حصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تأييد كبير في الانتخابات البرلمانية التي جرت في روسيا يوم الاحد ولكن الولايات المتحدة حثت موسكو على التحقيق في اتهامات المعارضة بحدوث تلاعب على نطاق واسع.
واظهرت النتائج الرسمية الأولية حصول حزب روسيا المتحدة بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين على اكثر من 60 في المئة من الاصوات في الانتخابات البرلمانية الروسية وهي نتيجة من المرجح ان يعتبرها الكرملين تفويضا قويا لبوتين للاحتفاظ بنفوذ بعد انتهاء فترة رئاسته الاخيرة العام المقبل.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لرويترز بعد ظهور النتائج الاولية ان "الاغلبية الساحقة من الناخبين الروس اعربوا عن تأييدهم لروسيا المتحدة ومن ثم أيدوا منهج الرئيس بوتين واعربوا عن تأييدهم لاستمراره (النهج) بعد انتهاء الفترة الثانية للرئيس الحالي."
وابلغ مراقبو الانتخابات عن حدوث حالات تلاعب في الانتخابات على نطاق واسع وقال الحزب الشيوعي الذي من المرجح ان يكون اكبر قوة معارضة في البرلمان المقبل انه سيطعن في الانتخابات امام القضاء.
واشار جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض الى مزاعم الانتهاكات وقال "نحث السلطات الروسية على التحقيق في هذه المزاعم."
وقال الزعيم الشيوعي جينادي زيوجانوف ان محاميه سيحتاجون اسبوعا من اجل إعداد الطعن القضائي في الانتخابات. واضاف ان "هذه النتائج ليست عادلة. نعتزم الطعن فيها امام المحكمة العليا."
وكان بوريس نيمستوف الذي لم يحصل حزبه الصغير وهو حزب اتحاد قوى اليمين على نسبة السبعة في المئة اللازمة للتأهل للحصول على مقاعد في البرلمان اكثر صراحة.
وقال "اعمل بالسياسة منذ 20 عاما وهذه اكثر الانتخابات التي اتسمت بعدم الامانة في تاريخ روسيا الحديثة. بوتين فاز بمساعدة ..الاكاذيب."
ولكن فلاديمير تشوروف رئيس اللجنة المركزية للانتخابات وهو زميل سابق لبوتين وعين رئيسا للجنة الانتخابات هذا العام رفض مزاعم المعارضة.
وقال تشوروف "اعتقد انه لم تقع انتهاكات خطيرة في الاقتراع اليوم.على الاقل اثناء الاقتراع.. لم يتصل بي اي من زعماء الاحزاب ولم يتقدم احد لي بشكوى ."
وقال تشوروف انه بعد فرز 30.4 في المئة من الاصوات حصل حزب روسيا المتحدة على 63.3 في المئة وحصل اقرب منافسيه وهو الحزب الشيوعي على 11.3 في المئة.
وقال ان حزبين آخرين وكلاهما له سجل من تأييد الكرملين سيدخلان البرلمان.
واعطى استطلاع لآراء الناخبين الخارجين من مراكز الاقتراع اجرته مؤسسة استطلاع الرأي الرسمية فتسيوم صورة مماثلة مع حصول حزب بوتين على 61 في المئة من اصوات الناخبين ودخول نفس الاحزاب الاربعة الى البرلمان.
وبموجب حسابات فتسيوم فإن التصويت سيعطي الاحزاب المؤيدة للكرملين 348 مقعدا في البرلمان وهو ما يزيد بكثير عن عدد المقاعد اللازمة لتغيير الدستور وهو 301 مقعد. وهذا امر يقول محللون انه كان من اهداف الكرملين الرئيسية في الانتخابات .
وقال بوتين قبل الانتخابات ان اي تصويت كبير لحزبه سيعطيه "حقا اخلاقيا" لرسم السياسة بعد ان يترك الرئاسة العام المقبل. ولكنه لم يحدد الدور الذي سيلعبه او الشخص الذي يفضل ان يخلفه في الرئاسة.
وحتى قبل اغلاق مراكز الاقتراع شكت احزاب المعارضة من حدوث تلاعب زاعمة ان حالات الضغط العديدة على الناخبين والحملة الانتخابية المتحيزة والتلاعب المنظم في الانتخابات قوض شرعية النتائج .
وقال جريجوري ميلكونيانس من مؤسسة جولوس وهي اكبر مراقب مستقل للانتخابات في روسيا ان "هذه ليست حوادث فردية. الشكاوى من كل حدب وصوب بروسيا."
ولكن شعبية بوتين ساهمت في النتائج الطيبة التي حققها حزبه. وينسب الروس الى بوتين فضل الاشراف على ازدهار اقتصادي اعتمد على النفط ويحبون اسلوبه الجاد الذي أعاد العزة الوطنية بما في ذلك القيام بتعزيز عسكري وشن هجمات شفهية على الغرب .
ولم يقم مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الانسان التابع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا- وهو جهاز الغرب الرئيسي لمراقبة الانتخابات - بمراقبة الانتخابات الروسية. وانسحب المكتب بعد خلاف مع موسكو بشأن تأخير اصدار تأشيرات الدخول.
وستصدر مجموعة مقلصة من المراقبين الدوليين رأيها في الانتخابات يوم الاثنين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الوزارة لن تصدر تعليقا الا بعد اعلان النتائج الرسمية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية