شاب من باب سباع يروي تفاصيل "الموت" وكيكة "اسقاط النظام"

وصف ناشط حمصي مشاهداته في مدينة، ودونها بعد توثيقها ببعض الصور وارسلها الى "زمان الوصل"، التي تنشرها ببعض التصرف:

 

"لم يعد خافياً على أحد الحال الذي وصلت له مدينة حمص، الدمار في كل شارع والحزن يلف المدينة، لكن التفاؤل بالنصر والثقة بأن الله يقف معنا وبأنه لن يرضى بالظلم هي قوت يومنا وسبيلنا للاستمرار".

وإليكم بعض المشاهد التي باتت مؤلوفة في مدينتا الحبية حمص وبخاصة حي باب السباع :

 أي شرفة منزل في حي باب السباع تعاني من تكسير زجاجها أو تحطيم نوافذها  بسبب القصف العشوائي ورمي القنابل العنقودية  واستخدام المدفعية أحيانا  لقصف مساجدنا وبعض المنازل التي يدعي النظام وجود مسلحين ومنشقين فيها

ناهيكم عن الخطر المحدق بالسكان وهم داخل منازلهم بسبب وصول الرصاص إلى داخل الغرف ، الرصاص يمر من الأبواب وليخترق الجدران ولو صادفت هذه الرصاصات كائناً حياً في طريقها لكان مصيره الموت أو الإصابة هذا الأمر جعل الكثير من السكان يتركون منازلهم الموجودة في الشوارع الرئيسية :

             

والمحلات في الحي  أيضاً لم تسلم من جبروت الكتائب الأسدية وشبيحتهم ، فمحلاتنا استباحتها عصابات الأمن ودمرتها وحرقة بعضها وسرقت أغلبها :

ولو تمشيت قليلاً في شوارع الحي لوجدت أكوام القمامة تملأ المكان ، هل الناس هنا قذرين؟ هذه سؤال مباح، ولكن الجواب لا وألف لا لكن العصابة الحاكمة في سوريا تعاقب السكان  بعدم ارسال سيارات قمع القمامة وتكتفي بسيارات قمع المتظاهرين السلميين، وأطفالنا تعاني الأمرين بالحياة هنا فلا خروج من المنزل ولا ذهاب إلى المدرسة، أبسط أنواع الحياة غير موفر لهم، و

لو قضيت ليلة في الحي لسمعت صراخ الأطفال وبكائهم مع كل رصاصة تطلق على الحي مع كل انفجار يدوي في الحي أطفالنا لا ينعمون بأي معنى من معاني الطفولة، طبعا فكرة الحديقة العامة ملغاة تماماً لأنها أماكن تجمع للشبيحة والأمن و للحواجز التي زعم الأسد أنها لامساك الرهابين وحماية المدنيين فمجرد المرور بجانبها يعد من أكبر المخاطرات وهناك احتمال كبير لاعتقال أي شخص يمر وبأي لحظة يمكن لهم إيقافنا وطلب هوايتنا وتفتيش حاجياتنا وتفتيش السيارات المارة وإيقافها

 

حي باب سباع.. دمع ودم وشهادة 

حي باب السباع  مثل كل أحياء حمص قدم الكثير من الشهداء وفي بيوته الكثير من الجرحى ومن المصابين برصاص العصابات الأسدية والكثير من العائلات فقدت معيلها ولا تستيطيع تأمين قوت يومها ، الحي أصبح منزلاً للأيتام والأرمال والأمهات الثكالى وفعلا نحتاج الكثير من المساعدات الطبية والدوائية والغذائية  نخشى على الاصابات أن تتحول إلى عاهات دائمة إن تأخر العلاج لكن الأمن القاتل يلاحق المصابين ويخطف الجرحى ليعود الجريح شهيداً، بالإضافة لحالة الفقر التي تأكل الحي الناس بدأت تشعر بالجوع والبرد ولو توفر مكان آمن لإجراء العمليات لا يتوفر المال الكافي للعلاج.

كيك "اسقاط النظام"

وبالنهاية سأقص عليكم حكاية طفلة بلغت من العمر 5 سنوات وفي عيد ميلادها أحبت والدتها ادخال الفرحة إلى قلب أطفالها  فصنعت قالب من الحلوى بما توفر من امكانيات داخل المنزل ، وقالت للطفلة سأكتب اسمك وعيد سعيد على القالب، لكن المفاجئة أن الطفلة رفضت وقالت ماما اكتبي الشعب يريد اسقاط النظام وبدأت بالبكاء وأصرت على والدتها كتابة هذه العبارة، وفعلا كان هذا، وبدل أن تغني العائلة سنة حلوة يا جميل، غنت الطفلة يلعن روحك يا حافظ يلعن روحك يا حافظ، والهدايا كانت عبارة عن ضحكات امتزجت بالدموع لحال هذا البلد ودعوات بالفرج ورفع الظلم عن بلادنا دعاء بالصبر للأرامل وأمهات الشهداء

نحن أهل حمص لا نطلب الكثير نريد الحياة الكريمة نريد الحياة بسلام ومحبة،  نريد الخلاص من القاتل المجرم، هذا البشار وأخوه الماهر بدل أن يكونا في السجون يجلسون في القصر الجمهوري ليحكموا بالقتل والارهاب ، ليحكمونا بتجويعنا وبحرماننا أساليب التدفئة والوقود ، لكن لا عودة بعد الآن لا تراجع عن الحرية فلقد هتفت شفاهنا حرية وقلوبنا فرحت  بمجرد مناداتها باللفظ ولن نستكين حتى نرى حريتنا صنيعة أيدينا وسنأخذها بإذن الله..

 

التوقيع: شاب حمصي من باب سباع.. مشروع شهيد