وجه "مجلس الثورة" في مدينة حمص التي صنفتها المعارضة بـ"المنكوبة"، نداءًا عاجلًا لاغاثة المدينة التي تحدث البيان عن بطش شديد تعيشه، ابتداءا بعدد الشهداء والجرحى الكبير مرورا بملاحقة النشطاء وزج عدد هائل من أبناء المدينة في السجون ضمن ظروف لا يطيقها بشر، واستشهاد بعضهم تحت التعذيب الذي طال كل من دخل المعتقلات، وارتفاع عدد اليتامي في المدنية إلى الفين، وصولاً الى نقص امدادات المازوت ومصادر الدخل.
"زمان الوصل" تنشر نص البيان بمجرد وصوله:
لقد ذاقت حمص من المآسي ألواناً مختلفة، وعاشت ولا تزال أيام عصيبة يندى له جبين كل إنسان على وجه هذا العالم، فاقتحمت أحياءها وتهدمت محالها وبيوتها واعتقل أبناءها، حتى لم يبقى بيت في حمص إلا وفيه جريح أو معتقل أو شهيد، حتى من خرج أهله خارج سورية وتركوه فلم يسلم أهله من أن تنهب محتوياته وتسرق أمواله، لقد قدمت حمص ما يقارب الألف وخمسمائة شهيد ومثلهم من المفقودين وثلاثة أضعافهم من المعتقلين في سجون النظام تحت التعذيب مهددين بالموت، واليوم يدفع النظام بالمزيد من التعزيزات الأمنية وتعزيزات الجيش فوق التعزيزات التي خنقت أهل حمص واستنفذت كل ما لديهم من حرية، يدفع بتعزيزات من الجيش الذي دفعنا لتمويله قوت أبناءنا وتخلينا عن حقوق كثيرة مقابل تمويله لحمايتنا من غدر الزمن وتحرير أرضنا المسلوبة في الجولان الحبيب، إننا في حمص اليوم نخشى على أنفسنا من بطش هذا النظام بعدما خبرنا من تجبره وعدوانيته، وبعد أن رأينا بأم أعيننا ما نقل للعالم جزء منه عبر ما نقلناه من صور وما خفي أعظم والجالس تحت قصف النظام ورصاصه وعذابه ليس كمن يشاهد، اليوم يعاقب النظام الناس بمختلف أنواع العقوبات المباشرة و اللا مباشرة، ففقدان لمواد المازوت والغاز وانقطاع أغلب اليوم للكهرباء في المناطق الثائرة وحتى مياه الشرب لم تسلم من بطش النظام حيث تقطع وقت الحصار، لقد قصف النظام مدينة الرستن وحي بابا عمرو وحي باب السباع وحي البياضة بالمدافع فتشرد الناس وعائلاتهم خارج أحياءها في جو من الأسى والجراح على معتقليهم أو جراحاهم أو شهدائهم، يتجاوز عدد أيتام حمص اليوم زمن الثورة وحدها الألفي يتيم ومئات الأرامل, وتطفو على سطح المدينة ظواهر اجتماعية جديدة كالتسول لم تكن معروفة من قبل، حاصر النظام ومازال يحاصر قرى المدينة وأحيائها, القصير وقراها اليوم لاتزال تحت النار ليلاً ونهاراً و الرستن أيضاً، وأحياء حمص كل يوم تفقد شهيداً أو معتقلاً أو العشرات منهم، إن حمص اليوم تعيش بكل ما تعنيه كلمة المأساة، في مأساة حقيقية، وتقف الكثير من الكلمات أمام التعبير عن وضعها عاجزة غير قادرة على التوصيف، وإننا إذ نناشد كل حر على هذه الأرض أن يفعل ما يمليه عليه ضميره وبشريته لإنقاذ أهل حمص، نوجه اليوم نداء استغاثة إلى العالم بأسره بكل ألوانه، طامعين بقلوبهم الطيبة وضمائرهم السليمة، وبرابط الأخوة الذي يجمع كل إنسان بأخي له في جزء من هذا العالم، وكلنا أمل بأن تلبوا النداء.
تابعوا عاجل "زمان الوصل" على صفحة الجريدة "الفيس بوك"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية