ورد إلى "زمان الوصل" بيان صادر عن "لجان التنسيق
المحلية" حول خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير، ننشره كما ورد:
للمرة الرابعة يخرج بشار
الأسد على السوريين والعالم ليمارس سياسة الإنكار والتضليل التي انتهجها نظامه
طوال عشرة أشهر، و ليؤكد أن نظامه مستمر في الحرب ضد الثورة الشعبية السورية، بل
وتصعيدها. وفيما يبدو أنه أمر عمليات بمزيد من المجازر، شدد الحاكم غير المنتخب
على أن نظامه ماض في ضرب الحراك الثوري "بيد من حديد"، واصفاً ثوار
سوريا بالإرهابيين والقتلة والمجرمين، ما يعكس نية مبيتة لسفك مزيد من دماء
السوريين تحت ذريعة مواجهة مؤامرة خارجية كبرى، تستهدف دور سوريا وقرارها المستقل.
و هذا الخيار مثال جديد على استخفاف النظام بجهود الجامعة العربية لحل الأزمة في
سوريا، وتقويض كل ما بذل من جهود على هذا الصعيد.
وجاء كلام الرئيس الوريث عن الإصلاحات متذاكياً كالعادة،
وبعيدا كل البعد عن المساس بمواقع السلطة الفعلية في البلد، التي يحتكرها هو
وأجهزة نظامه القاتلة وأصحاب المليارات من بطانته، تاركا لعموم السوريين مظاهر
مؤسسية وقانونية شكلية كان يطلق عليها طوال سنوات عهده "التطوير
والتحديث". ولقد جعل الرجل نفسه قيما على وطنية السوريين، فأطلق تهم الخيانة
والإرهاب كيفما اتفق.
وفي مؤشرات واضحة على بداية دخول النظام في مراحل الضعف
بفعل الصمود الأسطوري للشعب السوري والالتزام الواسع بإضراب الكرامة تصاعدت لهجة
النظام في تحديه السافر للجامعة العربية والمجتمع الدولي، من خلال تخصيصه مقطعاً
مطولاً من الخطاب للحديث عن الصعوبات التي يواجهها النظام في إدارة شؤون البلاد
أمنياً واقتصادياً، معترفاً بخروج مناطق واسعة من البلاد عن سيطرته ما استدعى تدخل
قوات جيشه ومخابراته لإخضاعها بالقوة والعنف والقتل، ومعترفاً أيضاً بواقع اقتصادي
صعب بفعل الضغوط الشعبية الداخلية والعقوبات الاقتصادية الخارجية.
إن لجان التنسيق المحلية في سوريا وهي تدين إصرار النظام
على الاستمرار في نهج المكابرة ومعاندة إرادة الشعب في التغيير الديمقراطي
واستخدامه المجازر في مواجهة الحراك السلمي، ترى أن النظام يؤكد أنه غير مسؤول،
يديره رجال خطرون، غرباء على المصلحة الوطنية والقيم الإنسانية، وأنهم لا يؤمنون
بشيء غير سلطته المطلقة، ولا يخيرون السوريين إلا بين الخضوع لهم أو القتل
والتعذيب والتهجير. وهذا يهدد بدمار وطننا وتعذر الحياة فيه، كما يستدعي التدخل
الخارجي في شؤون سوريا، و تحمل لجان التنسيق المحلية النظام المجرم مسؤولية حصول
هذا التدخل الذي يصبح أقرب يوماً بعد يوم بفعل تصاعد الجرائم ضد الإنسانية التي
يرتكبها، الأمر الذي يوجب على جميع السوريين، مدنيين و عسكريين الوقوف ضد النظام بوسائلهم
وحسب قدراتهم.
وإذ تؤكد لجان التنسيق أن سقوط النظام هو المحصلة
الأكيدة للحراك الثوري، فإنها تعمل و تدعو للعمل على تنويع أساليب المقاومة
الاجتماعية، وتوسيع مشاركة مختلف قطاعات الشعب السوري في الثورة، كما نتطلع أيضا
إلى إسهام عربي ودولي في قطع موارد النظام وشل أذرعه القمعية، ومحاصرته حقوقياً
ودبلوماسياً واقتصادياً.
و المجد لشهدائنا الأبرار والنصر لثورتنا
لجان التنسيق المحلية في سوريا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية