أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقنيات تشويش الهوية تزيد المخاوف على مستقبل الإنترنت...95% من رسائل البريد الإلكتروني خلال العام الجاري كانت «سبام»

في ضوء انتشار الوسائل الدعائية على الإنترنت، كان من الطبيعي أن تشهد عمليات إرسال الرسائل الدعائية «السبام» انتشاراً واسعاً في عمليات إرسال البريد الالكتروني.

إلا أن هذه الظاهرة ما لبثت أن شهدت ارتفاعاً مطرداً بات غير محتمل. ففي عام 2000، كانت نسبة الرسائل الالكترونية الدعائية تشكل 5% من رسائل البريد الإلكتروني التي يرسلها المستخدمون، إلا أن هذه النسبة لم تكن سوى بوابة دخل منها هذا النوع من الرسائل إلى الجوانب السلبية التي يعاني منها أغلبية مستخدمي الشبكة العنكبوتية الذين يمتلكون حساباً لبريدٍ الكتروني.
وكانت معدلات هذه الظاهرة السلبية وصلت إلى أرقام فاقت التوقعات في عام 2004، حيث شكلت الرسائل الدعائية نسبة 70% من كافة رسائل البريد الالكتروني المرسلة على المستوى العالمي، الأمر الذي تطور بشكلٍ غير مسبوق في العام الماضي مع ارتفاع هذه المعدلات إلى نسبةٍ تتراوح بين 85-90% من كافة رسائل البريد الالكتروني، طبقاً لما ذكرته التقارير والدراسات الأميركية والعالمية لهذه المشكلة. ومع ارتفاع مستويات تقنيات تشويش الهوية على الشبكة العنكبوتية، بات من الواضح أن هذه القضية لم تعد ممكنة الحل على المستوى الفردي، بل إنها باتت بحاجة إلى حلٍ جماعي يعتمد على تآزر الجهود وتوجيهها نحو التعامل مع هذه التقنيات، بالطريقة التي تسمح بتطوير تقنيات تحديد الرسائل الدعائية الإلكترونية وكيفية التعامل معها.
ومما لا بد من أخذه بعين الاعتبار أن الجهود التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية بهدف التعامل مع هذه القضية، ومن ضمنها قانون محاربة الرسائل الدعائية الصادر مؤخراً، لم تسفر عن أي شيءٍ يذكر لإيقاف هجوم الجهات الراعية للرسائل الدعائية، الأمر الذي يؤكد ضرورة إيجاد حل على المستوى العالمي لهذه الظاهرة السلبية وآثارها على مستخدمي البريد الالكتروني.

تقرير شبكات باراكودا السنوي
أصدرت شركة شبكات باراكودا الأسبوع الماضي تقريرها السنوي حول الرسائل الدعائية ومعدلاتها، ليؤكد مدى استياء المستخدمين من هذه الظاهرة الخطرة. وذكر التقرير، الذي شمل عروض 261 عرضاً محترفاً من الشركات، أن المستخدمين باتوا يفضلون التسويق عبر الوسائل المرئية على الرسائل الدعائية التي يتم العمل على إرسالها من خلال الشبكة العنكبوتية.
وكانت دراسة شبكات باراكودا، التي اعتمدت على تحليل أكثر من بليون رسالة بريد الكتروني مرسلة إلى أكثر من 50 ألف مستهلك على المستوى العالمي، توصلت إلى أن 90% إلى 95% من كافة الرسائل الالكترونية المرسلة خلال العام الجاري كانت رسائل دعائية «سبام»، مقارنةً مع نسبة تراوحت بين 85% إلى 90% من كافة الرسائل في العام الماضي.
وأظهر استطلاع شبكات باراكودا أيضاً أن 50% من المستخدمين استقبلوا خمس رسائل إلكترونية دعائية أو أقل في صندوق بريدهم الالكتروني يومياً.
نحو 65% من المستخدمين استقبلوا بشكلٍ عام أقل من 10 رسائل دعائية يومياً، على حين أن 13% من المستخدمين غمروا بخمسين رسالة دعائية أو أكثر يومياً. وأكد التقرير أن التعامل مع الرسائل الدعائية بات أكثر تعقيداً، الأمر الذي جاء نتيجةً لاعتماد الجهات المرسلة للرسائل الدعائية الالكترونية، خلال العام الجاري على أحدث تقنيات تشويش الهوية.
ومن الملاحظ أن مرسلي الرسائل الدعائية طوروا من أساليبهم في التعامل مع المستخدمين، الأمر الذي يظهر بوضوح من خلال زيادة الاعتماد على الملحقات، ومن ضمنها ملفات الـ«بي دي اف» وغيرها من الصيغ خلال العام الجاري. كما أوضح التقرير أن 57% من وجهات نظر المستجيبين للرسائل الدعائية تعتبر أن هذا النوع من الرسائل أسوأ صيغة من الوسائل الدعائية، الأمر الذي يمثل قرابة ضعف النسبة «31%» من الذين استشهدوا ببريد الدعايات، على حين أن 12% فقط من المستخدمين اختاروا التسويق بالوسائل المرئية.

رأي المراقبين
يؤكد العديد من المراقبين، ومن ضمنهم دانا بلانكنهورن، أن الرسائل الإلكترونية الدعائية لا تعد مشكلة شخصية، إذ إنها مشكلة جماعية، الأمر الذي يجعل من الرد الجماعي على مثل هذه الظاهرة السلبية الطريقة الأفضل لحلها والتعامل معها.
ومن الحلول التي يعول عليها المراقبون في حل هذه المشكلة تأتي بعض المشاريع المصدرية المفتوحة الجيدة التي تعمل على تطوير قدرة مجتمع المعلومات على تمييز الرسائل الدعائية الإلكترونية وكيفية منع وصولها.
ويرى قسمٌ آخر من المراقبين أن الاعتماد على شبكات الربط الاجتماعي من شأنه لعب دور رئيسي في مكافحة هذه الظاهرة السلبية، الأمر الذي من شأنه بناء شبكات موثوقة على الشبكة العنكبوتية اعتماداً على كتابة عناوين بريد المستخدم الإلكتروني. وأوضح المراقبون أن شبكات الربط الاجتماعي تمتلك القدرة على تشكيل «قائمة بيضاء هائلة» من مرسلي البريد الالكتروني المجازين وذلك من خلال ربط الأصدقاء بعضهم ببعض، إضافةً إلى التواصل الذي يحدث من خلال التواصل مع معارف الأصدقاء، علماً أن مثل هذا النوع من الشبكات قادر على تنفيذ هذه التجربة من خلال حجب الرسائل الإلكترونية التي لا ترد من المستخدمين المضافين إلى هذه القائمة.
وعلى خلفية الإقرار بأن عمليات فلترة الرسائل الالكترونية لن تقدم حلاً جذرياً لهذه المشكلة، فإن الخبراء يرون أن تسخير الذكاء الجمعي للتعامل مع هذه الظاهرة أفضل بكثير من المقاربة الفردية، وخاصةً أن مرسلي الرسائل الدعائية الالكترونية باتوا يركزون جهودهم وطاقاتهم على التوصل إلى وسائل وتقنيات جديدة تستطيع الالتفاف على الجهود الرامية لتعريف هذا النوع من الرسائل وحذفها بشكلٍ تلقائي من بريد المستخدم.

صحف
(152)    هل أعجبتك المقالة (159)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي