تراهم يوم الجمعة وفي مساءات الخالدية وبابا عمر ووادي العرب ومناطق حمص الساخنة كلها تقريبا ملتحين وملثمين بلباس مدني وبزات عسكرية، الجيش السوري الحر، يسيطر على مناطق كاملة تسمى بـ"مناطق محررة" أو "خارج سيطرة النظام".
يحمون التظاهرات ويتصدون لكتائب الشبيحة التي يرسلها الأمن السوري لإقامة الحواجز وترويع السكان، قبل انشقاقهم والتفاف المتعاطفين حول السلاح كانت حمص تتعرض يوميا لتمشيط كامل بمعظم احياءها ... تفرق مظاهراتها ويعتقل شبابها .
تراهم حول التظاهرات ومناطق التماس مع الاحياء الموالية لايكلمون أحداً ولايلتفتون لأي مما يحصل في الأحياء من نزاعات ربما كانت قبل الثورة من يوميات أهالي تلك المناطق، لايطلبون طعاما ولا كأس ماء، ظلالاُ تحمل السلاح أقسمت ان لا تموت بلا ثمن.
تراهم في المساجد وحولها وخصوصا أيام الجمع ... الكل ينتظر عند حديقة العلو "عبد الباسط" فلعبد الباسط الحصة الأكبر يوم الجمعة من الاهتمام، يحملون على الأكتاف وتصفق لهم قلوب المتظاهرين، عبد الباسط دائما يبدأ بهم الاهزوجة وينتهي بـ"لجيش الحر الله يحميه".
اهزوجة وعقيدة صاغها الساروت من أفعالهم على الأرض.
عندما تتغلغل داخل صفوفهم وتأكل معهم وتتدفأ على "تنكة الحطب" وربما إن كنت محظوظا تأخذ "نوبة حرس" من أحدهم لينام قليلا ملتحفا بطانية أو "فلت"عسكري انشق معه.
نقلوا معهم ما اعتادوا أن يمارسوه صباحا في حياتهم العسكرية من تدريبات خفيفة ربما هي الوحيدة التي رافقتهم طوال خدمتهم في جيش الأسد الذي تركوه مختارين.
هم ومن تعاطف وحمل السلاح معهم من ضباط وجند انهوا خدمتهم في الجيش على متاريس الرمل ومداخل الحارات، اخبرونا ان نبتعد خشية القناص المتمركز على سطح البريد في منطقة البياضة، قناص استطاع وعلى مدى شهرين قتل أكثر من 30 مدنيا من سكان المنطقة.
لم يستطع الجيش الحر إنزال القناص لعدة أسباب أهمها كثافة بيوت المدنيين حوله وقربه من أكبر تجمعات للجيش النظامي وشبيحة الاسد.
لم نستطع التوقف عن الأسئلة والتي لم ننشر أي منها أو من اجاباتها هنا لضرورات اقتضتها مصلحة وأمان "حماة الديار الجدد " ..... الجيش السوري الحر.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية