وصلتني هذه الرسالة SMS، من رقم مجهول "عيدك حرية ولن تكون سوريا مزرعة لأحد ولا تنسى أطفال الشهداء والمعتقلين"، الرد بعفوية: "وهل انسى دمي".
هي "قامة من نار"، جعلت من الحمصي خصوصا والسوري عموما يصمد في وجه كل هذا الطغيان العسكري والأمني، وجبروت الدبابة، وظلم الكلاشنكوف وذوي الوطن، في شوارع حمص، المضرجة بالدم والحرية، هناك شيء غريب، بسمة عنيدة في عيون الناس رغم قلة ذات اليد، وموت واستشهاد الصديق والحبيب، بسمة تعكس صلابة لم يفقها النظام بعد، لكنه أحس بها وآلمته لحد هستيريا "العسكرة".
لا أود التنظير، فحمص تركت بصمتها عل جبهة الشرف، لكني أريد "التبليغ"، في حمص عوائل فقدت معيلها، وأطفال لم تعد تجد قوت يومها، أضف الى ذلك شتاء، لا يرحم، كما مضادات الطائرات التي تحولت الى "أرض أرض باب عمرو".
ورغم واجبات "المجلس الوطني" وتحفظنا المرتبط بالصمت إلى حين على أدائه، لابد له من ايجاد آلية ذات مصداقية وموثقية لإيصال مساعدات مادية ثم عينية إلى مئات العوائل التي تعاني العوز والتشريد في حمص وغيرها، آلية من خلال المجموعات المنظمة على الأرض مثل "الهيئة العامة للثورة"، و"لجان التنسيق المحلية"، و"اتحاد تنسيقات الثورة"، بالاضافة للتعاون مع المنظمات العربية والدولية لفتح ممر آمن لدخول المساعدات المالية والعينية، والضغط على النظام بكل وسيلة لتحقيق ذلك، فالوضع لا يطاق وأبناء الشهداء والمعتقلين بأشد الحاجة لسد رمقهم، ومسح الدمع عن حاضرهم ومستقبلهم، وهم ينتظرون سورية مدنية حرة، لا أقول جديدة، بل عادت إلى سابق عهدها، وعصرها الذهبي.
الوضع في حمص وغيرها من المدن السوري مأساوي، والناس يموتون ألف مرة كل يوم لتأمين الخبز، حليب الأطفال، هذا أن توفر معهم ثمنه، والبطالة "المفروضة" استشرت لحد مخيف، ومع كل هذا مازالت قاماتهم من نار، وروحهم المعنوية عالية، لكن يا "برهان غليون"، تصرف وجد طريقة ما، بأي شكل كان، لمساعدتهم ماديًا.
فتحي ابراهيم بيوض
رئيس التحرير
قصة قصيرة عن "زمان الوصل".. التمويل والحياة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية