في حادثة باتت شبه يومية من اعتداءات الشبيحة أو اللجان الشعبية كما يحلو للنظام الأسدي تسميتهم تم قتل أحد الصحفيات في حي الشيخ مقصود ذو الأكثرية الكردية في مدينة حلب، بحسب الهيئة العامة للثورة، حيث كانت تقوم بتصوير تقرير لإحدى المحطات وبعد فشل أهالي الحي من إسعافها كانت ردة فعل الأهالي بأن ينتفضوا على الشبيحة في الحي وطردهم وإحراق محلاتهم وإقامة الحواجز لمنع دخول التعزيزات الأمنية إلى الحي ومالبث أن انتقل التوتر إلى حي الأشرفية المجاور ترافق بإطلاق شعارات ضد النهج الأمني والقمعي المتخذ في حلب وهتافات أخرى احتجاجاً عن القمع الحاصل في المحافظات الأخرى، وفق ما قاله عامر الشامي أحد متحدثي "الهيئة العامة للثورة السورية"، والذي قدر عداد الأكراد في حلب في الحيين المذكورين المليون شخص قادمين من الأرياف المحيطة ومحافظات أخرى مما أعطى لهذه الأحياء طابعاً خاصاً بأغلبية كردية .
من جهته تحدث مصدر مستقل أن من سيطر على الحيين حزب الـB KK، الكردي، وأن الصحفية ربما لم تفارق الحياة إذ نقلت إلى العناية المركزة، وهي من أحد كوارد الحزب.
وبحسب الهيئة تعتبر هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها حيث أن مدينة حلب تشهد في الفترة الأخيرة صراعاً على السلطة مابين الشبيحة ورجال الأمن وبدأت القصة في بداية الاحداث مع ولادة الثورة السورية حيث استدعى الرئيس بشار الأسد بما سمّي حينها بوجهاء مدينة حلب والذي كان أغلبهم من الشخصيات المعروفة لدى سكان مدينة حلب بسوء سيرتها وعدم شرعية اكتسابها للمال وتعاملها بتجارة المخدرات والأسلحة وبحسب التسريبات حينها تمّ الاتفاق على قمع أي مظهر للتظاهر في مدينة حلب ووأده، قدّم فيها النظام الأسدي كل التسهيلات لهم تحت مسمى اللجان الشعبية وتم تسليم كل حي إلى إحدى هذه اللجان التي هي عبارة عن عصابات متخصصة بالأعمال الغير شرعية وافترش أفرادها الطرقات كباعة جوالين ومخبرين وتم تزويدهم ببطاقات أمنية لمنع مساءلتهم في حال تعرضهم للمتظاهرين
أحكم الشبيحة سيطرتهم على شوارع مدينة حلب وكان تنظيمهم عالي جداً وتقاسمهم للأحياء واضحاً حيث لا يمكن لشبيح من عصابة حي ما أن يتواجد في حي آخر إلا في حالة طلب الدعم وتم تسهيل خدمة الرسائل الصوتية للشبيحة ليتم إبلاغهم جميعاً بمكان المظاهرة ليشاهد سكان المدينة سيارات الشبيحة تتسارع وتصل دائماً قبل رجال الأمن لتقوم بقمع تلك المظاهرات حتى وصول سيارات الأمن التي تتسلم المعتقلين بدون بذل أي مجهود يذكر.
أعقب ذلك تصاعداً ثورياً في مدينة حلب وزيادة عدد المظاهرات وأعداد المتظاهرين مما أدى إلى إصدار عفواً رئاسياً خرج بموجبه عدد كبير من أفراد تلك العصابات التي جاءت كتعزيزات لهم في الاحياء.
ومع مرور الوقت ومع كل تلك الصلاحيات الممنوحة لهذه العصابات بدأت ظاهرة جديدة من شبيحة الأحياء حيث تميّز شبيحة كل من حي صلاح الدين وحي الأعظمية على سبيل المثال باستيلائهم على الأسطح والاراضي الخالية وبناء بيوت مخالفة فيها مع تهديد أصحاب العقار بتوجيه تهمة التظاهر أو بأنهم معارضين للنظام الأسدي ووصل بهم الحال في أحد المواقع إلى بناء ثلاثة طوابق في حي الأعظمية حصل فيها سكان الحي على قرار بالهدم بعد شكوى تقدموا بها للجهات المختصة ومع قدوم موظفي البلدية مع قرار الهدم المعززة بأفراد الشرطة تعرّض شبيحة الحي بإطلاق النار على أفراد الشرطة وطردهم من الحي بعدها هتفوا لبشار الأسد ونظامه.
كانت تلك بداية مرحلة جديدة للصراع على السلطة بين قوات الأمن والشبيحة في مدينة حلب التي وقف قوات الأمن عاجزاً أمام انتهاكات وتمادي الشبيحة وتعرضهم لأهالي الأحياء وفرض الأموال على أصحاب المحلات في أحياء أخرى لتصبح مدينة حلب مدينة للعصابات يفعلون فيها ما يحلو لهم وسط تذمر واضح من أهالي المدينة التي تعتبر من أقدم المدن المأهولة بالسكان لتكون هذه الحالة أسوأ مرحلة تمر على تاريخ هذه المدينة، وأيضاً وفق الهيئة العامة للثورة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية