واصلت تركيا الضغط على سوريا التي كانت حليفتها في وقت من الاوقات اليوم الثلاثاء محذرة الرئيس السوري بشار الأسد من أن حكومته على "حد السكين" وقالت انها ربما تراجع امداد دمشق بالكهرباء اذا لم تغير مسارها.
وفي اشارة محتملة لاستعداد تركيا لفرض عقوبات اقتصادية على دمشق قالت وزارة الاقتصاد التركية ايضا انها انشأت مكتبا لسوريا لمراقبة التطورات ولمساعدات الشركات التركية التي تزاول التجارة في سوريا.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمام اجتماع حزبي "ما من أحد يتوقع الآن تلبية مطالب الشعب (السوري). نريد جميعا الآن أن ترجع الإدارة السورية - التي هي الآن على حد السكين- عن حافة الهاوية."
كما طالب باعتذار فوري بعد تعرض بعثات دبلوماسية تركية في سوريا لهجمات في مطلع الأسبوع.
وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز للصحفيين "نزود (سوريا) بالكهرباء حاليا. اذا استمر هذا النهج فقد نضطر لمراجعة جميع هذه القرارات."
وتنتج سوريا من الكهرباء اكثر مما تستهلك ولها روابط بدول اخرى مثل الاردن ولبنان لذلك من المحتمل ان يكون اثر ايقاف تركيا امدادات الكهرباء محدودا.
غير ان انهاء طريق للامداد بدأ في 2006 سيبعث برسالة رمزية قوية بشأن استنكار تركيا واستعدادها لفرض المزيد من العقوبات.
وتظهر بيانات تركية ان تركيا اكبر شريك تجاري لسوريا وان حجم تجارتهما الثنائية بلغ 2.5 مليار دولار في 2010 بينما وصلت استثمارات الشركات التركية في سوريا الى 260 مليون دولار.
لكن تركيا تستضيف الآن التيار الرئيسي للمعارضة السورية وتوفر ملاذا لجنود سوريين منشقين. وأشاد إردوغان اليوم بقرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا.
وفي تحرك أبرز مدى تدهور العلاقات بين البلدين هاجم محتجون مسلحون بالعصي والحجارة بعثات دبلوماسية تركيا في سوريا يوم السبت الماضي وأشعلوا النار في العلم التركي.
وقال إردوغان "أدين بقوة مرة أخرى الهجمات على مسؤولين أتراك وعلى العلم التركي. وننتظر من الإدارة السورية أن تتخذ فورا كل الخطوات الضرورية للاعتذار وتحمل المسؤولية."
وأضاف "يا بشار.. أنت مطالب بمعاقبة من تعدوا على العلم التركي. ولا نريد من الإدارة السورية أن تحترم الأتراك والعلم التركي وحسب بل وأن تحترم شعبها.. نحن نريد هذا بوجه خاص."
واعتذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الإثنين عن الهجمات التي طالت أيضا بعثات سعودية وفرنسية. لكن إردوغان قال إن تركيا تنتظر تعبيرا أقوى عن الاعتذار وإن لم يحدد كيف.
وحذر الرئيس التركي عبد الله جول من التداعيات اذا سمح بوقوع هجمات على بعثاتها مرة اخرى.
وقال جول في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المجري في انقرة "ليس من الممكن قبول هذه الهجمات على مواطنينا ..وبعثاتنا الدبلوماسية في سوريا. نحن ندين بالفعل هذه (الهجمات).
"اذا لم يتخذوا الاجراءات الضرورية وحدث ذلك مرة اخرى فسيكون رد فعلنا مختلفا. للاسف سوريا اليوم دخلت طريقا مسدودا. قرار الجامعة العربية واضح وقد ايدناه ايضا."
ومن المتوقع ان يلتقي وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بوزراء الخارجية العرب في الرباط غدا الاربعاء.
لكن على الرغم من لهجتها الشديدة تتحرك تركيا بحذر مقارنة بحلفائها في الاتحاد الاوروبي وكذلك الولايات المتحدة الذين سارعوا باقرار عقوبات على دمشق وتزن انقرة التحديات الداخلية والاقليمية المصاحبة.
وتقول تركيا منذ اسابيع انها تعد عقوبات ستستهدف الحكومة وليس الشعب السوري. لكن لم تتضح تفاصيل وافية بشأن هذه العقوبات او متى ستفرض.
وقالت وزارة الاقتصاد اليوم انها بصدد إنشاء "مكتب لمراقبة سوريا" وان وزير الاقتصاد ظفر جاغليان سيلتقي بشركات تركية يوم الخميس لبحث اي صعوبات تواجهها في سوريا ولوضع "خارطة طريق بشأن ما سيجري فعله."
وتقول وسائل اعلام تركية ان تركيا فرضت بالفعل حظر اسلحة على سوريا كما جمدت خططا لانشاء بنك تركي سوري مشترك الى جانب خطط لزيادة العلاقات بين البنكين المركزيين في البلدين.
تركيا: سوريا على "حد السكين" وتطالب باعتذار
الفرنسية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية