قبل أن يتم توقيفها على الحدود السورية الأردنية واقتيادها إلى سجن لا
تزال فيه منذ الرابع من كانون الأول، كانت رزان غزاوي تدون آراءها وأفكارها المناهضة
للرئيس السوري بشار الأسد على صفحتها على الانترنت، باسمها الحقيقي، داعية إلى
الثورة من دون هوادة حتى إسقاط النظام.
وتقول عبير، صديقة رزان، وهي ناشطة لبنانية في مجال
الدفاع عن حقوق الإنسان فضلت عدم الإدلاء باسمها الحقيقي، لوكالة فرانس برس
"إن رزان فتاة شجاعة ومندفعة جدا".
وقد مثلت المدونة السورية الأميركية (31 عاما) بعد أيام
من توقيفها أمام قاضي التحقيق في دمشق ووجهت إليها تهمة "القيام بدعاية ترمي
إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية" و"نقل
أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة"، بحسب ما
أفاد بيان صادر عن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الذي تنشط فيه رزان.
كما اتهمت بالمشاركة في "إنشاء تنسيقية أحياء
دمشق" المعارضة النظام.
وفي حال إدانتها، قد يحكم عليها بالسجن لمدة تتراوح بين
ثلاث و15 سنة.
وفور توقيفها، نشر أصدقاؤها على صفحتها على موقع تويتر
الالكتروني للتواصل رسالة مفادها إن رزان لم تعد تدير مدونتها، ولا بريدها
الالكتروني، ولا حساب التويتر الخاص بها، بل هم الذين يفعلون.
قبل يومين من توقيفها، وكان يوم جمعة شهد العديد من
التظاهرات والأنشطة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد، كتبت رزان على موقع تويتر
"يا رب، اجعله آخر يوم جمعة لحزب البعث في السلطة".
وكانت رزان غزاوي تعبر عن نفسها على مدونتها
"رزانيات" منذ العام 2009، وعرفت بمواقفها اليسارية ودفاعها عن قضايا
المرأة والقضية الفلسطينية. كما كانت ناشطة جدا على موقع "تويتر"، مثلها
مثل ألاف الشباب الذين حركوا "الربيع العربي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أساسي.
وكتبت رزان في الثاني من كانون الأول على تويتر
"دعوة الأسد إلى التنحي هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ سوريا من الحرب الأهلية
ومن سيطرة حلف شمال الأطلسي".
ويقول نديم حوري من منظمة "هيومان رايتس ووتش"
في بيروت "أنها مدونة تقول الأمور كما هي من دون مواربة، وتتمتع بالشجاعة،
وهم يعاقبونها على ذلك. من الواضح إن نظام الأسد لا يقبل بأي شكل من أشكال
الانشقاق، وهو يثبت ذلك يوما بعد يوم".
وأوقفت رزان غزاوي في الرابع من كانون الأول بينما كانت
تستعد لعبور الحدود السورية متجهة إلى عمان للمشاركة في منتدى حول الحق بالإعلام.
وبحسب المعلومات التي نشرتها شقيقتها نادين على تويتر،
إن رزان نقلت بعد يومين من توقيفها إلى سجن عدرا في دمشق، وتتخوف عائلتها من
تعرضها للتعذيب.
وتقول عبير التي التقت برزان في 2007 في لبنان حيث كانت
المعارضة السورية المجازة في الأدب الانكليزي في دمشق، تحضر لرسالة ماجستير في
جامعة البلمند اللبنانية، "كنت أتوقع إن يتم توقيفها في إي لحظة، لا سيما
أنها لم تكن تستخدم اسما مستعارا".
ويتحدث أصدقاؤها بإعجاب عن "جرأتها" في مواجهة
نظام يمارس رقابة مشددة على شبكة الانترنت ويواجه منذ منتصف آذار الحركة
الاحتجاجية الشعبية بحملة قمع عنيفة أوقعت حتى الآن أكثر من خمسة آلاف قتيل، بحسب
تقديرات الأمم المتحدة.
وتقول الناشطة اللبنانية هدى التي اختارت كذلك اسما
مستعارا إن رزان "كانت تؤكد أن النظام لا يخيفها، وتصر على الكتابة باسمها
الحقيقي".
وتشير إلى أن رزان كانت تناضل على كل الجبهات، وقد
انتقلت لبعض الوقت إلى القاهرة حيث شاركت في تظاهرات في ميدان التحرير قبل سقوط
الرئيس المصري حسني مبارك في شباط.
وكتبت رزان في احد تعليقاتها على تويتر "نحن الثوار
السوريين نتضامن مع الثوار في مصر والبحرين واليمن والكويت. آن الأوان لتكتب
الشعوب تاريخها".
وقبل أيام من توقيفها، كتبت في ما يشبه النبوءة
"إذا تعرضت لسوء، أريدكم أن تعرفوا (النظام لا يخاف المعتقلين، بل يخاف الذين
لا ينسون المعتقلين)".
هذه العبارة الأخيرة مكتوبة اليوم بخط عريض في الصفحة
الأولى من مدونة رزان غزاوي إلى جانب صورتها وعبارة "فري رزان"
بالانكليزية (الحرية لرزان).
المعتقلة رازان غزاوي تكشف مما "يخاف النظام"
الفرنسية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية