أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المزيد من الإرتباكات في إدارة بوش على خلفية تقارير مخابراتية غير صحيحة

شكك نواب جمهوريون بنتائج التقرير الذي يناقض ما تؤكده الادارة الامريكية من ان ايران تسعى لامتلاك اسلحة نووية

ضرب الارتباك إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، بعدما واجه البيت الأبيض خلال أسبوع واحد، قضيتين للاستخبارات. فبعد تشكيك تقرير للاستخبارات في التهديد النووي الإيراني، كشف النقاب عن إتلاف أشرطة فيديو تظهر الوسائل التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في عمليات استجواب المشتبه بضلوعهم في الإرهاب، الأمر الذي دفع الإدارة وحلفاءها في بريطانيا و”اسرائيل” للتمسك بالقول إن إيران ما زالت تمثل خطراً، وأعرب الكونجرس عن غضبه في القضية الثانية، وحاولت وزارة العدل امتصاص هذا السخط بالاعلان عن فتح تحقيق. واعترفت وكالة الاستخبارات المركزية بأنها أتلفت في العام 2005 تسجيلات حساسة خلال جلسات تعذيب لانتزاع معلومات من متهمين بالإرهاب. وجرت عملية الإتلاف خلافاً للآراء القانونية لمسؤولين كبار في البيت الأبيض والكونجرس شاورتهم ال”سي آي ايه” في ،2003 وقالوا إن ذلك يمكن ان يطرح مشاكل قانونية في وقت لاحق. وطالب مشرعون ديمقراطيون ومجموعات للدفاع عن الحقوق المدنية باجراء تحقيق في وزارة العدل، التي اعلنت بدورها فتح تحقيق اولي، يهدف الى “تحديد ما اذا كانت هناك عناصر كافية لتبرير تحقيق كامل”.

وبدأت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ برئاسة الديمقراطي جون روكفلر النظر في القضية. وقال السيناتور “سندرس القضية من اساسها”.

وبررت ال”سي آي ايه” تدمير هذه التسجيلات لأنها يمكن أن تضر أمن رجالها الذين كانوا يجرون عمليات الاستجواب. واكد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ كارل ليفين انه “عذر مضحك”، موضحا انه “بهذا المنطق علينا احراق كل ارشيف السي آي ايه الذي يكشف اي عميل”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت ال”سي آي ايه” خالفت القانون بإتلافها الأشرطة الذي يمكن أن يعتبر إتلافا لأدلة وعرقلة لعمل القضاء، قال البيت الأبيض انه يقوم “بجمع المعلومات عن الوقائع”.

أما بشأن إيران التي أكد تقرير لوكالات الاستخبارات الأمريكية أنها اوقفت برنامجها النووي العسكري منذ خمس سنوات، فلم يغير البيت الابيض موقفه. وقال بوش غداة نشر التقرير “قلت ان ايران خطيرة. تقييم الاستخبارات الوطنية لا يغير شيئا برأيي في الخطر الذي تشكله ايران على العالم”. واكد ان “افضل دبلوماسية والدبلوماسية الفعالة هي الدبلوماسية التي تبقى فيها كل الخيارات مطروحة”، بما فيها الخيار العسكري.

ورد مسؤول كبير في الاستخبارات على الانتقادات الموجهة الى التقرير، مؤكدا انه جاء نتيجة “تحليلات جرت على أسس متينة”.

وقال دونالد كير مساعد مدير الاستخبارات الوطنية، في بيان مقتضب اصدره امس، ان “مهمة الاستخبارات هي تقديم التحليلات الموضوعية والحقيقية”. واضاف “نثق في كفاءاتنا التحليلية والتحليلات التي تعرضها”.

وقال كير إنه أصدر هذا البيان “رداً على الذين يشككون في العمل التحليلي وفي نزاهة وكالات استخبارات الولايات المتحدة”. واضاف ان التقرير حول ايران “يحوي أحكاماً منسقة لمجموعة وكالات الاستخبارات تتعلق باحتمالات سير الأمور في المستقبل وأثر ذلك في السياسة الامريكية”. ويأتي هذا البيان غير الاعتيادي من اجهزة الاستخبارات الامريكية التي تفضل عادة تجنب اي ضجة، بعدما شكك نواب جمهوريون بنتائج التقرير الذي يناقض ما تؤكده الادارة الامريكية من ان ايران تسعى لامتلاك اسلحة نووية متجاهلة مطالب الأسرة الدولية.

لكن الديمقراطيين وبعض الجمهوريين دعوا الى ان تقوم لجنة برلمانية بدراسة نتائج هذا التقرير لأن تغييرا كبيرا كهذا يستحق بحثاً معمقاً.

في موازاة ذلك، ذكر السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون أن تقرير وكالات الاستخبارات “يحوي تناقضات ولا يتضمن ادلة كافية”، وحذر من ان نظام طهران قد يكون وضع معلومات خاطئة لخداع العالم، مؤكدا ان “خطر التضليل من قبل ايران حقيقي”.

وكان بولتون رأى في حديث لمجلة “دير شبيغل” الالمانية ان التقرير يشكل “انقلاباً” على الرئيس بوش.

وكانت الحكومة الأمنية “الاسرائيلية” قد عقدت أمس (الأحد) اجتماعاً للبحث في انعكاسات التقرير الامريكي حول البرنامج النووي الايراني، الذي سبب إرباكاً للكيان. ورفض نائب رئيس الحكومة حاييم رامون، الإدلاء بأي تعليق. الا انه قال للاذاعة العبرية ان ايران “كانت وستبقى عنصراً خطيراً على المنطقة والعالم بسبب طموحاتها النووية”، داعيا الى فرض عقوبات اقسى على طهران.

وكالات - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي