أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المراوي .. غياث مطر "الحلبي"..اعتقل واستشهد بأقبية أمن الدولة بين حلب وحمص

فقط في سوريا يبكي السوريين شهدائهم مرتين مرة عندما يقرأون اسم الشهيد " الحقيقي " و مرة أخرى عندما يعلمون بأن فلان هو ذاته ذلك الشهيد .

القصة بدأت حين نقلنا خبر استشهاد الناشط الشاب " جمال فيصل المرواي " الذي نشرته لجان التنسيق المحلية في سوريا وقالت أن جثته وجدت في حمص وقد تعرضت للتعذيب على أيدي المخابرات السورية " فرع حلب " حيث ذكرت ايضاً أن الشهيد كان قد سلم نفسه في حلب للأمن بعد إصدار العفو الأخير و فور نشرنا للخبر وردت إلينا العديد من التعليقات و الرسائل عبر البريد الخاص بالموقع تنفي ماذكر في الخبر عن ان الشهيد قد سلم نفسه و تؤكد بأنه اعتقل بداية الشهر الجاري " تشرين الثاني " هذا ما دفعنا للذهاب إلى الحي الذي كان يقطن فيه المراوي و الوقوف على حقيقة الأمر وعدنا بالتفاصيل التالية :

 

جمال محمد فيصل المراوي من مواليد العام 1972 متزوج وله ابنتان , اصله من قرية كللي التابعة لمحافظة ادلب , يسكن في محافظة حلب وتحديداً في حي الخالدية .

 

اعتقل مطلع الشهر الجاري في عملية دهم لمنزله في حي الخالدية نفذها فرع أمن الدولة و أبلغوا ذويه بنبأ استشهاده و طلبوا منهم الذهاب إلى محافظة حمص لإستلام جثمانه أمس , وحين ذهاب ذويه لتسلم الجثمان و استفسارهم عن الطريقة التي قتل فيها ابنهم أخبرهم أحد الضباط بأن فرع أمن الدولة في دمشق أبرق لفرع حلب اسم جمال المراوي طالباً تحويله إلى فرع دمشق لاستكمال التحقيق معه " بحسب ادعائهم " وفي الطريق قامت " مجموعة إرهابية مسلحة " بالهجوم على الباص الذي يقله و قتلوه و اصابوا ثلاث عناصر بجروح خفيفة !!!

 

في هذه الأثناء خرج أصدقاء الشهيد و أقاربه بمظاهرة في الحي الذي كان يقطنه " حي الخالدية " طالبوا فيها بإسقاط النظام و شارك فيها عدد كبير من نساء الحي قام عناصر الأمن و الشبيحة بتفريقها بالقوة في الوقت الذي طالب ذوي الشهيد في حمص بفتح تحقيق للكشف عن الظروف التي قتل فيها ولدهم ومحاسبة المسؤول عن ذلك رافضين الرواية التي املاها عليهم الضابط الذي امتنع عن تسليمهم الجثمان بعد ان شعر بأنهم لن يسكتوا عن قاتل ولدهم .

 

وبعد أن انتشر خبر استشهاد " فيصل " في حلب دعا عدد من النشطاء عبر موقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك " للمشاركة في تشييع الشهيد الذي كان من المقرر أن يتم في محافظة حلب بحي الخالدية في تمام الساعة الحادي عشرة من ظهر اليوم الثلاثاء 15 - 11 - 2011 إلا أن ذلك لم يتم بسبب تخوف الجهات الأمنية من أن يتحول التشييع إلى مظاهرة و امسكوا الجثة و امتنعوا عن تسلميها ليصار إلى دفنها اصولاً و قالوا لذويه بأنهم لن يسمحوا لهم بتشييع الشهيد في حلب و طلبوا منهم أن يتم الدفن و التشييع في قريته " كللي " وليس في حلب كما كان مقرر ما اضطر الأهل للموافقة , في الوقت الذي كان فيه الكثير من أهالي و أصدقاء الشهيد ينتظرون وصول جثمانه لحلب وقد اقاموا بيت للعزاء وسط تواجد أمني كثيف لدرجة أن القائمين على العزاء قاموا بإغلاق بيت العزاء بعد أن احتلته عناصر الأمن و الشبيحة و وصول عدد من ضباط المخابرات إليه بغرض العزاء !!

 

هذا ونشر النشطاء على موقع اليوتيوب تسجييل يظهر فيه آثار التعذيب على الشهيد في اماكن متفرقة بجسده و جراح عميقة في رأسه و فخذه وتفسخ في كعب قدمه اليمنى .

 

يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة حيث قامت الجهات الأمنية في سوريا اعتقال الناشط السوري غياث مطر من مدينة داريا التابعة لريف دمشق و قامت بتسلميه لذويه جثة هامدة بعد عدة أيام في شهر أيلول الماضي

سوريتنا
(101)    هل أعجبتك المقالة (148)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي