أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نساء حمص لسن كباقي النساء.. يفجعن بأولادهن ويتظاهرن بعد ساعة

باتت نساء حمص ثكالى ومفجوعات في قلب العاصفة، يستشهد الشاب على مسافة دمعة من أمه، وتتظاهر هي على مسافة ساعة من استشهاده.
 
لم ألتق بالخالة "أم نضال" من قبل، ولكنني عندما رأيتها لأول مرة شعرت أنها أمي التي من "باب السباع" في حمص، جرحني أن تناديني "آنسة" بدلاً من ابنتي في البداية، وبعد أن ترجيتها بدمعة وقفت في عيني أن تعتبرني ابنتها قالت: "كلكن متل ولادي.. ولادي استشهدوا وانتو كلكن ولادي".
 
لم أجرؤ أن أنظر في عيني أم نضال عندما دعتني إلى بيت أختها في باب السباع، وكم شعرت بالخجل وكدت أن أطلب منها العفو لأن الخوف تملكني تلك اللحظة.. وانطلقنا في نفس الساعة إلى باب السباع.
لا عزاء في حمص
 بمجرد دخولي إلى منزل أخت أم نضال شعرت بالحقد على الرصاص الذي استثناني وأبقاني على قيد الحياة وليس ضمن قائمة الشهداء.
 
لا عزاء بشهيد في حمص، وإنما تنطلق زغاريد من البيوت كلما سقط شهيد جديد
 وفي الجلسة شبه النسائية التي وجدت نفسي فيها قد تعرفت على أمهات حمص، أمهات تقمن بدورهن في الثورة، فترسلن أبناءهن وبناتهن للتظاهر عن طيب خاطر "بناتنا وولادنا مو أغلى من الشباب اللي راحوا" تقول إحداهن.
حرائر حمص
 يمكنك أن تستخف بأي شي وكل شيء إلا نساء حمص وفتياتها أو الحرائر كما يسميهن الثوار والمتظاهرين، لم تكن يوماً إلا (ع الأول) مع أزواجهن وإخوتهن وأولادهن، و(ع الأول) بالتعبير الحمصي تعني أن الشخص مع الثورة قلباً وقالباً.
 
حرائر حمص لا يجلسن في بيوتهن عندما تبدأ المظاهرة، لهن هتافاتهن، وتشابك أيديهن يعطيك شعوراً بالأمان، وإن كان الشباب والرجال يقفون بطريقة دائرية حول النساء خلال المظاهرة في محاولة لحمايتهن فإن النساء أنفسهن يحمين أي فتاة جديدة من خارج حمص انضمت إليهن لتضم صوتها إلى صوتهن، وهو ما حدث عندما وقفت بينهن.


 
وعندما لم أنتبه في البداية فإن واحدة منهن عندما شاهدتني أتلفت يمنة ويسرة أبحث بعيني عن الشاب الذي أوصلني إلى هناك سارعت إلى سؤالي إن كان هناك ما يزعجني، سؤالها أربكني "كيف أخاف على نفسي وأنا بين تلك النساء اللواتي وضعن في قلوبهن صور الشهداء فبات ذلك القلب أشجع وأكثر جرأة من كل رصاص النظام وبطشه".
 
نساء حمص لا تكتفين بالتظاهر، ولا تكتفين بدفع الشهداء من أولادهن وإخوتهن وأزواجهن، ولا تكتفين بإطلاق أصوات الزغاريد عند سماع خبر استشهاد أحد الشباب، وإنما تضطلعن أيضاً بمسؤولية الحفاظ "قدر الإمكان" على أمن وأمان الجيش الحر، فتوصلن الأخبار الضرورية من منطقة إلى أخرى، حيث لاتزال في بعض الأحيان حركة النساء نهاراً أسهل قليلاً لجهة التفتيش والوقوف على حواجز الأمن والجيش.
قف.. أنت في حموصة
 في حمص تشعر أنك عارٍ، تفقد إحساسك بكل ما هو خارج حمص، بكيت هناك وخفت أن لا أنتمي لشيء بعد تلك الزيارة إلا انتمائي (لحمص العدية)، خفت أن أفجع بإحدى الحرائر اللواتي جلست معهن، حرائر حمص تُعتقلن، تزغردن، وتُفجعن بالموت، وتبقين واقفات..
 
فلتنفجر خارطة العالم، ولتنسف تلك التضاريس التي فصلت معاناة حمص وأهلها، وفجرت رجولة لا كان قبلها ولا بعدها.

 

العربية. نت
(116)    هل أعجبتك المقالة (108)

جارة العاصي

2012-01-26

الي الذى يسمي نفسه اسد يسوي اسد على ها الشعب الفقير الميت ابن الحرا لماذااذالشعب اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر حسبنا الله ونعما الوكيل.


2012-01-26

نساء حمص لسن كباقي النساء.. يفجعن بأولادهن ويتظاهرن بعد ساعة.


أبو محمد الحمصي.

2012-02-01

تحية تقدير وإجلال لحرائر حمص جميعا... مشتهي بوس الأرض تحت إجريكن.. الله يحميكم وينصركم ويفرج عنكم عاجلا غير آجل..


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي