بيان من "لجان التنسيق المحلية" حول تصريحات الدابي

وصل إلى "زمان الوصل" بيان صحفي من "لجان التنسيق المحلية" حول تصريحات رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي في مؤتمره الصحفي.

لم نفُاجأ في لجان التنسيق المحلية من فحوى كلام ولغة السيد محمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية، في مؤتمره الصحفي الذي لخص اليوم فيه تقرير البعثة. فقد توقعنا أن تخرج البعثة بتقرير "متوازن" يساوي بين الضحية والجلاد ويطمس معالم المآثر التي يسطرها يومياً ملايين السوريين في صعودهم إلى الحرية والكرامة والديمقراطية والحكم الرشيد. 

ليس ذلك لأن معظم أفراد البعثة يفتقدون الحد الأدنى من المهنية وتعوزهم الأدوات والوسائل المساعدة لهم في مهمتهم، وليس لأن الكثير منهم جاء بموقف مسبق معادٍ للثورة السورية أملته مصالح الأنظمة التي رشحتهم، وليس لأن البرتوكول الناظم لعملهم يفتقر آليات تنفيذ المبادرة العربية الأولى وحسب، بل لأن مؤسسة الجامعة العربية برمتها تخضع، فيما يتعلق بالوضع في سورية، لتجاذبات بين مصالح الأنظمة العربية والإقليمية، ولأن النظام العربي بأسره غير مؤهل للتعامل مع ما تفرزه انتفاضات الربيع العربي من تغيير جذري شامل في بنى المجتمعات والدول التي تشهد ثورات شعبية لا سابق لها في تاريخ المنطقة.

إن الشعب السوري جزء من الأسرة البشرية، له ما لها من حقوق في الحياة والحرية والكرامة والعيش الكريم وعليه ما عليها من حفاظ على السلم والاستقرار والتعاون بين شعوبها؛ لذا فإننا، في لجان التنسيق المحلية، نطالب المجتمع الدولي، مُمثلا بالهيئة العامة للأمم المتحدة، تولي مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب السوري، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، والعمل بكل الوسائل المشروعة على حماية أرواح السوريين وضمان حقهم في اختيار نظام الحكم والدستور وشكل الدولة الذي يرتأنونه لأنفسهم وفق السبل والوسائل الديمقراطية المتعارف عليها في العالم كله.