ورد لـ"زمان الوصل" من المكتب الإعلامي لـ"الجيش
السوري الحر" نص الكلمة التي القاها العميد الركن مصطفى احمد الشيخ
والتي أعلن فيها إنشقاقه عن الجيش السوري النظامي:
ياجماهير شعبنا الثائر في سوريا الحبيبة ، يا أحفاد خالد وصلاح
الدين ، يا أبناء سلطان باشا وصالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وفارس الخوري
، يا أبناء سوريا الشرفاء:
لقد آلمني ماآلمكم وأغاظني واستفز
مشاعري ما أغاظكم مما يتعرض له شعبنا من قتل وبطش وتنكيل قرابة العشرة أشهر، وآلة القمع
الجهنمية للنظام تعمل على طول ساحات الوطن وعرضها دون وازع من ضمير، أو رادع من أحد
في هذا العالم الذي يدعي التحضر والدفاع عن حقوق الانسان.
قتل الرجال والنساء والأطفال، وارتكب مجازر جماعية في اكثرمن
مكان ، ودُمرت المآذن ودنست دور العبادة ومزقت الكتب السماوية ، وهذا مالم يفعله حتى
المستعمرون على مدى الزمن ، واجتاح من يفترض انه جيش الوطن كل تراب الوطن محتلاً المدن
والبلدات والقرى وقطّع اوصالها.
لكل هذا اعلن امامكم وللتاريخ برائتي من هذا النظام المجرم الخائن
لشعبه وأضع نفسي تحت تصرف الشعب
أيها الشعب العظيم: أفديكم بروحي ودمي وهكذا سيفعل كل العسكريين
الشرفاء في جيشنا البطل ، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
لقد عبّر شعبنا الثائر عن عفوية وسلمية ووطنية هي الاشجع والانبل
والاروع ، رغم كل الافخاخ والمحاولات اليائسة من قبل النظام لحرف الثورة عن مسارها
السلمي القويم.
كم كان بائساً هذا النظام في قراءته للتاريخ ، فلا هو تمكن من
فهم قوانين المجتمع ، ولا هو اتعظ ممن سبقه
ماضياً أو حاضراً، فأخذته العزة بالإثم ، واوغل في دماء الشعب الأعزل المسالم ، وابتدع
اساليب في القمع هي اقرب ماتكون لاساليب القرون الوسطى ، وطعّمها بأبشع أساليب وأدوات
القمع الوحشيه في العصر الحديث ، ولعب دوراً تشبيحيا شكّل للمرة الأولى في تاريخ سوريا
خطراً داهماً على السلم الأهلي والنسيج الإجتماعي ,وخلط الأوراق في الإقليم وعاث فساداً
وقتلاً واغتيالاً وارهاباً منظماً وممنهجاً ، مما أخرج سوريا الحضارة والتاريخ عن دورها وموقعها باجندات تتعارض مع المصالح الوطنية والاقليمية.
يا جماهير شعبنا الثائرة :
أعدكم أن لاتضيع دماء حمزة والقاشوش ومطر وكل الشهداء وألا نسمح
بالمتاجرة بها ممن يدعون أنهم يمثلونكم ، وأؤكد لكم أن هذه الدماء ستنبت ياسميناً واقحواناً يظلل وطن الكرامة, وينشر
في جنباته عبق الحرية والسلام , وأؤكد لهذا النظام البائس ان شعبنا ماض في طريقه نحو
الحرية والكرامة مهما بلغت التضحيات ، وآن له ان يفهم أول شعارات هذه الثورة
( الموت
ولا المذلة).
وبهذه المناسبة فإنني أؤكدعلى النقاط التالية:
اولاً- أهيب بجميع أفراد القوات المسلحه ومن كافة الرتب ان يحسموا
أمرهم بالإنحياز للشعب ويبروا بقسمهم العسكري في هذه اللحظة التاريخية الفارقة ، التي
ستحسم مصير بلدنا فسوريا تستحق ان نفديها بالمهج والارواح ,وعلى العسكريين الذين آثروا
ترك الجيش اللاوطني والانضمام لصفوف الشعب الاستبسال في الحفاظ على ارواح المتظاهرين السلميين ، وأن
لايسمحوا لأحد بالإعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة ،وأن يتحلوا بأعلى درجات الانضباط
والمسؤولية.
ثانيا - نأمل من الاشقاء العرب والاصدقاء أن يدركوا ان دعمهم
لثورتنا الظافرة هو تعبير عن انحيازهم لقيم ومصالح شعوبهم المشتركة معنا ولن تكون قوتنا
الا في خدمة الجميع وأن التأخر عن نصرة شعبنا مسؤولية سيحاسبهم عليها الله والتاريخ
والإنسانية جمعاء.
ثالثأ - على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية
تجاه شعبنا في حمايته ومساندته ، بل و من المعيب أن يستمر نظام حكم في القرن الحادي
والعشرين على شاكلة نظامنا اللاشرعي الذي سفك
الدماء وخرب البلاد والعباد ، فهذا يوحي بأن شريعة الغاب مسموح لها ان تستمر , وماتضحياتنا
الا جزء من تضحيات اشقائنا في الانسانية من اجل الحرية والاخاء والعدل والمساواة والسلام.
رابعاً - إن سوريا الغد هي سوريا الأمن والأمان والعدل والسلام
ولن تكون إلا أحد أهم ركائز الاستقرار في المنطقه والعالم تتحقق فيها الديمقراطية وسيادة
القانون وتضمن التعددية والتداول السلمي للسلطة ، يكفلها دستور حضاري دائم يخطه جميع
السوريين ممن ينشدون الدولة المدنية الحديثة ، ونؤكد بهذا الصدد ان مايهدد به النظام
فزاعة خاوية من اي محتوى سوى مصلحته الضيقة ، وان ما أفسده النظام هو الطارئ أما الثابت
المتجذر فهو الأخوة والمحبة والأمن والسلم الأهلي وذهنية المتقبل للآخر.
لذا كان من أبرز شعارات ثورتنا ( واحد واحد واحد الشعب السوري
واحد)
خامساً - نتعهد نحن أبناء القوات المسلحة أن نكون الضامنين لوحدة
وحرية ترابنا الوطني ، المدافعين عن كل أبنائه وأن نبني جيش الوطن المؤطر بالدستور,
والبعيد عن الحزبية والولاءات الأخرى الفاسدة وأن نسهم بفعالية في تأمين الظروف الملائمة
للإنتقال الى الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة يكون فيها الاحتكام لصناديق الاقتراع.
الله اكبروالنصر حليفنا بإذن الله
عاشت سوريا حرة ابية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية