يوم بعد يوم تثبت محافظة حلب أنها وأهلها مع ثورة الكرامة السورية بالقول والفعل و ما كان تأخرها إلا بسبب عمليات الكر و الفر التي امتدت على طول الأشهر التسعة الماضية بين شبيحة بشار الأسد الذين أخرجهم الأخير من السجون بمراسيم العفو التي كان أبواقه يتفاخرون بها مدعين بأنها من ضمن حزمة " الإصلاحات " التي أطلقها بعيد انطلاق الثورة السورية التي بدأت شرارتها من درعا معلنة انضمام ابناء هذا البلد للشعوب العربية الثائرة على أنظمة الظلم و الطغيان وبين ابناء هذه المدينة الذين عانوا الأمرين وتجرعوا مرارة العلقم من آل الأسد طوال فترة حكمهم الغير شرعي للبلاد.
مرة أخرى تنتفض حلب " المدينة " مؤكدة للعالم بشكل عام و لسوريا بشكل خاص أنها على العهد و أن حلب قصدهم وهي السبيل , فبعد ان شهدت المدينة العديد من المظاهرات الصباحية و المسائية في العديد من احيائها مثل حي المرجة و الخالدية و السبيل و الصاخور مع اعتصامات و مظاهرات اخرى في جامعتها التي تتوسطها انطلقت منذ قليل مظاهرة حاشدة بداخل الحرم الجامعي في كلية الاقتصاد تحديداً هتف فيها الطلبة المتظاهرين لنصرة حمص و المدن والقرى الثائرة وطالبوا بإسقاط نظام بشار الأسد و محاكمته و إعدامه .
بدأت المظاهرة في تمام الساعة الواحدة من ظهر اليوم الثلاثاء 6-12-2011 حين قام مجموعة من الطلبة بإطلاق صيحة " الله أكبر " ومن بعدها احتشد المئات منهم واتجهوا نحو المكتبة المركزية القريبة من كلية الاقتصاد مروراً بكلية العلوم , و بهذه الأثناء حاول العشرات من الطلاب المتواجدين في المكان التجمع للخروج بمسيرة مضادة و الهتاف لبشار الأسد و لنظامه إلا أنهم فشلوا في ذلك .
و استمرت المظاهرة التي شهدت مشاركة نسبة كبيرة من الإناث لمدة تزيد عن 20 دقيقة إلى أن وصلت عناصر الأمن و ما يعرفون بالشبيحة إلى المكان و بدأوا بحملة اعتقالات و ضرب فيها العديد من الطلاب المشاركين و الطالبات ما اسفر عن إصابة أحدهم و سقط في ساحة كلية الاقتصاد وبقي كذلك لفترة طويلة دون ان يستطيع احد ان يسعفه أو يقدم له المساعدة .
و ذكر أحد المشاركين لسوريتنا أن سيارات الإسعاف بدأت بعد فترة بالدخول إلى داخل الحرم الجامعي لنقل المصابين إلى مشفى حلب الجامعي القريب من المكان , و تابع قائلاً أن العشرات من عناصر الأمن و الشبيحة اقتحموا مباني الكليات المحيطة بحثاً عن المتظاهرين بهدف إعتقالهم و أكد أنهم امسكوا باثنين من الطالبات من أمام كلية الحقوق في الجامعة .
و أشار إلى أن بعض الطلبة استطاعوا أن يفلتوا من ايدي من وصفهم بالمجرمين بعد أن ساعدهم على ذلك مجموعة من زملائهم الذين وصفهم بالأحرار .
وذكر أن عدد من الطلبة أن قوات الأمن و الشبيحة اقتحموا منذ قليل منبى كلية الهندسة الكهربائية التي شهدت قبل أيام مظاهرة حاشدة اخرى انطلقت من أمامها و قالوا أن عدد من الطلاب قاموا برفع علم الإستقلال و الذي بات يعرف بعلم الثورة السورية .
يذكر أن محافظة حلب تشهد مؤخراً حالة من الغليان الثوري في كافة أحيائها و قراها حيث أن مظاهرة حاشدة خرجت مساء يوم أمس من حي المرجة فيها و مظاهرات عديدة أخرى خرجت في العديد من الأحياء و القرى المحيطة كان أبرزها اعتصام حاشد في مدينة حريتان التابعة للمحافظة و قطع الطريق الدولي " حلب - اعزاز - تركيا " و توافدت انباء عن سقوط أعداد كبيرة من الجرحى أثناء محاولة رجال الأمن فض الإعتصام بالقوة .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية