تابع أهالي مدينة حلب حراكهم الثوري الذي بدأ يتصعد يوم بعد يوم , لدرجة أن الشبيحة " ملّت " و " بطلّت " و أعلنت بشكل صريح عجزها عن إيقاف الحمم الثورية التي يقذها بركان المدينة الثائرة .
حيث لوحظ غيابهم بشكل شبه تام عن ساحات و كليات جامعة حلب , الأمر الذي دفع قوات الأمن لاستخدام القنابل الغازية لفض الاعتصام الطلابي الذي بدأ في تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم أمس الثلاثاء والذي تحول إلى مظاهرة حاشدة شارك فيها 1500 طالب وطالبة بأقل تقدير .
و تجمع الطلبة المتظاهرين الذين احتشدوا من كليات الهندسة الكهربائية و المدنية و التقنية أمام مقصف كلية الكهرباء وبدأوا بإطلاق شعارات مناهضة للنظام السوري مطالبة بالحرية و إطلاق سراح زملائهم المعتقلين وحيّوا أهالي حمص و ادلب و جبل الزاوية و أهالي حي الميدان الدمشقي , واستمرت مظاهرتهم لأكثر من نصف ساعة , حشدت أثناء قوات الأمن السورية عدد كبير من قوات حفظ النظام المدججين بجميع أنواع الأسلحة الفردية وبدأوا بمحاولة استفزاز المتظاهرين و تلفظوا بحقهم عبارات مهينة واصفين إياهم بأبناء العاهرات الذين يريدون إدخال المحتل إلى بلادهم ! .
وحاول عدد من إداري كلية الهندسة الكهربائية التدخل لطرد قوات حفظ النظام و منعهم من الإعتداء على الطلبة المعتصمين إلا أن عناصر الأمن قامت بالإعتداء على الاستاذ " عمار ريحاوي " الذي كان يصرخ عليهم وينتقد بزائتهم في تعاملهم مع الطلبة و حاولوا القاء القبض عليه إلا أن بعض الطلبة تدخلوا وحالوا دون ذلك , وبدأ الجميع يهتف بصوت واحد " برا الكلية .. برا الكلية " .
وجلس عدد كبير من المعتصمين على المدرج المقابل للمقصف و بدأوا بقراءة سورة ياسين جهراً و رددوا النشيد العربي السوري و هتفوا بصوت واحد " بدنا المعتقلين .. بدنا المعتقلين " . و وصل عدد الطلبة المعتصمين في هذه الأثناء لأكثر من 2000 طالب و طالبة وكانت الاعداد قابلة للزيادة في ظل زحف طلاب جميع الكليات إلى مكان الاعتصام لمشاركة زملائهم في وقفتهم هذه , إلا أن قوات الأمن و حفظ النظام سارعت إلى إغلاق جميع المداخل و المخارج بعد أن حشدت عدد كبير من رجالها إلى داخل الكلية و قامت بإطلاق مالا يقل عن 5 قنابل غازية " مسيلة للدموع " ما ادى إلى حدوث حالات اختناق عديدة و تفرق المتظاهرين .
و هاجم عناصر الامن الطلبة المتظاهرين وانهالوا عليهم ضرباً بعصيهم و هرواتهم وقاموا باعتقال العشرات منهم و اقتادوهم إلى الباصات التي كانت قد دخلت إلى حرم الكلية قبل أن يقوموا بإغلاق أبوابها .
و رغم الحملة الشرسة التي كانت تنفذها قوى الأمن إلا أن الطلبة عادوا وتجمعوا مرة أخرى أمام مبنى كلية الهندسة المدنية و نفذوا اعتصام احتجاجي آخر , ما اضطر قوات الأمن الهجوم عليهم مرة أخرى و لكن هذه المرة قاموا بالدخول من فوق سياج حرم الكلية لأن الأبواب كانت جميعها موصدة .
وشهد مجمع الهندسات " المدنية , التقنية , الكهرباء , ومعاهد تابعة " تعليق الدوام أمس و إلغاء جميع المحاضرات و المذاكرات التي كان من المقرر إجرائها , وشهدت المنطقة حالة من الخوف و الهلع بين الطلاب و الطالبات حيث ذكر مراسل " سوريتنا " الميداني أنه شاهد عدة حالات انهيار عصبي عند كثير من الطالبات .
و استغل عدد الطلاب انشغال الأمن بقمع المتظاهرين و قاموا برفع علم الاستقلال " علم الثورة " على كل من مبنيّ كلية الهندسة المعلوماتية وكلية هندسة الكهرباء.
كما خرجت مظاهرة أخرى بالتزامن مع مظاهرة طلاب " الهندسات " في كلية الحقوق بالجامعة لكن قوات الأمن تصدت لها واعتقلت معظم المشاركين فيها .
و مساءاً خرج أهالي المدينة بالعديد من التظاهرات المناهضة للنظام في كل من حي جمعية الزهراء و حلب الجديدة و الانصاري الشرقي و السبيل , هتف المشاركون فيها لحمص و ادلب و حيّوا حراك أبطال حي الميدان في دمشق و طالبوا بإعدام بشار الأسد و زبانيته .
يذكر أن هذه المرة كانت هي المرة الأولى التي تستخدم بها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الطلبة كما كانت تفعل مع المتظاهرين المدنيين , حيث كانت مجموعات الشبيحة تقوم بتفريقهم باستخدام الأسلحة البيضاء , إلا أن غيابهم اضطر الأمن لاستخدام الغاز .
حيث أكد مراسل سوريتنا الميداني أن مجموعات الشبيحة المستأجرة من قبل عائلة " بري " لم تكن متواجدة بالجامعة على غير عادتها , حيث كانت تتجمع بشكل يومي بمحيط الحرم الجامعي و لكن عدد من اعضاء ما يسمون بالهيئة الإدارية و اتحاد الطلبة قاموا بالنيابة عنهم بأعمال التشبيح والقبض على عدد من الطلبة .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية