أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشاهير في خدمة منتجات تجارية: الخاسر الوحيد هو المستهلك

يعرّف الإعلان أنه نشاط إعلامي لا يمكن للأنشطة الاقتصادية أن تستغني عنها. ويهدف إلى التعريف بالمنتج، وحثّ المتلقي على تجربته والعمل على استمرارية الاستهلاك وبالتالي زيادة المبيع والربح.

ويبذل أصحاب النشاط الاقتصادي قصارى جهدهم للترغيب بمنتجاتهم عبر الدعاية لها، حتى أنهم استفادوا من جماهيرية بعض المشاهير، واستخدموهم كأداة وظيفية للترويج للمنتجات المقدّمة، أياً كان نوعها.

مما جعل من فنانينا ومشاهيرنا مادة استهلاكية نراها يومياً في الطرقات وعلى صفحات المجلات وعلى شاشة التلفزيون أيضاً.

واستخدام النجمات العالميات والعربيات، في الإعلان عن مستحضرات تجميل الوجه أو الشعر. هو الأكثر شيوعاً حتى الآن.

لكن مع هذا فللمشاهير من الرجال حصتهم في الإعلانات، فكم من رياضي أو مغني أو ممثل، قد ظهر على شاشتنا الصغيرة حاملاً بيده علبة كولا أو عبوة شامبو أو زجاجة عطر.

وأحياناً يسوء الوضع أكثر، حتى نرى إحدى هؤلاء النجوم أو النجمات، في الحمامات يجرّب على الشاشة محلول تنظيف للمغاسل والمراحيض، ويحرق كل تعابير وجهه وجسده للإقناع بنجاح التجربة.

وسياسة الترويج للمنتج عبر المشاهير، هي سياسة اكتشفتها ومارستها الشركات المصدرة له منذ سنوات، مراهنةً على تقبل الناس لهذا النجم مهما فعل الذين سيمضون في تقليده بكل المنتجات التي يستخدمها. معتمدةً أيضاً على ثقة الجماهير بكلامه.

فالناس ترى في الممثل شخصية محببة ولطيفة، وبالنسبة إليهم هو المشهور الذي لا تنتمي حياته إلى حياتهم العادية واليومية، راسمين حوله هالة شبه مقدسة تجعل منه شخصاً مميزاً.

المصيبة أن هذا الفنان المشهور لا يختلف كثيراً عن بقية الناس إلا من حيث الشهرة. فعندما تراه يمثّل في إحدى الإعلانات الدعائيّة، فإنه يقبض أجره عليها كأيّ عملٍ آخر، وليس من الضروري أن يكون قد استخدم هذا المنتج بالفعل ووجد فيه تلك العناية الفائقة التي روّج لها.

وكل ما يحدث أنك قد تضيّع وقتك ومالك في شراء المنتج الذي رأيته بيد هذا النجم أو ذاك في الإعلان، فالخاسر الوحيد في هذه المعادلة هو المستهلك، كون النجم قبض ثمن إعلانه، والشركة المنتجة ستعوّض ما دفعته من أموال المستهلكين عبر تهافتهم على شراء المنتج.

وفي القانون لا يوجد من يحاسب هذا النوع من الاستغلال المباشر والمنتشر بشكلٍ كبير، فبغض النظر عن أن القانون لا يحمي المغفلين، لا تعتبر الدعاية الإعلانية جرماً مهما كانت عواقبها.

من جهةٍ أخرى يعتبر الإعلان فناً حقيقياً يحمل أحياناً، أفكاراً رائعة ترتقي بفكر المتلقي وبالمنتج معاً، كما أنها تسهم فعلاً في الربح الاقتصادي للشركة صاحبة المنتج وللشركة منفذة الإعلان.

وأما الاعتماد على شهرة بعض النجوم أثناء العمل الدعائي، فهو إفلاس بالفكرة قبل أن يكون أي شيءٍ آخر.

الدعاية والإعلان من أهم مقتضيات الحياة التنموية، لكنها في نفس الوقت من أخطر الأدوات الوظيفية التي تبث يومياً.

وذلك كونها تبنى على فكرة محاكاة عقل المتلقي عبر إبهار بالوسيلة المستخدمة، ويبقى الحل الوحيد في الفصل بين الجيد والعديم الفائدة هو وعي المتلقي.

رضاب فيصل
(93)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي