كشف الشيخ أنس سويد، أبرز شيوخ باب السباع بمدينة حمص، أن الرئيس السوري بشار الأسد "عاجز ولا يملك من أمره شيئا" ولم يتمكن من اتخاذ أي قرارات في سبيل إيجاد حل للأزمة التي تعيشها المدينة".
وقال سويد في مقابلة مع قناة "الجزيرة" إن حمص تعيش وضعا يفوق الكارثة الإنسانية، وأن 70 في المائة من سكانها باتوا مهجرين إما داخلها أو خارجها بسبب العنف الذي يمارسه النظام، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتحدث سويد عن بداية الأزمة إذ كان أهالي حمص يعانون من ضغوط كبيرة عليهم من محافظ حمص إياد غزال، وهو أحد أقارب بشار الأسد، حيث مارس كل أنواع الضغط والعنف على أهالي حمص، فمنع عنهم الكهرباء والماء .
وأوضح سويد أن "حلم حمص" هو مشروع لترحيل كل أهل السنة من السوق التجاري والمجيء بإخواننا العلويين لاستلام مراكز المدينة الأساسية، حتى أن تجار حمص كتبوا ردا على حلم حمص "نعم لبشار الأسد ولا لحلم حمص"، لأن المشروع الذي أتى به المحافظ هدم الكثير من الأبنية وضيق على الناس بشكل لا يوصف.
وتحدث الشيخ عن وجود طائفية في مدينة حمص قائلا: "هناك طائفية بامتياز من قبل النظام الذي يمارسها على أهل السنة في حمص بشكل لا يمكن تخيله، تصور أن كل أحياء السنة في حمص تقطع فيها الكهرباء مدة ثماني ساعات في اليوم، وكل أحياء السنة إذا خرجوا مظاهرات يمنع عنهم الخبز لأيام، لتبدأ الأحياء الأخرى بتهريب الخبز لهم من الأحياء الأخرى، الكهرباء تقطع بالأيام عن أهالي حمص إضافة للاتصالات".
وألقى سويد باللوم في الانقسام الطائفي على النظام السوري، الذي "دمر علاقتنا بالعلويين عندما قام بتسليح أحيائهم، حتى أنه عندما يعتقل النظام ثائرا من العلويين يعذبه أضعاف تعذيب الآخرين ليبعده عن الثورة".
وكشف سويد عن ثلاثة لقاءات جمعته بالرئيس بشار الأسد خلال الثورة، اللقاء الأول في ابريل/نيسان، "مع مجموعة من عشرين عالما حمصياً وتكلمنا معه لأربع ساعات ونصف الساعة، واللافت أنه كان يظهر الاستغراب في كل شيء. حدثناه عن ممارسات الأمن والشبيحة، والحاضرون ذكروا له كل شيء بالتفصيل وكان يسجل الملاحظات بنفسه".
وأشار سويد إلى أن اللقاء لم يتمخض عن نتائج تذكر، وقال إن الأسد "طلب منا أن نساهم معه في تهدئة المظاهرات حتى تترتب الأمور"، غير أن هذا الطلب لم يكن قابلا للتنفيذ، لأن "كل شيخ كان يحاول تهدئة المظاهرات كان الناس يضربونه على المنبر ويمنعونه من إمامتهم في الصلاة".
وقال سويد لـ"الجزيرة" إنه تعرض للاعتقال من قبل الأمن العسكري، بسبب عدم تلبيته لدعوة جديدة للقاء الأسد، وأفرجوا عنه بعد أن أخبرهم بأنه آثر "ترك الأمر لغيري".
وتحدث الشيخ عن لقاء ثان جمعه بالأسد، حين أرسل الرئيس يطلبه لوحده، وقال سويد أن الدعوة جاءت "لأن المظاهرات في باب السباع كانت مشتعلة بشكل كبير، فسلم علي وسألني إن كنت شيخ باب السباع فأجبته بالإيجاب .. وبدأ الرئيس حديثه بالدعوة إلى تهدئة المظاهرات، وكان يقول إنه يعلم أن كل المشاكل سببها ممارسات الأمن والمخابرات والشبيحة، قائلا "إذا كان لديك ألف صورة في ذهنكم ففي ذهني عشرات آلاف الصور، فلا تحدثني عن الممارسات السلبية وأعرف أن الحل هو سحب الأمن، لكنني لا أستطيع سحب الأمن إلا بعد تهدئة الشارع".
وذكر سويد أنه أخبر الأسد "أن الناس يقولون إنهم لن يهدؤوا حتى تنسحب قوات الأمن، وما هو الضامن إذا جلسوا في بيوتهم ثم يأتي الأمن لأخذهم من هذه البيوت، هم ثائرون الآن ويتم قتلهم فماذا سيحدث إن عادوا للبيوت، فرد الرئيس: أنا لن أكرر أخطاء الثمانينات".
وأضاف للأسد: "الحل سياسي وليس بأن نخرج للناس لتهدئتهم، فجاوبني: "أنا نظرتي للمشايخ خطأ وكنت أخاف من صاحب كل لحية والمحجبات، ومرة ذهبت إلى حلب وجلست في المطعم فوجدت نساء كلهن محجبات، فقلت: شو أنا بأفغانستان، بعدها سألت الدكتور البوطي عن سر الحجاب الكثير في حلب هل هم طالبان أم القاعدة؟ فأجابه البوطي أن هؤلاء أناس متدينون على الفطرة".
واستغرب الشيخ سويد في حديثه عدم تواصل وترابط كلام الرئيس الأسد وعدم منطقيته، "تخيل رئيس دولة تحدثه عن الأمة وعن الحل السياسي فيخرج بك إلى أمثلة لا علاقة لها بالموضوع".
وقال سويد إن بشار الأسد رد على سؤال حول إمكانية "استبدال الرصاص الحي بالمطاطي"، أجاب: "المشكلة أن الاقتصاد عندنا منهار".
وعلى شكوى سويد للأسد من فروع الأمن التي حاسبته على أقواله، ضحك الأسد وقال: "المهم ما يحاسبوني أنا".
واستهجن الشيخ جواب الأسد على اقتراح سويد بمعاقبة القتلة والمذنبين من أجل حل الأزمة وتهدئة الجماهير، إذ أجابه الأسد أن "خالته عاتبته لأنه أقال زوج ابنتها من منصبه، وأن والدته اتصلت به لنفس السبب، وهو وعدهن بإعادته إلى منصبه بعد أن تهدأ الأحداث".
ويقول سويد: "أنا صدمت وقلت كيف هو السبيل للحديث مع هذا الإنسان، وهو يتحدث بجدية عن "زعل" خالته ولم يأسف للشعب الذي يموت، لذلك احترت بأي لسان سأتحدث معه".
وأضاف سويد أن "الحقيقة التي كشفها الحوار مع الرئيس أن من يدير البلد أسرة كاملة، بشار الأسد جزء منها، وما يقال عندنا في حمص إن القائد المحرك الحقيقي هو والدة بشار التي تملك خبرة مما عايشته مع حافظ الأسد".
وتحدث الشيخ سويد عن خروجه من مدينته حمص، "لأن تهديدات النظام طالتني، ووصلتني تهديدات بالقتل والخطف من قبل الأمن والشبيحة، وحاولوا الضغط علي بعد أن بثوا مقابلة مع شاب أعرفه على قناة "الدنيا"، يقول إنني من العصابات المسلحة، وحاول عقيد في القصر الجمهوري الضغط علي بهذا الاعتراف.. وطلب مني هذا العقيد إما أن أفتي بحرمة التظاهر والخروج على الحاكم وإدانة الثوار في حمص أو أن أواجه السجن، فرتبت أموري وحضرت لأحد أفرع الأمن ووجدت كاميرات قناتي "الدنيا" و"السورية" بانتظاري وتحدثت بخطاب لم يعجبهم، فطلبت إمهالي يومين لأرتب أموري من جديد، والحمد لله يسر لي الله الخروج من سوريا".
وقال سويد إن ما تعانيه حمص هو أكثر من كارثة إنسانية، "حمص تعيش أكبر من الكارثة، وأكثر من 70 بالمائة من سكانها، إما باتوا مهجرين داخلها أو خرجوا إلى مدن أخرى، وكل يوم يتأخر فيه العالم عن التدخل تزداد الكارثة والمأساة".
الشيخ سويد: الأسد خاف من زعل خالته ووعدها بإعادة زوج إبنتها إلى منصبه
الجزيرة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية