضحية لا تجب إلا على القادر المستطيع وعنده فضل مال زائد عن نفقته ونفقة من يعول لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا ) رواه الحاكم ، فالوجوب هنا معلق بالاستطاعة .

يذكر أن المسلمين يحتفلون بعيد الأضحى المبارك الذي يصادف العاشر من ذي الحجة في كل عام ، وأيام عيد الأضحى عند المسلمين هي أيام عبادة وشكر، حيث يصلي المسلمون صلاة العيد بعد شروق الشمس بحوالي ربع ساعة ، ويجتمعون لها مثل صلاة الجمعة ،وقد شرع فيها التكبير.سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس في الثانية.

ويستحب في عيد الأضحى أن لا يأكل المسلم إلا بعد صلاة العيد ويستحب للمصلي يوم العيد أن يأتي من طريق و يعود من طريق آخر اقتداءاً بالنبي فعن جابر قال: (كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق) البخاري.

ويتجمل المسلمون في العيد بلبس أحسن الثياب والتطيب في غير إسراف ، ويحرصون على صلة الأرحام والتقارب وزيارة الأقارب والتواصل الاجتماعي خاصة في العيد حتى لا يشعر المحروم انه قد سلب حقه في الفرحة بالعيد. وفي سوريا يظهر ذلك جليا وواضحا في حرص الأغنياء على العناية بالفقير ، فلا بد من ترك التباغض والتحاسد، والعطف على المساكين والأيتام، وإدخال السرورعلى الأطفال ، ومواساة الفقراء وتفقد المحتاجين من الأقارب والجيران.








عمر عبد اللطيف - زمان الوصل
(408)    هل أعجبتك المقالة (421)

sofi

2008-12-01

سارق كبش العيد.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي